Atwasat

حول ملتقي مستقبل شباب ليبيا!!!

عبدالله الغرياني الثلاثاء 02 أبريل 2019, 04:53 مساء
عبدالله الغرياني

لاشك أن دور الشباب تم تغييبه طوال السنوات الأخيرة ومن أول الثورة في عام 2011 وانحصر دورهم في المهام الصعبة والطاحنة سواء في الحروب المتعاقبه أو في الأعمال التطوعية أو في الحراك المدني الداعم والمساند لمشروع الدولة المدنية والديمقراطية، ومع الأسف لم يجنِ الشباب أي ثمرة طيبة في كل هذه الأحداث والمراحل. ولكنهم، في المقابلن نالوا ويل التهجير والتهدايد والمطاردة، بل والتصفية والاغتيالات بسبب مواقفهم الوطنية وفي كل مرحلة تبدأ فيها ملامح الاستقرار تبدأ المتاجرة بتضحياتهم الكبيرة وتبقى وحتى الذين حملوا السلاح مؤمنون بشرعية معركتهم المسلحة ضد القوى الإسلامية المتطرفة تم إهمالهم ورميهم للموت البطئ وللمصير المجهول. وأنا أقصد هنا تحديداً الشباب الذين ساندوا مشروع التغيير في السابق ومشروع بناء دولة المؤسسات والجيش والشرطة مؤخراً في معركة الكرامة.

وكل الحكومات والمجالس النيابية التشريعية وحتى المجالس والقطاعات المحلية داخل المدن خلت من شباب وإن وجد تمثيل شبابي فهو تمثيل حسب الانتماء والولاء السياسي.

أريد وباستعجال أن أصل للحدث الأخير الذي تم داخل مدينة بنغازي تحت شعار (الملتقي الأول لمستقبل شباب ليبيا) حيث أتت أفواج الشباب من كافة المدن والمناطق والقرى الليبية في سابقة لم تحدث منذ سنوات في ليبيا حيث حضر عدد من أبناء المناطق الغربية في ليبيا ملتقى كان الداعي له نجل المشير خليفة حفتر العدو اللدود للمسيطرين على الغرب الليبي ومليشياتهم الإجرامية. بل قاموا بالتقاط الصور وكتب عدد منهم على صفحاتهم الشخصية نحن في بنغازي نستمع للمشير حفتر.

ولكن اعتراضى الشخصي هو اعتراض وتساؤلات مهمة طرحها باقي الرفاق في التيار المدني المناضل وهو: كيف تناقش القيادة العامة للجيش الخطط والبرامج المستقبلية للشباب وهي غير معنية بهذا الأمر كونها قيادة جيش وليست قيادة دولة. وحتى إذا كان الواقع فرضها كقيادة دولة إلا أن مثل هذه الملتقيات والنقاشات تتم خارج مظلة الجيش أو يتم الدعوة إليها عن طريق السلطات المدنية مثل الحكومة الليبية المؤقته ووزارتها أو المجالس المحلية أو الهيئات والمنظمة الشبابية، ولابأس أن يتخلل الملتقى لقاء مع القائد العام وقيادات الجيش!!.

ومن ثم يأتى التساؤل حول آلية التنظيم والدعوة التي تمت عن طريق نجل المشير حفتر "الصديق" وإذا افترضنا أن الجيش هو الداعي لهذا الملتقي لماذا يتم تكليف نجل المشير بذلك وهو لايحمل أية صفة رسمية داخل أو خارج المؤسسة العسكرية. ولماذا لم يتم التنظيم والدعوة عن طريق المكاتب المعنية داخل المؤسسة العسكرية وتم بهذا الشكل الذي أعطى انطباعا قويا وصورة مؤكدة بأن الجيش أصبح عائلة ومن خلاله قد تحكم هذه العائلة ليبيا.

ولكن في المجمل وبحسب ماورد إلي من أحد الرفاق الحاضرين لهذا الملتقي والاجتماع فإنه كان موفقا على صعيد التنظيم والطرح الذي تم من خلاله عرض الأفكار والمشاريع الشبابية وفي ظل هذه الفوضي التى تعيشها البلاد وسلطاتها المدنية تظل القيادة العامة والمشير خليفة حفتر أهون هذه الأطراف وأقلها ابتلاء. فقط ينقصهم دقة التوصيف والعمل بأكثر وضوح وصراحة وأن يعلموا أن الجيش ليس إلا مؤسسة لها واجباتها ومهامها العسكرية وأن الآلاف من الشباب دفعوا أرواحهم فداء لقيام هذا الجيش ومئات آخرين قدموا أطرافهم وأغلى ما يملكون في سبيل إعادة هيبة هذه المؤسسة ومجدها الذي توجت به اليوم بعد أن دنس وأهين من قبل الإرهابيين والمليشيات الإجرامية.