Atwasat

عن الظل وثقالته

محمد عقيلة العمامي الإثنين 13 أبريل 2020, 10:54 صباحا
محمد عقيلة العمامي

نجاح المرأة كزوجة يؤكد قدرتها أن تكون سياسية، واقتصادية، ومعلمة عالمة، وطباخة ماهرة، وفوق ذلك كله قدرتها العجيبة على التعايش مع ثقال الظل!

- أن تكون سياسية، أمر تؤكده الدراسات التي تقول إن معاملة أطفالها- بمن فيهم زوجها! - كأطفال بالغين له أهمية حقيقية في تأسيس أسرة سعيدة.

- أما قدرتها، عندما تتفرد بمسئولية تصريف اقتصاد البيت عندما يكون محدودا وتعرف يقينا أنه لا دخل غيره، يضعها في مرتبة رجل أعمال ناجح.

- وتضاهي ذكاء المعلم، وتتفوق عليه عندما تقوم بمراجعة واجبات أبنائها المدرسية.

- أما مهارة الطبخ، فقد أتقنتها بسبب معرفتها أن السيطرة على عقل بعلها يتحقق من خلال معدته، وبالتالي لا يضاهيها في ذلك أمهر الطهاة، الذين حتى ولو كانوا مهرة لا يستطيعون به السيطرة على زوجاتهم، لأن الطريق إلى عقلها لا يتحقق في الغالب إلاّ من خلال أسواق الذهب والمجوهرات، وبضعة أشياء أخرى، ليس من بينها ما يفكر فيه الذكر.

وعندما تتوافق هذه القدرات مع حرصها الشديد على أن تكون أنثى لامعة ذ كية أنيقة، لتجذب الانتباه، مستثمرة قدراتها التي طورتها من بداية الخلق، في الإنصات الكامل لمناقشات مواضيع متعددة، ومختلفة خلال "لمة" جاراتها و(كناتها) من دون أن تغفل تقيم أناقتهم، والقيمة السوقية لمجوهراتهن، والتمييز ما بين الحقيقي والمزيف؛ يؤكد دون شك قدرتها على تبؤ أي منصب قيادي، بما في ذلك قيادة أمم، ولا أعتقد أن ذلك يحتاج إلى برهان.

حسنا! وتقف أستاذة مؤهلة فوق منصة تعرض موضوعا غاية في الأهمية على مدعوين ومهتمين به، لنفترض أن الجالسين على يمينها أولئك الذين لا يعتقدون أن هناك أية فائدة منها إن خلعت "مريلة المطبخ"، أما الذين على يسارها فيرون أنها أكثر بهاء وفاعلية عندما تزين كتفيها النجوم العسكرية المذهبة بدلا من أقراط الأحجار الكريمة؟

يحدث ذلك وهي تنتقد وسائل الإعلام على إصرارهم تصويرها في دعايتهم بجانب غسيل الصابون المشهور، ويتركون الرجل يعبث بأرقام تلفوناته السرية؟

وتستكين لهم وتطأطئ رأسها، في تواضع عندما يقول عالم في محاضرة ما: "القول إن المرأة ضعيفة هو ابتكار ذكوري". وتعرف المرأة أنها ليست كذلك، ولكنها تتقبله بابتسامة لا معني لها، فالطبيبة منهن مثلا، تعرف أن: "تكوين المرأة الكيميائي الحيوي جعلها أكثر مقاومة للمرض والقصور من الرجال، ولديها هورمونات جنس أكثر، ومزيد من الكالسيوم والنيتروجين، وكمية أكبر من بعض الفيتامينات، وكرات دم بيضاء أكثر.. ".

والحقيقة أن ذكاء المرأة هو ما جعلها تترك الرجل مستمتعا بهذا الوهم! فهي تعلم، أيضا، أن الرجل يستهلك نفسه بسرعة أكثر. فالأزمات تنال من الرجل أكثر من المرأة، فهو يتعرض لكثير من الإجهاد لحماية نرجسيته وحبه لذاته ومركزه الاجتماعي، وفوق ذلك تماديه في أثبات فحولته!

وتعرف عالمة الإحصاء أن الدراسات أثبتت أن معظم الزوجات تعيش بعد زوجها حوالي ثمان سنوات، ذلك ما لم تتزوج ثانية. وسبب ذلك أنه، في الغالب، عند الزواج تكون المرأة أصغر من الرجل بأربع سنوات! وغالبا ما تعيش بعده أربع سنوات أو أكثر!
والخلاصة أن النساء يعشن أطول من الرجال، وأن الحكايات عن ضعف المرأة كلام لا أساس له من الصحة، فهن يتساوين مع الرجال في معظم الوظائف، بل ويتفوقن عليهم، فتأمل الحال حولك وسترى الأزمات التي يمر بها الرجل يوميا، فيما يختبئن خلف الادعاء والتظاهر بضعفهن! ومقابل عدم اعتراف الرجل بضعفه. وتأمل عدد الفاقد من الذكور سواء في السجون، أو في الحوادث، أو في المستشفيات العقلية!

فأين هذا الضعف؟ الذي يداعونه؟ هل هو بسبب طبيعتها الخجولة أو له سبب آخر؟ أقول لكم إنه ليس هناك ضعف، وإنما هناك دهاء حقيقي، وهو جميل لأنه موظف للخير! فمن أجمل ما قرأته عن المرأة أن أخطر قدراتها الفائقة تظل هي احتمال الرجل ثقيل الظل، وهي تتظاهر بالبهجة والرضى من رفقته! إن هذه القدرة هي أخطر خصائصها الذكية، لأن المرأة تعرف بغريزتها أن الرجل يغفر لها كل شيء مادامت لا تشعره بأنها تراه ثقيل الظل! ومن خصائص ثقل الظل هو استهانة المرء بذكاء الآخرين وقدرتهم على معرفتهم بثقالته. فاحرصوا على عدم الاستهانة بذكائهن في هذا الجانب تحديدا، لأنه يفسر كل شيء! فاحذروا الظل وثقالته.