Atwasat

إشارة أخرى!

صفوان المسوري الثلاثاء 19 مارس 2019, 12:23 مساء
صفوان المسوري

إلى هذه اللحظة لا أحد يعلم كيف سيكون هذا الملتقى الجامع، وما الذي يخرجه غسان سلامة المتحول من مبعوث أممي إلى ساحر ينثر الغموض على الركح الكبير المسمى ليبيا. 

من يراقب الأوضاع عن كثب يدرك أن التحضير للمؤتمر الجامع دخل في سبات أو حالة من شبه الموات في الشهرين الأخيرين على الأقل، غير أن التحضير له عاد بسرعة كبيرة بعد اجتماعات أبوظبي الغائمة التي يبدو أنها تُمهد لصفقة بين حفتر والسراج وطرف ثالث ارتاح لهذه التوافقات ليصبح الموضوع برمته غير مريح لجزء معتبر من بقية القوى الوطنية.

كل ما تسرب من تلك البقعة التي تحارب دون هوادة موجات التغيير ويراد تضمينه في الملتقى الجامع يخص طرفين و ثالث مُحلل، ولايخص على الإطلاق ما تبقى من الطيف الليبي السياسي العريض الذي سيكون في غدامس على الأرجح مجرد شاهد صامت خارج دائرة الفعل والتأثير. 

إن ما يحدث يسمى سياسيا وبمراعاة أكثر الألفاظ تهذيبا صفقة سياسية مشبوهة لاقتسام هياكل السلطة في دولة لم تخلق السلطة فيها بعد، وهو أبعد ما يكون عن مفهوم التوافق الذي أوجد السراج نفسه، ليتحول هو الآخر لطرف يقوم بكل شيء لكي لا يبرح مكانه. 

باختصار ما يطبخ الآن لا يؤسس لمشاركة فعلية للأطراف الموجودة على الساحة ولن يفضي للاستقرار السياسي الذي ينشده الجميع. إن مآلات ما يحدث تتأرجح بين أمرين، إما أن تحكم قوات حفتر عبر أربطة عنق فايز السراج البراقة لفترة بسيطة يتم بعدها إزاحته بكل سهولة، ليتحول الحكم بعدها إلى حكم عسكري بائس كما يخبرنا التاريخ دائما، أو أن تتخذ القوات التي تمثل خط التغيير والثورة القرار بالمقاومة وإعلان الحرب، الأمر المفضي إلى حرب أهلية دامية يخاف وقوعها وتداعياتها كل من أتى هذا الوطن بقلب سليم.

ربما من المهم جدا أن تقوم كل القوى السياسية الوطنية بالضغط على السيد سلامه ومطالبته بأن يكون لها دور في وضع أجندة اللقاء، ولتكون أجندة وطنية تُعنى بالقضايا الأساسية التي تهم الليبيين جميعا حيثما كانوا، وكيفما كانت توجهاتهم، يشارك فيها الجميع ويقرها الجميع ولاتُفصَّل فقط لثلاثة رابعهم غسان.