Atwasat

مجلة «الثقافة العربية» وعلاقتها بالحركة الثقافية الليبية

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 15 نوفمبر 2020, 12:51 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

تأسست مجلة «الثقافة العربية» في بيروت سنة 1973 ورأس تحريرها الكاتب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه. وبعد ذلك أسندت رئاسة تحريرها إلى الشاعر محمد الفيتوري.

كانت مجلة ثقافية عامة تغلب عليها الصبغة الأدبية، وكانت مبوبة على غرار مجلة «العربي» الكويتية الشهيرة، حتى إن قارئا يمتلك روح الدعابة بعث إلى المجلة مقترحا إضافة أبواب أخرى، هي نفسها الأبواب الموجودة في مجلة «العربي» وأهملتها مجلة «الثقافة العربية». لم ينتبه المحرر إلى خبث هذا القارئ، ورد عليه بالقول بأنهم لا يريدون استنساخ تجربة مجلات أخرى!

لاحقا، نقلت إلى طرابلس، وتولى رئاسة تحريرها الكاتب الليبي محمد علي الشويهدي، لكن محمد علي الشويهدي كان منشغلا بأمور وزارة الإعلام والثقافة التي كان يتولاها، وكان رئيس التحرير الفعلي لها صالح أبو اصبع الفلسطيني، وفي غياب هذا الأخير كان رئيس التحرير الفعلي المصري محسن الخياط.

بعد ذلك، أظن سنة 1978، نقلت إلى بنغازي، وتعاقب على رئاسة تحريرها كتاب ليبيون.

طوال السنوات التي عاشتها من عقد السبعينات لم تكن مجلة «الثقافة العربية»، مجلة ليبية، وإنما كانت، كما أحب أن أصفها، مجلة تصدر في ليبيا، إذ لم تحاول التعامل مع الكتاب الليبيين والحركة الثقافية الليبية، وبدورهم قام الكتاب الليبيون بمقاطعتها، فبقيت في عزلة عن محيطها الثقافي.

إلا أن بعض الكتاب الشباب آنذاك آثروا كسر هذا الاحتكار والجمود، وارتأوا أنه من الأفضل التعامل معها. والحقيقة أنهم وجدوا ترحيبا صريحا من قبل صالح أبو اصبع ومحسن الخياط، لأنهما أرادا إزالة التهمة اللصيقة بها وهي ترفعها عن الحركة الثقافية الليبية ومجافاتها للأدباء والكتاب الليبيين. فنشرت أنا بها قصة «القفزة» سنة 1977، ونشر بها الشاعر محمد الفقيه صالح شعرا أكثر من مرة، ولم أعد أذكر الآن من نشر بها غيرنا.

مع بداية عقد الثمانينات، أخذت تتليَّب وتتواصل مع محيطها الثقافي وتصبح جزءا من الحركة الثقافية الليبية. وهي تعد أعرق مجلة ثقافية ليبية، إذ ما زالت تصدر حتى الآن. وبذا تكون قد أسهمت بقسط وافر في إثراء الحركة الثقافية في بلادنا.