Atwasat

روشتة لمن شاء ومن أبى..!

عبدالواحد حركات الأربعاء 12 سبتمبر 2018, 11:30 صباحا
عبدالواحد حركات

أتريدون منقذا!
هأنذا قد أتيت.. فابشروا.. ولكن!
لدي شروط ولكم الخيار. أهمها أن تثقوا بالله وبأنفسكم، ارموا عنكم قشور التخلف وقناعات المضارب ووساوس النعمان وحيله، ولا تتحدثوا عن الموتى أو إليهم، ولا تناموا – واقعاً أو خيالاً- وسط القبور، وابتعدوا عن لوك قناعات الآخرين واستيراد أفكارهم وارتدائها كالجدب، واقتنعوا واقنعوا ووطنوا أرواحكم على أنكم لستم نسخة فريدة ولا أولى ولا مميزة من البشر، بل انتم شعب كسائر شعوب الأرض - أو أقل حضارياً وأفقر إنسانياً- ومآلكم التعايش مع سواكم والتعاون معهم كما أراد الله لخلقه، وحكمت الفطرة، وحتم الاحتياج والتراتب الحضاري، فأنتم تستفيدون من الآخرين أكثر مما تفيدونهم، وقد دأبتم على هذا منذ قرون، وتعودتم استغلال الآخرين وقضم إبداعاتهم، والعيش على ما أبدعته عقول أبنائهم، وأنتجته بيئاتهم الفكرية، ودعمته مجتمعاتهم، وأكبره ملوكهم وسلطاتهم، وخصصت له ميزانياتهم ما يتجاوز خيالكم ويحرجه، وليس لديكم ما تفيدون به الآخرين سوى ما أودعه الله بالأرض التي تحت أقدامكم، والتي صارت بفضل سايكس بيكو وطناً محتكرا لكم وليس بفضلكم.

لا تقربوا العنصرية والهذيان الهتلري، فلستم شعبا مختارا، بل محتار

لا تقربوا العنصرية والهذيان الهتلري، فلستم شعبا مختارا، بل محتار، وجودكم مع الآخرين وبهم، وحاجتكم لهم تزداد كلما أصررتم على السير ضدهم، أنتم الخاسرون لأنفسكم وللآخرين..!
ثقوا أن مواجهة الحقيقة تحتاج إلى شجاعة، وأكبر الأخطاء أن تغتروا وتمتهنوا الغرور وتصنعوا لوجودكم حجماً زائفاً وقيمة جوفاء، كل ما لديكم صنعه الآخرون حتى تاريخكم، وأولئك القلة منكم الذين ترونهم قادة وعلماء وساسة وكبراء، هم نتاج الآخرين، ولأنهم درسوا بأوروبا أو أمريكا وتعلموا الإنجليزية ولهم علاقات أو جنسيات أخرى صاروا سادة وكبارا، لا فرق بين دكتور درس بلندن أو مهرب بشر ارتبط بمافيا التهريب، كلاهما وجوده ظل لوجود الآخر، والأنكى أن من ينظرون - من تنظير- للوطنية ويشتمون الاستعمار يعيشون بأوروبا ويتنعمون بحرياتها ويحملون جنسياتها وجوازاتها وأدوا قسم الولاء لدولها، انظروا وتفحصوا وجودهم وتدبروا..!

لا تكونوا سلوليين – نسبة لابن سلول- مع أنفسكم والآخرين، ولا تركنوا لديماغوجيات السلوليين منكم، ولا تفرطوا في الاقتناع بأفكاركم البدائية، وتوقفوا طائعين عن الاقتتال وسفك الدماء وترويع المدنيين، ودس الأحقاد في نفوس أطفال قصر دأبتم منذ سنوات على تجنيدهم والزج بهم في حروب تحت شعارات قبلية أو إصلاحية أو ثأرية، هم منها براء وليست في صالحهم ولم ولن تناسبهم اليوم وغداً..!

العنف لم ولن يكون وسيلة حوار أو إحقاق حق، والقوة تجر خلفها الكراهية والبغضاء

العنف لم ولن يكون وسيلة حوار أو إحقاق حق، والقوة تجر خلفها الكراهية والبغضاء، وفسيفساء العداء السياسي والتاريخي التي يتغنى بها البعض، ليست سوى مرحلة متطورة ومتورمة من الغباء المجتمعي، واستثمار فريد ومضمون للساسة الانتهازيين والمستبدين والعاقرين حضارياً وإنسانياً..!

الحقيقة.. لستم بحاجة أحد سوى الله، بإمكانكم إنقاذ أنفسكم ووطنكم من شر أعمالكم وسوء أفعالكم، وحينما تصلون – متأخرين كالعادة- إلى قناعة أنه لا سبيل سوى السلام، ولا جسور بينكم سوى الكلمات الطيبة والرحمة والعدالة، ولا خلاص لكم إلا بالمرحمة والحوار السلمي بينكم ومع سواكم، ستعرفون حجم جرمكم بحق وطنكم وأنفسكم..!

شماعة المؤامرة والخيانة والاستعمار وما شابه، مما اعتدتم تعليق فشلكم عليه، ليست سوى أوهام تتعاطونها وتتلذذون بها

ثقوا أن شماعة المؤامرة والخيانة والاستعمار وما شابه، مما اعتدتم تعليق فشلكم عليه، ليست سوى أوهام تتعاطونها وتتلذذون بها ويهتف بها إعلامكم لترفعوا عن أنفسكم آثام هدم وطنكم وقتل أخوتكم وترويع أطفالكم، أنتم صناعو الشر بوطنكم كما أنتم القادرون وحدكم على صناعة الخير فيه وله..!

أذكركم.. لا وطن دون شعب، ولا دار دون إخوة، ولا حياة دون آمان..!