Atwasat

كورونا ومستقبل العالم

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 12 أبريل 2020, 10:04 صباحا
عمر أبو القاسم الككلي

بغض النظر عما إذا كان فايروس كورونا مُخلَّقا في المختبرات، أم متطورا في الطبيعة، فإن المهم هو الارتدادات العميقة والانقلابية التي الاقتصادية والسياسية التي ستجتاح العالم وتغير نظمه وصورته. إذ إن وضع الحجر الحالي وتقييد حركة الناس مقيض له أن يقضي على المشاريع الاقتصادية العائلية والصغيرة والمتوسطة، وحتى الكبيرة، لصالح المشاريع والشركات الكبرى.

ولابني حيان رأي طريف، في هذا المجال، جدير بالالتفات إليه في انتباه جاد متفحص. هو مهندس ميكانيكي تخرج منذ بضعة أشهر فقط، ولم يسبق أن عرفت له اهتماما بالتحليل السياسي والاقتصادي والاستشراف المستقبلي. هو يرى أن الحكومات الغربية وجدت في هذا الوباء، سواء كان مدبرا أو صدفة، فرصة لتجديد شباب مجتمعاتها وتحسين الوضع الصحي لشعوبها، باعتبار أن أكثر ضحاياه من بين المسنين والذين يعانون من أمراض مزمنة.

من جانب آخر يرى أن الرأسمالية إلى زوال، لكونها رسملت العالم برمته. إنها مثل البالون الذي ينتفخ إلى حده الأقصى حتى ينفجر!. وزوال الرأسمالية، كما يرى، يعني زوال الديموقراطية، لأنهما مرتبطتان. كما يعتقد أن أرقام المصابين بالفايروس والموتى جراءه المعلنة مبالغ قصد إثارة الرعب بين الناس، وأن إجراءات الحجر المفروضة الآن التي تلزم الناس بالبقاء في بيوتهم مددا طويلة، وتقييد حركتهم إلى أدنى حد، إنما المقصود منها تدريب الناس على الطاعة والخنوع لأوامر الدولة، تهيئة لهم للتكيف مع أوضاع غياب الديموقراطية في أنظمة الحكم الجديدة بعد الخلاص من وباء كورونا، حيث ستكون أنظمة حكم سلطوية. كما يتوقع أن أولئك الذين يتمكنون من الاحتفاظ بوظائفهم بعد انقشاع جائحة كورونا سيتعرضون إلى الابتزاز لجهة تخفيض الرواتب وزيادة نسبة الضرائب. ويرى أن أسوأ ما يمكن أن يحدث، على الصعيد الاقتصادي، هو إفلاس المصارف ذاتها.

من جانبي، أرى أن هذا الوباء ستكون له انعكاسات كبيرة على مسألة الحرب الجرثومية أو البيولوجية. أعتقد أنه سيعاد فيها النظر من حيث المبدأ، لأن انتشار وباء كورونا بهذا الشكل السريع والشامل أثبت أن الدولة التي تشن حربا جرثومية على دولة أخرى لن تضمن أنها لن ترتد عليها وعلى حلفائها. أتوقع أن يجري التوقف عن التفكير في هذه الحرب واللجوء، بدلا من ذلك، إلى تكثيف الجهود في مجال الحرب الكيميائية، من جهة، والاعتماد على جيوش الروبوتات، من جهة أخرى.