Atwasat

عرب

ميلاد عمر المزوغي الإثنين 08 أبريل 2019, 01:13 مساء
ميلاد عمر المزوغي

الذين هم من جيلي كانوا يسمعون قصة الرجل الذي تزوج امرأة من" يميم" فأنجب منها ولدا وحيدا وكان الولد يحب الأكل بشدة ويحكى أن والده حمله ذات مرة على كتفيه (عنقرته) وسار به إلى مكان بعيد وكان الإبن كثيرا ما يقول لأبيه إنني جائع والأب يلهيه بأنه قريب من وصول مكان يجد فيه طعاما ليأكله ويبدو أن المكان كان بعيدا ولم يتحمل الإبن فما كان منه إلا أن قضم أذني والده، عندها رمى الأب بابنه بقوة على الأرض التي يبدو أنها كانت صلبة فمات. ويحكى عن أهل تلك المنطقة "يميم" أن المريض منهم إذا شارف على الموت قام أهله بذبحه وأكله. لم نكن نصدق تلك الحكاية ونعتبرها نوعا من الخرافات لأجل تخويف الصغير من الذهاب إلى أماكن بعيدة لا يعرفها فقد يكون بتلك المنطقة أشرار.

الذي جعلني أسرد هذه "الخرّافة" هو ما شاهدناه في بداية الأحداث في ليبيا عن قيام البعض بالتمثيل بجثة أحد الأشخاص وإخراج القلب وأخذ يلوكه على مرأى ومسمع العالم بأجمعه لا لشيء إلا لكونه يختلف معه في الرأي، وبعد سنتين يتكرر نفس المشهد وفي مكان آخر، سوريا. وفي كلا المشهدين نسمع التكبير! ليزداد المشاهد رهبة، يبدو أن القصة التي كنا نسمعها حقيقية، كما يتبين أن عرب يميم منتشرون في أرجاء العالم العربي والإسلامي وأن هؤلاء أكثر ذكاءا من السيخ الذين يحرقون الجثث فعرب يميم يستفيدون من الجثة (يبدو أن لحم البشر أفضل من لحم الحيوان). فلا لزوم للمقابر التي تغطي أجزاءا كبيرة من الأرض خاصة بالمدن الكبرى مع الارتفاع الفاحش لأسعار الأراضي وحيث إن هؤلاء نشروا ما يقومون به على وسائل الإعلام المختلفة (صوت وصورة - دعاية) فلا شك أن الغرب سيستعين بهؤلاء ويمنحهم الإقامة أو الجنسية للقضاء على الجثث حيث أن أسعار الأراضي هناك جد مرتفعة ومنذ مدة لجأ الغرب إلى أسلوب حرق الجثث أسوة بالسيخ والاحتفاظ بالرماد كتذكار للميت، أو قد يستخدمهم الغرب في أكل المحكوم عليهم بمدد طويلة والمؤبدة لأنهم (المساجين) يكلفون خزينة الدولة أموالا طائلة نتيجة بقائهم في السجون. فكما الخنازير تقتات بفضلات البشر فإن هؤلاء يقتاتون البشر أنفسهم.

أعود فأقول لقد أصبح العرب والمسلمون مسخرة في نظر العالم الذي أخذ ينظر إليهم باحتقار فهؤلاء الهمج يعيدون إلينا اليوم قصة مشهد مقتل حمزة وقيام هند بنت عتبة بشق صدره واستخراج قلبه ولوكه، لا شك أننا لا نلومها لأنها كانت تعيش عصر الجاهلية ولم يدخل الإيمان إلى قلبها. أما هؤلاء فيقولون عن أنفسهم أنهم خير أمة أخرجت للناس ويدينون بالإسلام الذي جاء هدى لكافة البشرية ويحرر البعض من جبروت الغير "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرار" والناس سواسية كأسنان المشط، وأمرهم شورى بينهم، دين التسامح.

وبعد، هذا ما ينتظر كل من يخالف هؤلاء الرأي، الذين يسعون بكل جهدهم إلى إقامة دولتهم الموعودة (الإمارة الإسلامية) فهم في الحقيقة شعب الله المختار (لأنهم جاوزوا تصرفات اليهود) إنهم ملائكة منزلون لاستتباب الأمن في كافة أرجاء الكون وما يرونه هو الحق لتطبيق الشريعة الإسلامية والدين منهم براء.
أليس هذا مصيركم المحتوم، فماذا تنظرون؟.