Atwasat

قراءة في كتاب

عبد السلام الزغيبي الأربعاء 07 أكتوبر 2020, 02:44 صباحا
عبد السلام الزغيبي

بعد تأخير مبرر بأحوال وظروف بلد كان قبل سنوات شبه دولة، تغيرت لتصبح شيئا هلاميا، لم يتحدد شكله النهائي.. وصلني كتاب الصديق القاص محمد العنيزي "الحركة المسرحية في بنغازي".

الكتاب، وهو من إصدارات الهيئة العامة للثقافة للعام 2019 ، وحسب عنوانه في الغلاف يؤرخ للحركة المسرحية في بنغازي خلال الفترة من العام 1927، وحتى العام 1962، تاريخ تأسيس فرقة الشباب.

يستعرض المؤلف في الفصل الأول تأسيس الفرق المسرحية في المدينة، بداية من رائد المسرح في بنغازي.. الأستاذ حسين فليفلة.. وأول محاولة مسرحية عام 1927، وأشهر المسرحيات التي كتبها فليفلة هي مسرحية "الذبابة" وهي مسرحية رمزية تقصد مناهضة الاحتلال الإيطالي.

ثم تأسيس فرقة الشاطىء عام 1936 من قبل الفنان رجب البكوش، وانضمت مجموعة من الشباب إليها وأثناء استعداد الفرقة لعمل مسرحي هو مسرحية "الوفاء العربي" وباعتبار أن مضمونها يخالف سياسة الاحتلال الإيطالي أمر الحاكم العسكري بمنع عرضها وتم حل الفرقة.

بعدها بشهور عاد الفنان رجب والبكوش لتأسيس فرقة تمثيل أخرى مع مجموعة من الشباب.. وشيئا فشيئا عادت فرقة الشاطئ للنشاط وقدمت مجموعة من التمثيليات والمسرحيات. منها تمثيلية الشيخ إبراهيم مقتبسة من حكايات ألف ليلة وليلة، ثم قدمت الفرقة عملا آخر بعنوان (حسن البخيل) من تأليف رجب البكوش وإخراج سالم المكحل، ومثل فيها المطرب علي الشعالية. وقدمت الفرقة كذلك مسرحية (الأمين والمامون)، وغيرها من التمثيليات.
وفي عام 36 يؤسس إبراهيم بن عامر فرقة الشباب للموسيقى والتمثيل، قدمت مسرحيتين هما (اللحظات الأخيرة في حياة السكير)، من تأليفه، و(قاتل أخيه)، وهي مقتبسة من تأليف العراقي يونس بحري، ثم توقف نشاط الفرقة من عام 38 حتى عام 46 لظروف الحرب العالمية الثانية، ثم كون بن عامر فرقة مسرحية أخرى، قدمت عدة مسرحيات واستمرت حتى عام 1951.

ويواصل المؤلف محمد العنيزي استعراض الحركة المسرحية في بنغازي بعد الحرب وانتعاش الحياة الفنية في عهد الإدارة الإنجليزية حيث تكونت فرقة فنية للتمثيل والغناء جديدة في حي سيدي حسين، بإدارة الفنان رجب والبكوش، لكنها لم تستمر طويلا.. وفي عام 47 تكونت رابطة الشباب من شباب وسط البلد ومنها انبثقت فرقة هواة التمثيل وكان مقرها في بناية السيقراسيوني في شارع عمر المختار في وسط مدينة بنغازي، وأسندت إدارتها إلى الفنان رجب البكوش.. وضمت إليها فرقة موسيقية، أشرف عليها مصطفى المستيري.

واستمرت الفرقة في تقديم العروض المسرحية ثم تغير اسمها إلى فرقة المسرح الشعبي البرقاوي.

وفي عام 61 تحصلت على ترخيص رسمي باسم فرقة المسرح الشعبي للتمثيل.. واستمرت في تقديم عروضها حتى الآن.

في الفصل الثاني بعنوان أطياف مسرحية في الذاكرة، يقوم المؤلف بالتعريف بالشخصيات التي ساهمت في نشر وإحياء الحياة الفنية في مدينة بنغازي ومن بينهم ( رجب البكوش وإبراهيم بن عامر ومحمد آغا علي الشعالية ومصطفى المستيري وأحمد المريش والفرجاني بن حريز وصالح العيش والشاعر عبد ربه الغناي)..

في الفصل الثالث من الكتاب بعنوان (نصوص مسرحية قديمة)، نطلع على ملخص من رواية الشيخ إبراهيم المقتبسة من حكايات ألف ليلة وليلة، وأوبريت اللعب وهي تمثيلية غنائية في فصل واحد وأربعة مشاهد من تأليف أحمد محمد العنيزي وكتبت في سنوات الستينيات من القرن الماضي.

ويضم الكتاب في نهايته ملحق الصور التوثيقية لرواد الحركة المسرحية في مدينة بنغازي، وصور بعض العروض المسرحية. ثم مصادر الكتاب وهي متنوعة وموثقة وبذل فيها المؤلف والباحث المجتهد محمد العنيزي، جهدا مميزا يشكر عليه لأنه يعتبر إضافة للمكتبة الليبية التي تحتاج لمثل هذا التوثيق لتعريف الأجيال الحالية والقادمة بالفن والثقافة في مدينة بنغازي وليبيا عامة .