Atwasat

الشهيدة فريحة البركاوي - فقيدة الوطن وصاحبة الأيادي البيضاء

شكري السنكي الثلاثاء 22 يوليو 2014, 08:02 مساء
شكري السنكي

(.. قديمًا قيل إن التاريخ لا يرحم، نعم فكل مَنْ سطّر عملاً مُشرفًا في صفحات هذا التاريخ سيبقي عمله خالدًا تذكره الأجيال القادمة.. وكل مَنْ نهب أموال الشّعب أيْضًا سيدخل التاريخ علي أنّه أكل أموال الشّعب الِلّيبيّ.. وكل مَنْ سفك الدماء أيْضًا سيكون فِي صفحات هذا التاريخ علي أنه سفاح وقاتل..). فريحة البركاوي(1)

كان السّيِّد خليفة محَمّد البركاوي (1926م - 2003م) مِن سكّان شارع نبوس بمدينة بنغازي، وكانت ابنته فريحة نشطة فِي الأعمال الخيريّة والتطوعيّة، وقد اغتالتها الأيادي المجرمة وهي ساعية لفعل الخير وذلك حينما تعرضت يوم الخميس الموافق 17 يوليو / تموز 2014م لوابل مِن الرصـاص الغادر فِي إحدى محطّات التزود بالوقودِ بمدينة درنة.

وباستشهاد فريحة البركاوي (1956م - 2014م) أضاف شارع نبوس شهيدًا آخرًا لقائمته، وأشهر شهدائه محَمّد فرج حمّى الّذِي سقط شهيدًا تحت التعذيب فِي عهد الطاغيّة معمّر القذّافي. وُضع محَمّد حمّي في السجن بعد رفضه لاستبداد نظام معمّر القذّافي، وتأبينه لرفيقه المُناضل الحُقُوقي عامر الطاهر (1933م - 1980م) الّذِي استشهد يوم 27 فبراير / شباط 1980م بعْد تعذيب شديد متواصل استمر لمدة ثلاثة أيّام. واستشهد محَمّد حمّي تحت التعذيب الوحشي بعْد أسابيع مِن اعتقاله، وكان ذلك يوم الخامس مِن أبريل / نيسان 1980م، وسُلّم جثمانه الطاهر إِلى ذويه فِي بّنْغازي مصحوبًا بإفادة صادرة عَن بلدية طرابلس مؤرخة بيوم الأحد الموافق 4 مايو / أيّار 1980م.

لم تسقط فريحة شهيدة على يد نظام معمّر القذّافي الّذِي قتل محَمّد حمّي وغيّب أخويها علي ويُوسف سنوات طويلة فِي المنفى، إنّما سقطت على يد الفوضى والتضليل الأيديولوجي وتصفيات الحسابات وعصابات الجريمة والنفوس الحاقدة، والتي ظهرت على السطح بعْد فترة بسيطة مِن انتهاء حكم القذّافي الدّكتاتوري المستبد. ارتقت روحها الطاهرة إلى السماوات العلي يوم الخميس 19 رمضان 1435 هجري الموافق 17 يوليو / تموز 2014م، بعدما امتدت إليها يد الغدر والإرهاب بوابل مِن الرصاص فِي محطّة بنزين بالقرب مِن مسجد أبوبكر الصّديق محل إقامتها بمدينة درنة.

رحلت فريحة البركاوي وقبلها رحلت المحاميّة والحُقُوقيّة سلوى سَعْد بوقعيقيص نائبة رئيس الهيئة التحضيريّة للحوار الوطنيّ، والتي كانت مِن يين مؤسسي ائتلاف 17 فبراير وأحد أعضاء المجلس الوطنيّ الانتقالي قبل استقالتها منه احتجاجًا على بعض السّياسات والمُمارسات ومحاولات تحجيم دور المرأة. رحلت سلوى بعدما امتدت إليها يد الغدر والإرهاب يوم الأربعاء 27 شعبان 1435 هجري الموافق 25 يونيه / حزيران 2014م وطعنتها بالسكاكين وأطلقت عليها وابلاً مِن الرصاص، فسقطت شهيدة بإذن الله تعالى داخل منزلها الكائن بمنطقة الهواري بمدينة بنغازي.

