Atwasat

حديث السكن والألفة (المغامرة الكبرى)

حنان عبدالرحيم الإثنين 12 فبراير 2018, 01:18 مساء
حنان عبدالرحيم

قليلات هن النساء المنتبهات إلى أن الزواج هو أعجب وأكبر مغامرة تعيشها المرأة في حياتها، تكون في الغالب مبهجة، ولكنها أحيانا مؤلمة؛ غير أن الأمر يعود أولا وأخير إليك يا صديقتي.

من المسلمات أن تكوين الرجل الناضج يكون قد تأثر بطفولته بالدرجة الأولى، ولنستفيد من هذه الحقيقية تذكري أننا جميعا أطفال كبار. فإليك هذه المعلومات التي توصلت إليها زوجة شخصية دينية مشهود له بالاستقامة، والقول الحسن. قالت أنه كثيرا ما تطلب مني سيدات ألتقي بهن في تجمعات ومناشط اجتماعية نسائية أن أحدثهن عن تجربة زواجي، من هذا السيد الوقور الذي يعظ الناس ويوجههم نحو الطريق السليم بعلمه وتفقهه. في البداية تعجبت كثيرا عن الهالة، وأيضا الصورة القاتمة، التي افترضت لحياتي مع زوجي، إذ كن يعتقدن أنني وزوجي لا نقوم بشيء سوى الصلاة والابتهال والتطلع إلى الحياة الآخرة، وعلى الرغم من معرفتهن أن رجال الدين في الغالب لهم في أنبيائهم القدوة الحسنة في معاملتهم لأهلهم، إلاّ أن معرفتهن لما يحدث في التجمعات الإنسانية الحديثة من تغير وانفتاح كبيرين جعلني هدفهن.

سنوات عمري التي قضيتها زوجة لهذا الرجل جعلتني أجزم أنه ليس هناك وظيفة للمرأة أو منصب أو هواية في الدنيا تضاهي بهجة الحياة مع رجل تحبينه وتستمتعين بكونك زوجة له

دعوني في البداية أقول إن سنوات عمري التي قضيتها زوجة لهذا الرجل جعلتني أجزم أنه ليس هناك وظيفة للمرأة أو منصب أو هواية في الدنيا تضاهي بهجة الحياة مع رجل تحبينه وتستمتعين بكونك زوجة له، خصوصا إن بذلتِ جهدا حقيقيا لفهمه، واستطعتِ الوصول إلى تركيبته التي نرى أنها مختلفة ونصفها بالمعقدة، متناسين الفرق الشاسع في تركيبتنا التي تميل إلى العاطفة وتركيبته التي تميل إلى العقل. سوف أحاول أن أضع في متناولك كل ما ساعدني خلال علاقتي بزوجي وجعل حياتي معه بهجة متجددة:

1- عليك مساعدته في أن يأخذك معه في رحلة إلى أعماقه. ساعديه، مهدي له ليتحدث عن طفولته وستكتشفين الكثير مما يساعدك على فهمه، الفهم الصحيح، فطفولة الرجل هي مفتاح شخصيته.

2- ادرسي زوجك، كما لو انه كائن غريب، مخلوق نادر يستحوذ على إعجابك، ادرسيه طوال الوقت، وبصورة مستمرة لأنه سيتغير باستمرار، دعيه يحس كم أنت فخورة بقواه وإنجازاته، وذكائه. ستواجهك نقاط ضعف، لا تسخري منها بل حلليها وساعديه في التغلب عليها، من دون أن ينتبه لما تقومين به ولا تفزعي عندما تكتشفين تلك النقاط لأنها عرضية وقابلة للشفاء.

3- احترمي عمله مهما كان. العمل بالنسبة للرجل كالأمومة للمرأة، وتذكري أنك تزوجتِ رجلا ووظيفته في آن واحد.

4- تعلمي فن الاستيعاب، وهو مراح ممتلئ بالحيل والتحديات. استيعاب غضبه، وغفلاته عن تذكره لأنوثتك، ومداومة إطرائها. لا تتذمري من شكواه من عمله، وعدم رضاه عن رئيسه، وتذكري أنه مهما كان نجاحه في عمله فإن في أعماقه خشية من فشل محتمل، تذكري دائما ذلك الطفل الذي يتجه على الدوام نحو أمه لتطمئنه.

5- تعلمي جيدا فن الإصغاء وتدربي عليه واعرفي مى يكون الصمت مهماـ ومتى تكون المشاركة والنصيحة، ولا تظهري أبدا بمظهر الواعظ ولكن بمظهر من يحتاج إليه وأن الراي والنصيحة هما بمثابة مشاركة رؤية من الطرف الأضعف فالرجل يرى أن مهمته ترويض العالم، أما أنت فمهمتك هي السيطرة على نفسك وترويضها وتعليمها فن السيطرة الناعمة على زوجها.

6- دعيه يعرف على الدوام حاجتك إليه.. إلى عطفه وحنوه عليك، بابتسامة دافئة وحضن وضع ذراعه عليك وانتما متجهان نحو غرفة الجلوس. أطلبي منه المساعدة والنصح حتى وأنت لا تحتاجينها، دعيه يفهم أنك مجرد جزء من كل.. فهو الكل وأنت الجزء.

7- لا تتركي أو تغفلي مواهبك. استخدميها لتوسعي حياتك، إن كنت رسامة أرسمي وإن كنت كاتبة اكتبي .. فذلك يبعد عنك الملل فلا تجدين وقتا لجدل حول توافه لا تمس جوهر حياتك.

8- تذكري دائما أنه بالإمكان الاتفاق مهما بلغت قوة أسبابه، فقط تذكري أن الحروب تنتهي بمفاوضات.

9- اهتمي بولائمه ودعواته لأصدقائه فهو يتباهي أمامهم بقدراتك، إذ يحس وكأنه هو من جعلك كذلك.

10- ركزي دائما على توصيل فكرة خلاصتها أنكما معا في السراء والضراء.. جسد واحد حتى الفناء.