Atwasat

عامُ جعجعة ولا طحين!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 24 ديسمبر 2019, 12:32 مساء
أحمد الفيتوري

خمسون سنة خلون، نسمع أبواقاً، تُبشر بأن عيد الفاتح العظيم القادم، عيد المنّ والسلوى، فيأتي العيد: بأي حالٍ جئت يا عيد، بالمزيد من تبديد الأرواح، من تبديد الجهد والوقت والمال.
السنة 2020 م تأتي، ولسان الواقع أكثر جعجعة: يُبشرون بالسلام والأمان، القوى المحلية والإقليمية والدولية، لسانهم يقول ذاك، وفعلهم يخوض في دمائنا.

خمسون سنة، والطائرات المعلُومة والمجهولة في سمائنا، والسلاح يتدفق منهم على بلادنا، والميزانيات ترصد لذلك، ومنا من لم يُقتل برصاصهم/ رصاصنا قُتل بالغمِّ، فما أكثر ما خيض من حروب، في البلاد وفي حدود الدنيا، بشباب ليبيا، مستقبلها، وبثروتها، المُبددة على أصقاع الدنيا، من حدود تونس، ومصر، وتشاد، حتى حدود نيكارجوا، ولبنان، وليبيريا، وآيرلندا ..... وهلم.

2020 وضعت لِذا العام أحلام وأضغات أحلام، وها هو يُطل ودول كبرى والدول المتكبرة وما شابه، تخوض في ليبيا حروبها بالوكالة، تلغو دماءها بدم بارد كصقيع روسيا، وأمريكا زعيمة العالم الحر والديمقراطية، تجعجع بدعوات السلام، والطحين يُلعلع رصاصا، تحت إشراف مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة ومندوبها السامي.

خمسون سنة خلون، والمهمة الموكلة لنا الموت بالنيابة، في ليبيا قبل وبعد، كما في سوريا ومجمل المنطقة، نقدم القرابين نحن الدول الصغيرة المتخلفة!، من أجل أن ينام النفط، دمنا المهدور، في براميلهم، ما يجني منه سادة قومنا النزر اليسير، لشراء سلاحهم، الممنوعين من اقتنائه، حسبما جاءت به قرارات مجلس أمنكم الموقر.

2020 القادم بمؤتمر برلين، مسك الختام، لمؤتمر ينطح مؤتمرا، وعلى أعتابه توقع عقود القتلة، ومن كل فج يتدفق المنّ والسلوى، كسلاح لا تراه إلا أجسادنا، وكطائرات مجهولة ومعلومة، ويد العالم قصيرة، وعينهُ كليلة، إلا من قلق يبديه غوتييرس الأمين العام، وتفجع مندوبه سلامة!.

2020 القادم بمؤتمر برلين، في استقباله عجاج كذبة غوبلز، يعمّ ويُعمي الأبصار، والعالم الكليل البصيرة، يوكد أن الحلّ الأمثل: اللا حلّ. فالثبات على المبدأ، يسلتزم أن نكون في وضع محلك سرّ، طحين الجعجعة، في المنطقة منذ نصف قرن وأزيد بكثير، حروب تتناسل مع إسرائيل وبين الجيران، فتخترع فرانكشتاين: تَحارُب أهلي. ونحن السّذج، نُقدم القرابين في ثورات تحرر، فنكبل بقيود أزيد، حيث لسنا من نسل البشر، ولا حتى من البكتيريا.

2020 يُطل باقتراح لمؤتمر آخر، بسلامٍ مؤجل، بصراعٍ يتأجج لأجل النفوذ والمصالح، بين دول كبرى ودول متكبرة، ووكلائها على الأرض، والميديا والسوشل ميديا، جهازهم التابع، موكل بترويج، عجزنا وغبائنا على أن نكون من الكائنات، ما طبيعتها المحافظة على حياتها، البكتيريا أفطن منا، لأنها حريصة على الحياة، فيما نحن حريصون على الموت.

2020 يأتي في الأخير، مُعززا مهمتنا بوسم الإرهاب، ما هو المهمة الموكلين بها: نحن الإرهابين علينا محاربة الإرهاب!، نحن المهجرين علينا استيعاب المهجرين!، نحن من يُشعل نيران الحروب علينا إطفاؤها، نحن المُفقرين علينا دفع كلفة ذلك...... وغيره.

2020 جاء يسعى، لا كما نحلم ولا كما نريد، بل على العكس من أمانينا، فلنقل مع المُقولِّين، أنه جاء ونحن غواة التهلكة نغوص فيها، فإن كنا من هواة الموت، أفليس البشر يَمنعون الانتحار، ويَتكفلون بالمعونة عند التهلكة، هكذا رأيناهم يسعون، لإطفاء حرائق التحارب، في آيرلندا والبوسنة والهرسك وصربيا وكوسوفو... ووووو...

لكن اليوم مع إطلالة 2020 العام العظيم، يتكالبون على المزيد من التدخل، في التحارب الأهلي في ليبيا كما في سوريا وغيرهما، حيث تتجاور في سمائنا، طائراتهم المعلومة والطائرات المجهولة، حيث يتداعكون ويتعاركون على أرضنا، بالسلاح الذي يهربون، وبالوفود والمعاهدات والاتفاقات الموبوءة، ثم يتباكون على أننا نقتل أنفسنا، نُجوع أطفالنا، نهدرُ كرامة نسائنا فأوطاننا.

فباسم السلام، الأمن، الحرية، الديمقراطية، الدين والدنيا، ابعدوا عن بلادنا، دعونا نتغدى ونتعشى ثم نفطر بلحومنا، نحن آكلة لحوم البشر، دعوا الليبيين/ السوريين في غيهم يعمهون، دعوهم لجنونهم، ما عمهم منذ منحتموهم الاستقلال والدولة الحديثة، ما لا يستحقون ذلكم، في عرفكم، الفاشلون عن أن يتخذوا قدوة لهم، الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة (إسرائيل)، البلاد التي يَعُم فيها السلام والأمان، بلاد البشر الأوربيين المطرودين من بلدانهم لـ (يهوديتهم)، من عكرنا حياتهم بجهلنا وجلافتنا، فعجزوا لسنة، وانتخابات ثلاثة عن تسمية حكومة.

2020 القادم بمؤتمر برلين، لن يكون عام سلام بفضلكم، وخوار إرادتنا المتشائمة، وعقلنا المسفوح، ولذا موكد ستنجح، (رأسمالية الكوارث)، رأسماليتكم في استثماره، ليعود عليكم بالمنّ والسلوى، لذا وللمرة الألف النفط نفطكم، خذوه و(حلوا عنا)، أو عودوا علنية مُدججين مُجحفلين لبلادنا، واستعمرونا من فضلكم، لكن عبر التفاوض بينكم، وليس عبر الحرب بالوكالة، التي تُديرونها هنا والآن.