يبدو أن الاستبداد المتمثل فِي نظام معمّر القذّافي الّذِي حكمنا لمدة اثنين وأربعين عامًا، قد انتهى فِي شخص رأس النَّظام وشكل الحكم، إنّما الاستبداد كمنهج وثقافة لازال يعيش معنا بعد ثلاث سنوات مِن قبر القذّافي فِي مكان غير معلوم، ولازلنا نعيش تبعاته ومخلفاته ومَا زرعه مِن فتن وفرقة وانقسام وأنانية وتلاعب بالأموال العامّة واستغلال للمناصب بصورة سيئة على حساب المصلحة العامّة ومصالح المواطنين. لم يكن متوقعًا أن يصل الانتقام وتصفيّة الحسابات والصّراع على السّلطة والمغانم إِلى حد دخول البيوت الآمنة واقتحامها وقتل النساء اللاتي بداخلها فقد اقتحمت مجموعة مِن الملثمين منزل سلوى بوقعيقيص، وأردوها بالرصاص فضلاً عَن مجموعة مِن الطعنات النافذة. ويبدو أن الملثمين لم يكتفوا بقتل سلوى فِي شهر شعبان الّذِي ترفع فيه الأعمال إِلى رب العالمين كمَا قال رسولنا عليه الصلاة والسّلام، ولكنهم قتلوا رفيقتها فريحة البركاوي فِي الشهر الّذِي أُنزِلَ فِيهِ القرْآنُ، شهر رمضان الفضيل الّذِي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران.

 

 

 

 

 

 

 

 

كانت أسرتي تسكن فِي شارع نبوس وكان علي ويُوسف أخوي الفقيدة مِن أصدقاء طفولتي ثمّ مِن رفاق النَّضال ضدَّ نظام القذّافي، وعرفت الفقيدة بعْد دخولي إِلى الجامعة فِي عَام 1979م وقد سبقتنا إليها بحوالي ثلاث سنوات. عرفتها مثالاً للأخلاق العالية والاستقامة وطالبة مثالية بكلِّ مَا تحمله الكلمة منْ معْنَى. تحصلت على بكالوريوس اقتصاد قسم إدارة أعمال، وتزوجت مِن المُناضل رجب محَمّد الهنيد(2) أحد أبناء مدينة درنة والّذِي وقف فِي وجه الاستبداد وقضى فِي سجون نظام القذّافي المستبد سبعة عشر (17) عامًا، ورزقها الله بنتين ووَلَد. اشتغلت فِي حقل التعليم فعملت مديرة لإدارة رياض الأطفال بمدينة درنة، وساهمت فِي الأعمال الخيريّة فكانت لها أياد بيضاء على كثير مِن الفقراء والمحتاجين والمساكين. وَمِن أعمالها الخيريّة أنها أجرت شقتها الوحيدة فِي مدينة بّنْغازي، وكانت تصرف أكثر مِن نصف إيجارها على أعمال البر والخير ومساعدة ذوي القربى والأصحاب. وقد علمت أن سكّان مدينة درنة كانوا يلقبونها بـ(فاطمة الزهراء) نظرًا لما كانت تقوم به مِن أعمال تطوعية ورفع المعاناة عَن كاهل الكثير مِن الفقراء والمحتاجين. وعلمت أيْضًا أنها كانت تقوم بجولتها اليوميّة لإتمام احتياجات (مائدة الرَّحمن) الرمضانيّة حينما اغتالتها الأيادي الآثمة.

