Atwasat

كابوس ليبي آخر...!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 10 ديسمبر 2019, 12:44 مساء
أحمد الفيتوري

1-
تنهض من النوم، على كابوس جاثم على صدرك، لم تستغرب ذلك، فالكوابيس باتت قوت يومك، لما أصبحت أحلامك مسيسة، خلال نصف قرن، ليبيا خطاب سياسي، تفطر وتتغدى وتتعشي على هذا الخطاب، حتى أن مشاكلك المعيشية الصغيرة، أمست كرة ثلج، تتدحرج فتكبر، بعد أن اضطررت، إلى تركها جانبا، هكذا غدا نومك القلق، غطاؤه كابوس يدحر آخر...

تهرب من الأخبار، فتغزوك محطات العالم، تدخل في عمل كثيف حتى التعب، فإذا التعب مشوب بأخبار، تندس في الفراش، تغرس رأسك، في الفيس بوك، تطاردك الكوابيس، حيثما وليت وجهك، اعتدت ذلك، لكن الكوابيس لم تعتدك، لهذا تتنوع وتتعدد، أكثر من تعددكم ومن تصوراتكم.

الكابوس الأخير وليس الآخر، السيد (باش آغا) يجلس متربعا على كرسيه، يوكد لك أن الحلّ، ما لايطال كله لا يترك كله، بفم جاف وارتباك واضح، يوكد على ذلك، وهو يوكد أن بالإمكان أبدع مما كان، فزيارته ناجحة، إلى زعيمة العالم الحر أمريكا، وما يبرر هكذا نجاح، أن ليبيا أصبح الصبح عليها، فأصبحت من العالم الحر!، وقد أُغلقت ملفاتها، ما فيها أن زعيمها أخطر رجل في العالم، وأنها، وأنها دولة تصدر الإرهاب... وهلم جر.

وأهم ما جاء به يسعى، وزير الداخلية رفقة وزير الخارجية، من زيارته الناجحة، اتفاق أمني بدعم قوي، من مؤسسات الولايات المتحدة، هذه المرة دعم صريح موثوق به، يعمّ ليبيا كافة، رغم كل المعطيات على الأرض، رغم الاتحاد الروسي، والقيصر وشركته ورجالها، من يقاتلون على الأرض الليبية، كما وكد (باش آغا)، من سئل عن أن أمريكا تفضله، وتعتبره رجلا آخر، قويا في ليبيا، لم ينفِ، لكنه وكد أنهم يفضلون، من يعمل بنظام ومثابرة وعلى سكوت، أوكما قيل وقال: تأمين هذا الاتفاق الأمني، كفيل به القوة العظمى الأمريكية، فكل قوى الأمن وأجهزتها، ستكون موحدة وضاربة فاعلة، أما كيف ذلك؟، فالأمن بطبيعته عامل سر، بل وسر أعظم.

إذا هذا ما ممكن التصريح به، أن رغم وقائع الحرب والمتحاربة، ثمة خطة أمنية كفيلة بالمحافظة على ليبيا الآن وليبيا الغد. فالمشروع حسب تصريح (باشا آغا)، يخص المستقبل، وإن نفذ اليوم، فالسيد الوزير يتحدث بثقة، رغم الارتباك الظاهر عليه، أن خطة الطريق تحت الإجراء، وما بدئ به، ليبيا الغد.

2-
تعلق أمك، بعدأن تجدك متلبسا كابوسا، انشا الله خير، وتزيد، وكأنها عالمة نفس، أن الكابوس مطهر صحي فعال لأردان النفس.

ومن أطياب، كابوس رجل الأمن الأول في ليبيا!، أن خاتمته خير، لأن عنده أن خطة الطريق مضمونة، تتخطي ما يتم على الأرض، وترسخ ما يجب، توفير الأمن، ومن تفاصيله الشحيحة: أن المسلحين، (رافضا السيد الوزير مصطلح ميلشيات)، ينقسمون إلى نوعين: (شرير) هو عبارة عن قوة مسلحة، نهابة، سارقة، قاطعة طريق، وهذه لابد من مواجهتها، ويكفل هو وحكومته ذلك، بدعم دولي ممثلا في الولايات المتحدة، والأخرى (خير)، ساهمت في سرت مثلا، في دحر الإرهاب، وهذه القوى الضاربة، تدخل في مكون الجيش، ويسرح من يبتغي غير ذلك.

هذا ما قاله باقتضاب، عن الحلّ الأمني أس الحلّ السياسي، ولم يفصح عن الأطراف المتفقة، على خطة الطريق هذه، لكنه وكد على الوفاق على هذا، كان هذا الموجز، لبّ تصريحاته ما جاء ليدلي بها. أما عن خلفية الكابوس الطيب!، لواحد من اثنين كانا في زيارة الولايات المتحدة، أنه اتفاق محكم وأنه تحت الإجراء، وهذا كما مواجهة للتدخل الروسي السافر، والتقاط للبلاد من فم الدب.

ذا التعليق جاء، كما تسبيب وتسريب لاتفاقية، غير معلنة مع الإدارة الأمريكية، من لديها مشاكل عويصة في الشرق الأدني والأقصى. ودون تعليق، وكحريص لم يُذكر بالاتفاقية مع تركيا، ما مهد لها (باشا آغا)، بزيارات مكوكية، معلنة وسرية لاسطنبول.

الاتفاقية التركية السراجية، أثارت ضجيجا!، لم تثره اتفاقية أخرى، في الألفية الثالثة، حتى اتفاقية (كيم وترامب)، لكن وزير الداخلية الناطق باسم حكومة الوفاق، لم يدخل في معمعة اتفاق اسطنبول، وفضل أن يتغيب عن أمواج البحر المتوسط العاتية، بنسيم خافت للمحيط الأطلسي، وصمه بالحلّ الأمني لليبيا الغد.

ولا أريد التخمين، والرجم بالغيب، فما لفت نظري، الثقة المشوبة بالارتباك، لتصريح السيد الوزير لمحطة تلفزيونية، في لحظة كبر عاصفة البحر المتوسط، وأنه كمن لديه سر يريده إعلانه، لكن دون إعلام صاخب، واختار لحظة صاخبة لهفوت إعلانه.