Atwasat

الطريق إلى المجهول

فرج أحميد الإثنين 23 مارس 2020, 12:57 مساء
فرج أحميد

مع نهاية العام المنصرم و تحديدا بتاريخ 30 ديسمبر 2019 أعلنت الصين عن وجود فيروس أشبه بفيروس السارس. يطلق على هذا النوع من الفيروسات فيروس كورونا، وهو من سلالة كبيرة من الفيروسات التى تشمل متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة.

لقد كان الطبيب الصيني لي وينليانج، و يعمل في مدينة ووهان الصينية قد أفاد بتشخيص 7 حالات إصابة في سوق محلى للمأكولات البحرية. أما أول ضحايا ذلك الفيروس فقد كان ذات الطبيب الصينى الذى اكتشف حالات الإصابه السبع.

ومنذ ذلك التاريخ تصاعدت وتيرة الإصابات بشكل مطرد بدءا من مدينة ووهان الصينية متجها لكل دول العالم حتى وصلنا اليوم إلى اعتبار أوروبا بأكملها بؤرة من بؤر الكارثة الصحية٠

لن ننتصر علي كورونا.. وإذا انتصرنا ستكون بداية البداية لبناء ليبيا الحديثة.

قد يرانى بعضكم متشائما، ولكن كل الظروف التي تعيشها ليبيا، لا تسمح لنا بالصمود لمواجهة هذا الفيروس. تلك حقيقة لا يجب التغافل عنها .

جميعنا يتفق بأن منظومتنا الصحية بائسة، بل تحتاج هى نفسها لغرفة إنعاش، وحتي وإن خرجت من الإنعاش، فلن تكون بكامل لياقتها الصحية. فالكادر ليس قادرا علي مواجهة هكذا أزمات، أما المحطات الصحية من مستوصفات إلى مراكز تفتقر للإدارة وإلى نقص الإمكانيات في الدواء والكادر البشري٠

لقد تابعنا دولا ذات منظومة صحية لها كفاءتها العالية ولم تستطع أن تصمد، ونال منها هذا الفيروس مثلما حدث في الصين مع بداية الوباء مرورا بإيران وإيطاليا.

لا يختلف اثنان على أن الصحة هي من أهم الجبهات الدفاعية لمواجهة كورونا، وللأسف لم تعطِ أيا من حكوماتنا الليبية المتعاقبة أي اهتمام، ولهذا ظلت الوجهه لمصحات الدول المجاورة هى الوجهة المعتمدة علي مر خمسين عاما.

وبالنظر إلى منظومتنا المجتمعية، نجد أن الثقافة السائدة في مجتمعنا هي ثقافة "أخظي راسي وقص" طيلة عقود، فنحن لا نؤمن بالمسؤولية المجتمعية ولا توجد حتي مسؤولية أسرية في أكثر من صورة نشهدها يوميآ. تلك الأزمات تحتاج إلى تضامن والتفاف وحرص ووعي مجتمعي، مع عدم نكران بعض المجهودات التي تفتقد للحرص والمسؤولية. فهذه جبهة مثل جبهات القتال، ليس كل شخص قادرا علي التواجد فيها، فمن غير المنطق أن نضع شابا صغير السن غير مدرك لحجم هذه المسؤولية كي يقوم بدور توعوي في الشارع أو دور متطوع بأحد المحطات الصحية٠

إن كل هذه المنظومات لن تعمل إلا بوجود منظومة القانون، وهي العمود الفقري لجل ماسلف، فإذا فرض الحجر الصحي، من يطبقه؟ ومن يستطيع ردع كل متعجرف لا يبالى بأى ضوابط ويراها ترفا ومضيعة وقت وكلاما فى الهواء. يبقى القول أن قوة القانون وحدها هي تلك القادرة علي مواجهة هكذا أزمات وبالتالي السير بخطى واثقة نحو حياة آمنه وعيش أفضل.