ويذكر أن الأستاذة فريحة البركاوي كانت عضوًا نشيطًا بالحركة العامّة للكشافة والمرشدات، وعضوًا بالاتحاد النسائي وبجمعيّة الهلال الأحمر الِلّيبيّ. وبعد انطلاق ثورة 17 فبراير، تفاعلت مع الثورة وانخرطت فِي العمل الميداني المدني مُنذ البدايّة ثمّ انتسبت إِلى (التَّيار الوطنيّ الدّيمقراطي) وهُو التَّيار الّذِي دخل فِي أوَّل انتخابات تعقد فِي ليبَيا بعْد نجاح الثورة ضمن (تحالف القوى الوطنيّة) الّذِي تأسس فِي فبراير/ شباط 2012م وتكّون مِن مجموعة مِن الأحزاب والجمعيّات والشخصيّات المستقلة وتزعمه الدّكتور محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي خلال شهور الثورة. تقرر أن يكون عدد مقاعد المؤتمر الوطنيّ العام ّمائتي مقعد، ويكون نصيب المستقلين منها مائة وعشرين (120) مقعدًا بينما يكون نصيب الأحزاب ثمانين (80) مقعدًا. وزعت مقاعد المؤتمر بحيث يكون نصيب المنطقة الغربيّة (100) مائة مقعد.. والمنطقة الشّرقيّة (60) ستين مقعدًا.. والمنطقة الجنوبيّة (40) مقعدًا.

دخلت الأستاذة فريحة البركاوي فِي انتخابات المؤتمر عن مدينة درنة التي تقع فِي شمال شرق ليبَيا (المنطقة الشّرقيّة)، وهي فِي نطاق دائرة طبرق الانتخابيّة (الدائرة الأولى) المكونة مِن مدينتي القبة ودرنة بالإضافة إِلى مدينة طبرق. فازت بمقعد مِن بين المقاعد الخمسة المخصصة للدائرة الأولى ضمن المقاعد الثمانين الخاصّة بالكيانات السّياسيّة (الأحزاب). ويذكر أن تحالف القوى الوطنيّة حصد غالبية المقاعد المخصصة للأحزاب السّياسيّة فِي الانتخابات العامّة التي جرت فِي أنحاء ليبَيا فِي 7 يوليو/ تموز 2012م حيث فاز بتسعة وثلاثين (39) مقعدًا مِن أصل ثمانين مقعدًا.

مارست دورها فِي المؤتمر الوطنيّ بأمانة وإخلاص ووطنيّة.. وابتعدت عَن التجاذبات السّياسيّة وتكتلات أصحاب المصالح.. وعرفت بمواقفها الحازمة وحبها الشديد لوطنها. وقد وصفها الأستاذ حسن الأمين عضو المؤتمر الوطنيّ المستقل فِي نعيه لها قائلاً: ".. كانت السيدة فريحة البركاوي أحد هذه الأصوات الصّادقة والجريئة ومارست مهامها بالمؤتمر الوطنيّ بما يمليه عليها ضميرها وكانت متفوقة فِي أدائها ومتميزة بمواقفها..".

كانت الفقيدة مثالاً يُحتذى به، وصاحبة ضَّمير يقظ حَيّ وصوت صادق لا ينحاز إلاّ للحق والعدل، وصاحبة ذمة ماليّة نظيفة فِي زمن كثر فيه الفساد ونهب الأموال العامّة، فقد رفضت الخمسة والأربعين ألف دينار التي خصصها المؤتمر لأعضائه لشراء سيارات خاصّة بهم.. وتنازلت عَن مقعد الحج الّذِي خصصه المؤتمر لأعضائه وطالبت بتحويله إِلى أم شهيد.. واعتذرت عَن المهمات الخارِجِيّة والاستفادة مِن بدل السفر لأنها رأت أن مهمتها داخل قاعة المؤتمر والعمل مِن أجل تأسيس الدولة وليس السفر خارج البلاد. وعلمت أن الدّكتور محَمّد يُوسف المقريَّف الرئيس الأسبق للمؤتمر الوطنيّ العامّ قد أخبر الأستاذ يُوسف أخو الفقيدة أن شقيقته رفضت حتَّى بدل السكن.

