Atwasat

قطر والإمارات: المتشابه والمختلف (3/4)

أحمد معيوف الأحد 14 يوليو 2019, 03:07 مساء
أحمد معيوف

قطر والإمارات: المختلف (2)...
على الجانب الثاني، فإن علاقات قطر بالسعودية كانت دائما علاقات متوترة، ولم يكن التوتر فيها وليد اللحظة، وربما كانت ذروتها الخروج الأخير لقطر عن الإجماع الخليجي في قضيتين وهما العلاقات مع ايران من ناحية ودعم جماعات الإسلام السياسي من ناحية أخرى.

كانت السعودية من أشد الداعمين للجماعات الإسلامية السنية بكافة أطيافها في منتصف القرن الماضي، واستعملتهم في صراعها ضد الأحزاب اليسارية وضد الاتحاد السوفييتي السابق في افغانستان. ويعود أول تواجد لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية في السعودية إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي ناصبوه العداء، إلا أنها لم تسمح للجماعة بالعمل السياسي، بينما سمحت للسلفيين بالعمل بكل حرية بسبب أن التيار السلفي يناهض الخروج على الحاكم.

كانت السعودية من أهم الدول في التحالف الذي أخرج صدام من الكويت، وقد انتقد الإخوان تأييد السعودية للحرب واستضافتها للقوات الأمريكية، مما دفع الحكومة السعودية ‘لى اتهام الجماعة بإثارة المشاكل، وانتهى الأمر بتصنيفهم كجماعة إرهابية عام 2014. نقيضا للموقف السعودي، قامت قطر باستقبال الأخوان ورعايتهم، كما استضافت العديد من المؤتمرات والندوات التي ينظمها الإخوان المسلمون، مما جعل السعودية تشعر بالقلق من تنامي نفوذ الجماعة على حدودها.

علاقة قطر مع إيران علاقة يميزها حجم التعاون الكبير بينهما، وعلاقتهما بالتظيمات الإسلامية كالإخوان وحماس وحزب الله، فكلا الدولتين، قطر وإيران، تدعمان هذه الجمعات. وتحاول قطر أن توازن بين علاقتها بإيران وعضويتها في مجلس التعاون، إلا أن هذه المحاولات لا تحقق النجاح دوما، وتؤدي إلى توترات غير محمودة العواقب كالتي نراها الآن. وترتبط قطر مع إيران باتفاق أمني عسكري وقع بين البلدين عام 2015 تحت مسمى مكافحة الارهاب، ووقع الجانبان اتفاقية تعاون لحماية الحدود المشتركة وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، الأمر الذي يتعارض مع أهذاف مجلس التعاون الخليجي. ويكفي إدراك حجم التعاون الاقتصادي بينهما بالإشارة إلى صفقة الاستثمارات النفطية بقيمة 50 مليار دولار التي وقعها الطرفان في عام 2011.

العلاقات التركية القطرية قديمة، لكن أهم ما يميز هذه العلاقات حديثا هو موقفهما من الحرب السورية، وعلاقتهما بتيار الإسلام السياسي وبالخصوص جماعة الإخوان المسلمين، وموقفهما من الأحداث في مصر. فكل من تركيا وقطر تدعمان الجماعات التي تقاتل نظام الأسد، وللدولتين موقف موحد من الأزمة المصرية، فكلاهما تدعمان الإخوان وتنظران إلى أحداث يونيو 2013 على أنها انقلاب على الشرعية التي كسبها مرسي من صناديق الاقتراع. وطبعا النظام الحاكم في تركيا يحمل الشعار الإسلامي، وينتمى أردوغان نفسه إلى حزب إسلامي تدعم توجهاته دولة قطر، لذلك فالعلاقة بينهما هي أقرب إلى التحالف من العلاقة السياسية الطبيعية.

قطر تبحث عن دور ريادي، وحجمها لا يؤهلها للقيام بهذا الدور، لذلك فهي تبحث عن أوراق ضاغطة، يمكن لها توظيفها بالإضافة إلى إمكانياتها الاقتصادية في تحقيق هذا الدور الريادي. وتملك القيادة في قطر قناعة بأن تنظيم الإخوان لا يشكل خطراً عليها، فلا يوجد إخوان قطريون نشطون على المستوي التنظيمي يمكن لهم أن يشكلوا خطرا على النظام القطري، وقد وجدت قطر ضالتها في استثمار الإخوان المسلمين كورقة لتحقيق مصالحها في التعامل مع العالم الخارجي. وقد أشار إلى ذلك صراحة رئيس الوزراء القطري السابق الشيح حمد بن جاسم في مقابلة مع قناة البي بي إس الامريكية، ففي جوابه عن سبب تعامل قطر مع الإسلاميين، قال إن الإسلاميين لهم دور مؤثر في المنطقة العربية من العراق وحتى المغرب، وهم كقوة سياسية مهمة لا يمكن أن تتجاهلها قطر.