Atwasat

لقاء باليرمو وماذا ينتظر الليبيون منه؟

ناجي جمعة بركات الخميس 15 نوفمبر 2018, 09:51 صباحا
ناجي جمعة بركات

بعد يومين من الآن سيكون هناك تجمع كبير في باليرمو الإيطالية يجمع بعض الليبيين الذين تم اختيارهم من قبل إيطاليا والأمم المتحدة ومجموعة يسمون أنفسهم نشطاء ليبيون.. ما هي معايير اختيار هؤلاء لكي يمثلوا ليبيا، لا أحد يعرف. ولكن حسب ما يقولون فهم أصحاب القرار في ليبيا وبأيديهم الحل والربط. أمثال هؤلاء كثيرون ويفكرونني بالمثل الأمريكي الذي يقول "كثير من القادة ولكن ليس هناك هنود". جميع من سيحضرون هذا هم يمثلون أنفسهم ولم يخترهم الشعب الليبي لتمثيله في الفصل الثالث من مسرحية الحل السياسي بليبيا حيث الأول بالصخيرات والذي تولدت عنه حكومة الأمم المتحدة بقيادة السراج ومن اجتمعوا في الصخيرات هم نفس المجموعات التي ستذهب إلى باليرمو وتم اختيارهم بنفس المعايير.

إلا أن باليرمو لم توجه دعوة إلى الأحزاب المدنية والنشطاء المدنيين ونسوا كثيرا من المدن الليبية ووجهت الدعوة إلى رؤوسا الأحزاب الدينية مثل العدالة وأبناء والوطن. أم الفصل الثاني كان بباريس ووقعوا اتفاق لم ينفذ منه أي شيء وفشل الفصل الثاني لتنافس الشديد بين إيطاليا وفرنسا، والآن سيبدأ الفصل الثالث باليرمو الإيطالية وتحت علم إيطاليا سيعقد هذا اللقاء..

إيطاليا عازمة على أخد النصيب الأكبر من الكعكة الليبية وهي تحاول دائما فعل هذا لعدة أسباب أهمها الهجرة التي تنهك إيطاليا مليارات من اليورو سنويا دون مساعدة من الاتحاد الأوروبي. كذلك إيطاليا تنظر إلى ليبيا وكأن ليبيا هي تحت وصايتها مند عدة قرون. كذلك التنافس والغيرة الإيطالية من الفرنسين الذين استحوذوا على المشهد السياسي بليبيا. أما الشق الاقتصادي فهو الأهم للطليان فهم يرون أن ليبيا ستكون الدولة المستهدفة لهم في إنجاز وأخذ حصة كبيرة من عائدات نفط ليبيا. هكذا هي إيطاليا وهي لا يهمها حل سياسي يرضي الليبيين طالما هي راضية عنه. إيطاليا ليس لها أي نفوذ أو صيت في العالم سوء سياسيا واقتصاديا أو عسكريا.

ماذا يجب أن يناقش ويريده الليبيين من باليرمو ومن يجتمعون في باليرمو هو:
1- أن تسحب الوصايا من مصر وتمنح الى دولة أوروبية محايدة حيث مصر غارقة في مشاكلها الداخلية وتعطى إلى النرويج أو ألمانيا أو كندا أو السويد. حيث مصر لا يمكن أن تكون حاملة للملف الليبي حيث لديها ما يكفيها. لهذا يجب إعطاء الملف إلى دولة أخرى ليست إيطاليا
2- على الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أن يتفقوا على حل وحيد وينفذ والابتعاد عن العمل المفرد لدول الاتحاد الأوروبي ويكفي من الصراع بينهم على ليبيا.
3-على الدول الأخرى مثل مصر والإمارات وتركيا وقطر وتونس والجزائر أن يرفعوا أيديهم عن ليبيا نهائيا وعدم مساعدة المعرقلين للحل السياسي.
4- توحيد المؤسسة العسكرية مهم وكذلك مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط وتفعيل الليبية للاستثمار.
5- الاتفاق على توقيت زمني للتصويت على الدستور ثم من بعده التصويت على الحكومة والبرلمان.
6- إرسال رسالة قوية إلى البرلمان والمجلس الرئاسي ومجلس الدولة بعدم عرقلة مسيرة توحيد الجيش والمؤسسات والاستفتاء على الدستور والعمل على احترام مخرجات هذا اللقاء وكذلك العمل من أجل الإنعاش الاقتصادي.
7- البدء في خطة تفكيك المليشيات وتجميع السلاح في خطة زمنية وبإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومعاقبة كل المعرقلين.
8- إصدار قائمة لكل المعرقلين للحل السياسي بمن فيهم قادة الجيش والأحزاب والمدن وغيرهم وإرسال تحذير لهم بأنهم سيضافون إلى قائمة المطلوبين من الجنائية الدولية كمجرمي حرب.
9- يجب على الأمم المتحدة ان تعمل مع جميع الليبيين وليس فقط مع حكومة السراج والابتعاد عن فكرة المماطلة واستعمال سياسة البطة العرجاء
10- الإسراع بتفعيل الجيش والشرطة وعدم السماح للمليشيات بالمشاركة في الحماية المدنية للمدن إلا إذا انخرطوا كأفراد في الشرطة والجيش.

ليبيا وضعها يزداد سوءا وكل يوم داعش تترعرع بها والخلايا النائمة كثيرة وخاصة في طرابلس ومدن غرب وجنوب ليبيا وتحتاج إلى جهد كبير للتعرف عليها. كذلك انتشار الحركة السلفية وتغلغلها في كثير من المدن الليبية وخاصة في بنغازي وطرابلس وهي تنشر أفكارها من منابر المساجد والمدارس المخصصة تحت رعايتهم. الدين الإسلامي هو عقيدة كل الليبيين ولا يحتاجون هؤلاء لتعليمهم دينهم وعلى هذه المجموعات العمل على هذا والابتعاد عن الغلو في الدين. كما لا يخفي أن هناك مدنا تملك ترسانة قوية وكبيرة من السلاح ويجب أن تسلم السلاح وتتعايش بسلام مع الليبيين.. أما مناصرو القذافي فمن حقهم العيش بليبيا وعليهم احترام العملية السياسية بليبيا ولهم الحق المشاركة والانتخاب. كذلك الاعتماد على شيوخ القبائل ورؤساء الطوائف في ليبيا لحل مشاكل ليبيا السياسية غير مجدٍ ولكن إشراكهم في هذا مهم وخاصة عند تنفيذ العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.

ما لم ينظر الاتحاد الأوروبي ودول العالم لليبيا كدولة واحدة واحترام سيادتها والاتفاق مع بعضهم البعض لحل مشاكل ليبيا فإنه حتما لن يكون هناك حل طالما الصراع والتنافس قائم بين هؤلاء الراعين لليبيا وخاصة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا والإمارات وتركيا وقطر ومصر والجزائر. كذلك لن يكون حل والليبيون نسوا وطنهم ومجموعة تنهب خيراته دون الآخرين وحكومة في طرابلس فقط تقرر كل شيء وحكومة في طبرق لا يعترف بها أحد وتقرر مصير 2 مليون ليبي.. الليبيون عاجزون عن إيجاد الحلول ويريدون المساعدة والأمم المتحدة عاجزة عن إيجاد الحلول حيث تستعمل سياسة البطة العرجاء. لهذا الليبيون ينتظرون حلا شاملا وقويا ومتفقا عليه وينفذ دون المماطلة سواء من الليبيين أو غير الليبيين.

ليبيا قادمة بعون الله وبالتوفيق لكل من يريد مساعدة ليبيا.