Atwasat

«الكبتاقون».. وما أدراك!

سليمان أقدورة الأحد 01 سبتمبر 2019, 05:57 مساء
سليمان أقدورة

تم خلال الأشهر الماضية القبض في بنغازي على أكبر عصابة مخدرات في البلاد، أغلبهم سوريون. كميات كبيرة من الحشيش والكوكايين ضبطت في عدة منافذ بحرية ليبية.عملية ناجحة فعلاً لإدارة مكافحة المخدرات وإدارة الجمارك في بنغازي. ما لفت انتباهي من المواد التي تم ضبطها كمية كبيرة من أقراص «الكبتاقون»، وهذه مادة كيميائية اُستحدثت على يد الشركة الألمانية «ديقوسا» في العام 1961 لعلاج النشاط المفرط والاكتئاب، ونظرًا لخصائصها المسببة للإدمان والهلوسة، فقد تم منعها دوليًا. ويعتقد بأن المخابرات الأميركية كان لها دور كبير في تصنيع «الكبتاقون» بكميات كبيرة عندما لوحظت تأثيراتها العقلية التي تدعم أغراضهم في عمليات العصابات والتمرد حول العالم.

«الكبتاقون» مادة خطيرة صنعت بربط مادتين وهما «الأمفيتامين» و«الثيوفيلين». التأثيرات الفسيولوجية لـ«الكبتاقون» تنتج عن مزيج من هذين المركبين وتتسبب في تغيير سلبي دائم في الدماغ، خاصة في ضعف الإدراك وقدرة القرار وتعزز اللامبالاة والشجاعة الزائفة. ولهذا أصبح هذا المخدر يقدم للشباب الانتحاريين في «تنظيم الدولة» لاشك بدفع من أيادٍ خفية. وقد رأيناه خلال حرب الجيش الوطني ضد الإرهاب في بنغازي وهو مخدر يقدم للانتحاريين المبرمجين فكرياً قبل عملياتهم بقليل ليمنحهم نوعا من النشوة والثقة الزائفة وحتى لا يتراجعوا في آخر لحظة.

يقول الباحث الأميركي باترك هانينقسن: «تخدم مثل هذه المخدرات أغراضاً مختلفة، بما في ذلك إفساد الشباب، وتقويض هياكل الدولة من خلال الترويج لميليشيات الحرب وعصابات الجريمة المنظمة، وتوفير منبه رخيص يعزز الثقة المبالغة الزائفة للمقاتلين، والأهم من ذلك، طريقة لجمع الأموال لتمويل الحرب».

أغلب المخدرات التي تصل إلى ليبيا عن طريق البحر تأتي من تركيا. الغرض لا يخفى على أحد، فهناك عناصر في تركيا تسعى لتقويض النسيج الاجتماعي والاستقرار في بلادنا للتحكم في إمكانات وموارد البلاد. مؤامرات دولية تحاك على بلادنا بمساعدة أيادٍ محلية متأسلمة خبيثة. علينا الوعي والحذر وعلينا تثقيف الشباب الليبي على المضار طويلة الأمد لمثل هذه المواد وما تسببه من خلل مزمن في القدرة العقلية. وهنا لابد لنا أن نثمن ونثني على مجهودات رجال الأمن من جهاز مكافحة المخدرات إلى إدارة الجمارك إلى البحث الجنائي.
حفظ الله بلادنا وأبناءنا وبناتنا من كل مكروه.