Atwasat

طبائع الشعوب

عمر أبو القاسم الككلي الأحد 25 فبراير 2018, 12:53 مساء
عمر أبو القاسم الككلي

رغم أنني أتحفظ كثيرا إزاء تعميم الأحكام على الشعوب، سواء كانت هذه الأحكام في اتجاه إيجابي أو سلبي، إلا أن الواقع يثبت أنه توجد صفات عامة تميز الشعوب، كأن نصف ،مثلا، الشعب المصري بأنه صاحب نكتة أو الشعب البريطاني بأنه هاديء الطبع إلخ.

بطبيعة الحال بعض الصفات، على الأقل، المعممة على شعب ليست خصائص مستقرة وأبدية. فالشعب الليبي «تاريخيا، لا يعتبر [...] شعبا ضاحكا أو لاهيا، ولا تمثل النكتة في حياته اليومية شأنا واضحا. وكان يشترط في النكتة التي يمكن أن تُضحك الإنسان الليبي احتواؤها على شحنة «تفجيرية عالية».

لكننا صرنا نشهد، بداية من عقد ثمانينيات القرن الماضي، انبثاقا مذهلا لروح الدعابة وصناعة النكتة ليبية الطابع لدى الشعب الليبي. " وبذلك دخل الشعب الليبي ضمن طائفة الشعوب الضاحكة".
بعض صفات الشعوب تغيب ملاحظتها عن أبناء هذا الشعب نفسه ويلاحظها آخرون من شعوب أخرى يقيمون بين ظهراني هذا الشعب. ففي الحالة الليبية نبهني صديق غير ليبي مرة قائلا:
- أنتم لا تشكرون بعضكم في حضوركم.
وأضاف:
- أنت، مثلا، يتم الحديث عنك في جلسات المثقفين، في غيابك، باعتبارك كاتب قصة مهما. لكن في الجلسات التي حضرتها أنا وتكون أنت حاضرا فيها، لا أتذكر أن أحدا أشاد بك في هذا الجانب.
قلت له:
- نعم!. أنت الآن نبهتني إلى نقطة مهمة كنت غافلا عنها في طباع الليبيين. الليبي يذمك في حضورك، ويمتدحك في غيابك. لأنه يعتبر ذمك في حضورك صراحة ونزاهة. فلو ذمك في غيابك يؤخذ عليه ذلك باعتباره نوعا من الغيبة وربما النميمة. ويخشى أيضا أن يصلك ذلك عن طريق أشخاص آخرين. لذا يقول لك: نقولهالك في وجهك!. أما إشادته بك في غيابك فيعتبرها، أيضا، نزاهة وصدقا وبعيدة عن المجاملة والتملق. ولو اضطر إلى الإشادة بك في حضورك فسيقول لك: كلامي هذا مش في وجهك بس. نقول فيه حتى في غيابك. لينفي بذلك أي ظن منك بأنه يجاملك أو يمالئك أو يتملقك.