Atwasat

مالطا القاعدة.. إيطاليا المافيا!

أحمد الفيتوري الثلاثاء 01 أكتوبر 2019, 12:56 مساء
أحمد الفيتوري

مالطا القاعدة!
رجال القذافي، في نظريته الخضراء، لا يحيضون، لكنهم في الواقع يلدون، لهذا فإن هؤلاء يتكاثرون مع الزمن، ما يلبسون في كل حقبة منه لباساً، لكنهم ثابتون على المبدأ، فهم حذاق، في أن تبقى ليبيا لنصف قرن، تحت سيطرة النظام الجماهيري، الموسوم بالأزمة التي تنتج أزمة، وأن يعيش الليبيون، كما عرف عن القذافي، فئرانا في كيس، يتم خضه وتحريكه، متى ما استقرت الفئران.

لذلك ومنذ الأيام الأولى، من أيام الفاتح العظيم، وضع العقيد معمر القذافي، نظريته العالمية الثالثة، النظرية الصليب المثلث، النظرية التي يحملها الليبي على أكتافه، كالمسيح يحمل صليبه، لينقذ العالم من براثنه، أزماته، ولهذا كانت، (مالطا الحنينة) القاعدة، للعقيد ورجال الخيمة والخيمة، غبّ خروج المحتل، الأسد العجوز/ بريطانيا.

لذا تكفلت إيطاليا المافيا، خاصة مع رجلها الأهم (برلسكوني)، بتقديم التسهيلات للمهمة العالمية، مهمة (رسول الصحراء القذافي)، وعليه منذ السبعينات، تكفل هذا الرسول بالجزيرة الصخرة، بتكاليف مصاريف مالطا القاعدة، وغبّ غرق سفينة القذافي الغارقة، قفزت فئران السفينة إلى الجزيرة، ومع القذافيين المولدين الجدد، ترسخ دور مالطا كقاعدة، وايطاليا كمافيا، فحولت القوافل الليبية، من طرابلس إلى فاليتا.

بعد سقوط القذافي، أمسك ورثته، بحلقوم ليبيا/ طرابلس، من عاشت الفوضى، ما تعم عقب سقوط الجماهيرية، ما بشر بها الكتاب الأخضر، في فصله الثالوث والأخير، وأما في الفصل الذي لم يكتب، فإن القاعدة ستكون جزيرة، كل هارب ومهرب، من بلاد الجماهيرية السابقة، وأن المافيا ربابنة السفن المهاجرة!. هذا ما كتب في زبور الكتاب الأخضر المخفي، ومن هذا فإنه حتى، وقود محطات كهرباء العاصمة، وسيارات نقل أوساخها، تم تحويله، لخوض الحرب المقدسة، لاستعادة الجماهيرية العظمي، أو كما أوصي رسول الصحراء، وأن لا حرج لفعل ما لا يفعل، وتكميم الأفواه لأجل المهمة المقدسة.

مهمة تهريب قوت الليبيين، مهمة مقدسة، كما مهمة المجنب، ثروة النفط، ما قام بها القائد المعلم والمفكر الثائر، ويقوم بها رجال، لا يأتي الباطل، من بين أياديهم ولا من خلفهم، متعففون يسكنون بينكم ولا ترونهم، أو يتخذون من الدولة العظمى مسكنًا، لكنهم بالبلاد مهمون، أكثر من كل ظان في نفسه، إنه في البلاد، إنه في الحق ساكن، رغم أنه في الباطل يعمه.
مالطا الحنينة، الجزيرة القاعدة، للهاربة والمهربة، منذ السبعينات ذات الصواري، صاحبة الحصة الكبرى في البنك الوطني الليبي...واستعينوا بالصادق الكبير لتصدقون!.

• إيطاليا المافيا
أما أن إيطاليا المافيا، فمؤكد ليس بحاجة لتوكيد، فوقود محطات كهرباء طرابلس، في روما يباع عيني عينك، أو كما يقال، في وضح نهار الصحف الإيطالية، ما جاءت بالنبأ تسعى، من هذا وغيره أكثر وضوحًا، فالمسألة الليبية مسألة مافيا إيطاليا، كما كانت في غابر الأيام أليست ببعيدة، مسألة فاشية إيطاليا (الشاطئ الرابع)، خاصة وإيطاليا هذه، تعيش حالة نهوض الفاشية، بعيد الحرب الكبرى الأولى، مع نهوض (دراكولا)، اليمين المتطرف من قبره، في هذا الأوان.

حقيقة غائبة لكنها معروفة، أن المال الأسود الليبي يرطن بالإيطالية، وإن كانت مالطا القاعدة، ولعل هذا يذكر: أن ساعة انقلاب الملازم معمر القذافي، كما كانت أثينا ميناء خروج الملك إدريس، فإن روما والسفارة الليبية فيها، كانت ميناء العقيد الركن سعد الدين بوشويرب، من أعلن أنه رئيس لأركان الجيش الليبي في لحظة الانقلاب، والمعارض للنظام الملكي صالح بويصير، من كان أول وزير خارجية، لأول حكومة لانقلاب سبتمبر.

وكان أول كتاب صدر عن العقيد معمر القذافي قائد الانقلاب، وبه حصل على أول لقب أيضاً: (القذافي رسول الصحراء - سيرة وحوار)، تأليف الإيطالية ميريلا بيانكو، عدد الصفحات 304، حجم كبير، الطبعة الأولى الفاتح من يناير 1970م، نشر بالفرنسية، الناشر بالعربية دار الشورى! - بيروت، ونذكر أن الانقلاب كان في الفاتح من سبتمبر 1969م.

سيقول القائل، إن ليبيا المستعمرة السابقة لإيطاليا، وهذا ما يؤكد أن المال الأسود الليبي، أخذ في اعتباره ذلكم كما فعل قائد الانقلاب، كما إيطاليا المافيا، تعد ليبيا المرتع حقها أولاً، ومن هذا تحولت إلى مرتع لها، تحصد ما زرعت وما لم تزرع.

ليبيا كانت مسألة داخلية إيطالية، أوائل القرن الماضي، وليبيا أمست مسألة داخلية إيطالية أوائل هذا القرن، وهكذا كما كانت إيطاليا، تفاوض بريطانيا العظمى وفرنسا الجمهورية، حول المسألة الليبية، أوائل القرن العشرين، تعود لتفعل ذلك عقب إسقاط (القذافي رسول الصحراء)، وهذه الدول تتفاوض علناً هنا أو هناك، في روما أو باريس أو لندن وحتى في برلين، لكن تفعل ذلك، في كل لحظة، سراً في مالطا القاعدة، المقر الفعلي للرئيس المكلف لليبيا (الصادق الكبير).

• ملاحظة: ثمة المصطلح، المسكوت عنه في المقالة، وهو: المصلحة والنفوذ وجهان لعملة واحدة.