وقد أكدت النائبة فريحة البركاوي على هذه المواقف والمبادئ فِي حوارها مع الأستاذة صافيناز محجوب المنشور فِي موقع (ليبَيا المُسْتقبل) بتاريخ 28 مارس / آذار 2013م، فقالت: ".. لم أسافر واعتذرت عَن المهمات الخارِجِيّة فمكاننا الطبيعي داخل قاعة المؤتمر والعمل.. وليس السفر لندوات أو مؤتمرات، ولا أنكر أن هُناك أعضاء مع احترامي للبعض، يتسابقون على الإيفاد والمهمات الخارِجِيّة ولا يراعون حتَّى التخصص فقد تكون المهمّة تتطلب معايير وضوابط ولكن سامحهم الله يذهبون دون أن يقوموا حتّى بإعداد ورقة عمل أو تقديم تقرير عَن مهمتهم بعْد العودة (المهم أن يسافر ويأخذ بدل سفر). وأنا تنازلت عَن ثمن السيارة وقمت بترجيع مبلغ (45) ألف دينار خصصها المؤتمر للأعضاء لشراء سيارات خاصّة بهم، وهُناك عدد (8 إِلى 9) أعضاء قاموا بترجيع القيمة مثلي وكل إنْسَان له قناعاته وقد رفضت القيمة بسبب أن الموضوع لم يطرح بالقاعة للنقاش والسيارات فِي العادة قيمتها (13 أو 14) ألف.. فلماذا المبالغة فِي التقدير !؟. كمَا أن أعضاء المؤتمر يستطيعون شراء سيارات مِن مرتباتهم الجيدة وهُناك قسم مواصلات بالمؤتمر يوفر خدمات توصيل الأعضاء وقد قلت إن الثوار المبتوري الأعضاء أحق بهذا المبلغ فيمكنهم شراء سيارات أتوماتيك بهذه القيمة لهم وكراسي متحركة. وتنازلت عَن دعوة للحج وطالبت بتحويلها إِلى أم شهيد.. وأطالب أن يُسأل كلّ عضو مؤتمر فِي نهاية المدة عَن كلِّ مَا أخذه ومَا فعله..".

وعندما رأت النائبة فريحة أن المؤتمر الوطنيّ العامّ انحرف عَن مساره، وأنه مدد لنفسه فِي جلسة يوم الاثنين الموافق 23 ديسمبر / كانون الاوَّل 2013م فترة ولايته إِلى 24 ديسمبر/ كانون الاوَّل 2014م والتي مِن المفترض أنها تنتهي يوم 7 فبراير/ شباط 2014م وفقًا لما ورد فِي الإعلان الدستوري، استقالت مِن المؤتمر بتاريخ 3 فبراير/ شباط 2014م.

وفِي منتصف نهار يوم الخميس الموافق 17 يوليو/ تموز 2014م، استهدف مجهولون النائبة فريحة خليفة البركاوي وأطلقوا عليها وابلاً مِن الرصاص فسقطت شهيدةً غارقةً فِي دمائها. وشيع جثمانها الطاهر يوم الجمعة 20 رمضان 1435 هجري الموافق 18 يوليو/ تموز 2014م، إِلى مثواها الأخير بمقبرة الفتائح بدرنة، بعْد صلاة الجنازة عليها بمسجد الصحابة. وبسبب الظروف الأمنيّة المترديّة، وتعسر رحلات الطيران، لم يشارك فِي مراسم الدفن أيَّ مِن المسؤولين فِي الحكومة الموقتة أو المؤتمر الوطنيّ العامّ، وأقيمت ليالي المأتم فِي بيت آل الهنيد بمدينة درنة وبيت آل البركاوي فِي مدينة بّنْغازي.

