Atwasat

المخلوقات الشمامة

محمد عقيلة العمامي الأربعاء 14 مايو 2014, 08:25 صباحا
محمد عقيلة العمامي

تقول الأبحاث إن ذكاء القرود والفيلة والدلافين ثم الجرذان، يأتي مباشرة وعلى التوالي بعد الإنسان، ولما كانت حاسة الشم عند هذه المخلوقات قوية طور العلماء -البلجيكيون والألمان– هذه الخاصية، معتمدين على ذكائها الفطري في اكتشاف الألغام والعبوات الناسفة، مزجوا ما تحبه هذه الحيوانات مع مكونات الديناميت، فسهل وصولها إليها.

في كرواتيا استغلوا حاسة الشم الفائقة عند النحل في الوصول إلى السكريات، فخلطوا السكر مع الديناميت، ودفنوه باتساع خمسة كيلومترات مربعة، وهي المساحة التي تغطيها حاسة شم النحل، وما زالت التجارب جارية، وأسراب النحل تتدرب كل يوم، والنتائج تبشر بنجاح كشف هذه الألغام، التي يقدرها الكرواتيون بحوالي 90 ألف لغم مدفونة بمساحات شاسعة، لا يعرفون عن مواقعها أي معلومات منذ نهاية حرب البلقان سنة 1991، وقتلت منذ ذلك التاريخ، حتى الآن، نحو 2500 كرواتي وكرواتية! ونحن لم نصل إلى هذا العدد من الضحايا، ولكننا سنصله بالتأكيد، ما لم نستعن بمخلوقات الله كلها ما دمنا حتى الآن، لم نتمكن من تحديد هوية صناع هذه الألغام ولا هدفهم من سفك دماء العزل من مواطنيهم وإخوانهم في العرق والدين واللغو.

والناس تعرف أن جزءًا كبيرًا من هذه الفوضى الدموية دوافعه تصفيات حسابات قديمة، وجزءًا مماثلاً دوافعه أعمال نهب وسرقة وخطف وفدية، فلماذا لا تتولى هذه القوى المؤسسة على أسس دينية نبيلة ملاحقة هذه الأعمال الإجرامية؟

تحليل الشارع السياسي، يقول إن التطرف الإسلامي وراء هذه التفجيرات، ولكن المنطق والعقل لا يتفقان مع هذا اللغو، فالإسلام كما يعرف العارف وغير العارف دين الحق، والمنطق والخير والنماء والخلق، وبالتالي لا يسلك هذا الطريق. في تقديري هناك من يريدون تشويه الإسلام، أنا لا أعرف من هم؟ بل لا أستطيع حتى التكهن بهم، ولكن مأخذي على ذوي الاتجاه السياسي الديني، وهم كما نعلم يملكون القوة والتنظيم والسلاح، لماذا لا يتصدون لهذه الهجمة البربرية الشرسة التي تطورت إلى أسلوب الحسن الصباح، الذي أسس جماعة الحشاشين في مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، عندما اتخذ من قلعة ألموت في فارس مركزًا لنشاطه، حتى قضى المغول بقيادة هولاكو على تلك الطائفة في فارس سنة 1256م بعد مذبحة كبيرة، وسرعان ما تهاوت الحركة في الشام أيضًا على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م، هذه الطائفة هي التي قدمت للعالم أسلوبًا فريدًا في تصفية الخصوم، تمامًا مثلما قدمت كلمة للغة الإنجليزية اشتقت من كلمة الحشاشين: assassins. وتعني القتلة.

والناس تعرف أن جزءًا كبيرًا من هذه الفوضى الدموية دوافعه تصفيات حسابات قديمة، وجزءًا مماثلاً دوافعه أعمال نهب وسرقة وخطف وفدية، فلماذا لا تتولى هذه القوى المؤسسة على أسس دينية نبيلة ملاحقة هذه الأعمال الإجرامية؟ لتطهير المجتمع الإسلامي من هذه الفئات المارقة التي يرفضها الدين، بل يحاربها ويقتص منها؟

الإسلام يدعونا إلى مناصرة الضعيف وشريحة واسعة من المجتمع الليبي عاجزة عن حماية بيوتها، وأطفالها وأعراضها، فما الذي يمنع أبناءنا الذين أعدوا أنفسهم لنشر الإسلام وتحقيق مجتمع الإسلام والسلام من محاربة هذه الشراذم، وفي تقديري أنها خطوة نحو خير البلاد، نحو الاستقرار وتأسيس دولة القانون المدنية، وفق شرع الله الذي لا شرع مثله.