Atwasat

الآن: إلى الأمام دُرّ!

أحمد الفيتوري الأربعاء 27 مارس 2019, 02:25 مساء
أحمد الفيتوري

1-
لا سلامة في مؤتمر سلامة دون توفرٍ لأدوات السلامة!، هذه الحقيقة التي يُدركها الكُل ويقفز عنها الكُل، بمعنى: هل أصبحت لليبيين هواية المؤتمرات يذهبون إليها خاويي الوفاض فيجنون ما زرعوا؟، أما بالنسبة لـ (سلامة) المؤتمر أو الخطة (ب) في خارطة الطريق التي أقرها مجلس الأمن توفر له القفز عن حفرة الصخيرات، كذا مُكنة أن يُؤلف سلطة تنفيذية جديدة بقوة مجلس الأمن، لكن لن توفر لليبيين غير محلك سِرّ.

إذا كان المؤتمر الوطني المزمع انعقاده في أبريل بغدامس على حسب قول غسان سلامة مؤتمرًا للتجميع، جمع من فرقاء ليبيين عدة كما تصور سلامة، وفي هذا الحال المقاطعة كما المشاركة ليست في يد أي فريق، فالأمر البين أنه قرار دولي الذي بقدر ما يمنحه من دعم تأتي الرياح بما يشتهي الداعمون.

وكأني بهذا أن الليبيين وجودهم زايد ناقص، أي تحصيل حاصل فالمؤتمر خارج عن إرادتهم، وأنه فعل في يد الفاعل كما صخرة مؤتمر روالندينو!، وأن نتائجه في مثل هذا الحال على الطاولة والتواجد غير الفاعل لليبيين ينتج التوقيع لزوم ما يلزم شكلاً، فالموضوع عند غياب الفاعلية الليبية عند الفاعل غسان سلامة.

لمَ ذلك؟، لأن الفرقاء الليبيين خاصة من له النفوذ على الأرض:
أولًا: يعرف ما لا يريد ولا يعرف ما يريد، وما لا يريده أيضًا مختزل ومخلّ لأنه يختزل في رفض الآخر.
ثانيًا: كل فريق يرى نفسه الحكم والفصل، وأنه المدعوم وبالتالي الأقوى، عليه فلا يرى أحدًا غيره على الأرض، والمطلوب مختزل في الإقرار بذلك.
ثالثًا: إن لم يكن ممكنًا تحقيق ما في الفقرة الثانية، فالمطلوب أن يكون الوضع على ما هو عليه على الأرض الليبية، ومن هذا نجاح المؤتمر عند الفرقاء الليبيين يكمن في عدم نجاحه.

رابعًا: مما تقدم فإن الفرقاء الليبيين الأقوى يبدون كفريق واحد على الأقل في المنطلقات، وبالتالي فيما يريدون جنيه مما زرعوا وهم بهذا:
1- فرقاء في الشكل لكن مضمونهم واحد، حيث يجمعون على أن الحلّ اللا حلّ.
2- الشكل عندهم: أن مستقبل ليبيا ماضيها، والآخرون عندهم أن الماضي زال، أما المضمون فجامعهم المتمثل في الماضي وغياب المستقبل.
3- من ذا فإن أفقهم اللا أفق...
السؤال أليس ثمة من طريقة لاجتياز هاته العقبة، والدخول في المسألة بالخروج من هذه المعضلة؟

2-
كما يظهر أن الفرقاء العدة ثمة مشتركات بين بعضهم، حيث ثمة ركيزة أساس في كل الجماعات البشرية، وبالذات في السياسة التي عمادها المشترك ما يجعل منها جماعة فقوى، ولذا فإن القاعدة الأساس متوفرة ومتى كانت صلب الموضوع تكون العروة الوثقى المتينة.

أولًا: قبل الذهاب إلى المؤتمر الوطني لابد من مؤتمر جامع بين الفرقاء من يجمعهم مشترك عام، وبهذا تكون قد تبلورت جماعة تشمل الأحزاب أياً كانت فاعليتها، والجمعيات ذات الاختصاص أي التي تعمل بالسياسة والحقوق كنقابة المحامين، والمؤسسات التي تختص بالأمر ككليات العلوم السياسية والحقوق وبمشاركتها تكون كجماعة استشارية إضافة لدورها السياسي، وكذلك الشخصيات المستقلة من مثقفين مهتمين، وعاملين ناشطين في المسألة الليبية في الداخل أوالخارج، وما في حكمه.

ثانيًا: اليوم قبل الغد تنبري جهة مما ذكر في النقطة السابقة، وتدعو للاجتماع وتضع نقاطًا أولية محدودة وتدعو للقاء سريع يمكن توسيعه، يكون اللقاء قبل المؤتمر الوطني وهدفه الرئيس وضع ورقة مشتركة لتقديمها للمؤتمر الوطني، الورقة المشتركة بلورة عامة وتصور إجرائي لحل المسألة الليبية.

ثالثًا: الورقة ستكون عبارة عن جمع للمشترك بين الفرقاء الذين حضروا اللقاء، وبالتالي سيكون أمر إعدادها هينًا، كما يكون اختزالا للوقت والجهد، كذلك سيعني أن هذه الجماعة قوى فاعلة ومحفزة للمؤتمر كي يخرج بنتيجة ساهم ليبيون في بلورتها، وأيضًا فإن هذه الجماعة صاحبة مشروع ملزمة بتحقيقه.

رابعًا: كما يجب أن يكون اللقاء اليوم قبل الغد، فإنه يجب أن يضم كل الفرقاء الذين لديهم الاستعداد والقدرة، أما المكان فحيث يمكن أن يكون داخل البلاد أو خارجها، في قرية أو مدينة إن لم يمكن أن يكون في العاصمة.

خامسًا: السؤال الرئيس للقاء ماذا نريد من المؤتمر الوطني ..؟، وبالتالي العمل من أجل تحقيق المراد ما ينطلق من المشترك، ما أكدنا عليه فيما سلف.

وأخيرًا فإنني أساهم بهذه الورقة في دعم محاولات عدة تتم في هذا الاتجاه، وأن نتعجل فالوقت ليس سيفًا كما في القول المأثور بل إنه في هذه اللحظة الاستثنائية يدفع ويوفر العمل من أجل ليبيا، فما يحدث في الجارتين الجزائر والسودان يعيد اللحظة التي توفرت في فبراير 2011م، وبالتالي مُكنة النجاح كما لم تتوفر في سنوات خلت، وكما أن المتغير الإقليمي يوفر ما لم يتوفر قبل فإن الدولي كذلك، وطبعًا ما حدث في البلاد خلال هذه الفترة يجعل المؤتمر الوطني الضرورة الملحة ما لا يجب أن نذهب إليها كما اعتدنا خاليي الوفاض.