Atwasat

طرابلس.. المسيلة للدموع

فرج أحميد الأحد 26 مايو 2019, 02:36 مساء
فرج أحميد

ما يقوم به رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج مؤخرا يعتبر خطوة جيدة رغم تأخرها، ويبدو أنه خرج من خانة صدمة الهجوم على العاصمة طرابلس إلى مربع البحث عن الدعم والمساندة الدبلوماسية.

فمن حيث زيارته لدولة تونس تعتبر في توقيت مناسب وذلك قبيل توجه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى المملكة العربية السعودية التي ستشهد قمتين عربية وخليجية في الثلاثين من مايو، ورغم أن العنوان العريض لهذه القمم إيران وما أدراك ما إيران،إلا أن السراج يعول على أن يتطرق القادة العرب للملف الليبي،لإيجاد مقاربة يمكن من خلالها الرجوع للحل السياسي بآلية وشكل لا يمكن أن يكون مثل ما قبل الهجوم على طرابلس.

وهنا لا شك سيثير الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مخاطر المعارك الحربية التي تعيشها العاصمة طرابلس والتي سيكون لها الأثر الكبير على الأمن القومي التونسي والمغاربي.
أما في ما يتعلق بزيارة السراج للجزائر فإنه تعتبر مهمة أيضا. ولكن الجزائر ليست بخير ولن تكون جزائر أبومدين، فالأحداث الجارية بالجزائر بعد تنحية الرئيس السابق أبوتفليقة تعيق لعب بلد المليون ونصف المليون شهيد دورا كبيرا من شأنه أن يؤثر في مجريات الأحداث.

ومن خلال ما عرج عليه السيد غسان سلامة في إحاطته الأخيرة ينبيء بصيف حار جدا على طرابلس وبأن إيجاد آلية للحل السياسي بعيدة وصعبة المنال في هذه الظروف الاستثنائية.
ولذلك فإن الصراع وبُعده الإقليمي والدولي سيشهد تدحرجا نحو التهدئة تارة ونحو زيادة وتيرة الاشتباكات تارة أخرى حتى يصل الكبار للمعادلة التي يحاتفظ فيها كل طرف بنفوذه.
وفي ظل هذه الزيارات التي يقوم بها السيد فائز السراج للدول الغربية والمغاربية يظل الوضع في طرابلس مستمرا على ما هو عليه وكارثيا بامتياز، والحسم العسكري بعيد المنال، ويبقى المواطن وحده من يدفع فاتورة الصراع على السلطة.