وكأني سمعت علي ويُوسف بعد سماعهما لخبر اغتيال شقيقتهما يقولان:

عشنا شريدين عن أهلٍ وعن وطنٍ  /  ملاحمًا من صراع النور والقيم

الكيد يرصدنا في كل منعطفٍ       /   والموت يرقبنا في كل مقتحم (3)

وَأَخِيْرًا، كانت الأستاذة فريحة البركاوي تؤمن بأنّ الوطن لن يتعافى مِن آثار الاستبداد ومخلفاته إلاّ بعْد حين.. وأنّ قانون العزل السّياسي لا بُدَّ أن يكون الهدف مِن ورائه حمايّة الثورة وتحقيق أهدافها بحيث تُجرم الممارسات لا المناصب وأنّ تكون للقانون ضوابط ومعايير وألا يكون الهدف مِن ورائه إبعاد اشخاص مُعينين أو بعينهم.. وأن الحوار هُو السبيل الوحيد للخروج مِن أزمة وطن وصلت تداعياتها إِلى درجة الخطر.. وأنّ للمرأة دورًا وطنيًَا وثقافيًّا واجتماعيًا لا بُدَّ أن تلعبه إِلى جانب دورها الطبيعي فِي رعاية الأسرة وتربيّة الأجيال..

هكذا كانت فريحة البركاوي المناضلة الصّادقة التي عاشت قضية بلادها وتفاعلت مع هُمُوم النَّاس وتطلعاتهم.. والمرأة التقيّة النقيّة الصالحة التي آمنت برسالتها، وسخرت وقتها لأعمال البر والتقوى، وختمت حياتها بالشهادة.

رحم الله فريحة وأسكنها فسيح جناته، وجعلها الله آخر أحزان الوطن.

-----------------------------

مُلاحَظَات وَإِشَارَات:

1) الفقرة أعلى الصفحة: جاءت الكلمات أعلى الصفحة على لسان النائبة فريحة البركاوي فِي حوار صحفي أجرته معها الأستاذة صافيناز محجوب، ونُشر فِي موقع (ليبَيا المُسْتقبل) بتاريخ 28 مارس / آذار 2013م.

2) رجب الهنيد: مُثقف ومُناضل دافع عَن قضايا الوطن وحُقُوق المواطن الِلّيبيّ، وتعرض للمضايقة والتعذيب وقضى فِي السجن سبعة عشر عامًا. كان طالبًا بكليّة التربيّة قسم اللغة الإنجليزيّة بجامعة طرابلس فِي العَام 1973م، وبعد خطاب معمّر القذّافي فِي مدينة زوارة فِي 15 أبريل / نيسان 1973م، قادته أجهزة النَّظام القمعيّة إِلى السجن. أعلن معمّر القذّافي فِي خطاب زوارة أو ما عُرف بـ(خطاب النقاط الخمس) أو (الثورة الثقافيّة)، الحرب على الدولة الكلاسيكيّة ذات النمط الرجعي على حد زعمه تحت شعار (الثورة الثقافيّة)، ومؤذنًا بتصفيّة مخالفيه والتبشير بما سماه (عصر الانعتاق والتّحرر مِن كلِّ القيود القانونيّة). قضى رجب الهنيد فِي السجن مِن أبريل / نيسان 1973م إِلى الثّاني مِن مارس / آذار 1988م أيّ إِلى خطاب معمّر القذّافي المعروف بخطاب (أصبح الصبح)، والّذِي أُخرج بموجبه بعض السجناء السّياسيّين وأصحاب الرَّأي، مدعيًا أنّه يرفض استمرار وجود السجون والسجناء فِي ليبَيا فركب بلدوزر وهدم فِي عمليّة استعراضيّة سور أحد السجون فِي مدينة طرابلس ولكنه كان يبني فِي الخفاء سجون بديلة تحت الأرض، وهذا مَا أثبتته الأيّام حيث أدخل إِلى السجون لاحقًا أضعاف العدد الّذِي أخرجه فِي الثاني مِن مارس.

3) أبيات الشعر: أبيات الشعر أعلى الصفحة مِن قصيدة باكية رقيقة، كتبها الشّيخ عصام العطار بعْد اغتيال زوجته السيدة بنان علي الطنطاوي فِي منزلها الكائن فِي مدينة آخن (Aachen) بألمانيا يوم الخميس 17 مارس / آذار 1981م على يد المخابرات السّوريّة، والقصيدة نُشرت فِي ديوان أسماه (رحيل).