Atwasat

حديث السكن والألفة نداء الطبيعة

حنان عبدالرحيم الإثنين 05 فبراير 2018, 11:45 صباحا
حنان عبدالرحيم

الطبيعي أن يهتم الرجل بالمرأة، وتهتم المرأة بالرجل، غير هذا الحال يكون هناك خلل وينبغي معالجته. فدعوني، باعتبار أنني امرأة ومهتمة بعلم النفس مما يجعل اهتمامي بسلوك الرجال أكثر من المرأة التي لم تدرس ولم تهتم بعلم النفس، أخبركم بحقائق تعلمتها سوف تسهل كثيرا كيف تتعاملون مع بعضكم البعض عندما لا تجمعكم مؤسسة الزواج، وإنما يجمعكم عمل يومي مشترك يكون فيه الاحتكاك واردا بحكم العلاقات الوظيفية.

وبالطبع معرفة هذه الحقائق تساعد أيضا في العلاقات الأسرية. وبناء على ذلك ثمة حقيقة يفرضها نداء الطبيعة ولا ينبغي أبدا إغفالها أو رفضها لأن الطبيعة التي خلقنا الله بها هي التي قررت ذلك، وليس أنا أو أية مدارس فلسفية أو إرشادية.

قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [النساء:34].

هذه القوامة هي مجرد آلية تنظيمية أساسها سببان: أولهما طبيعة الرجل بما له من قدرات القوة الجسدية، تظهر في الحجم والقوة البدنية. وثانيها الطبيعة النفسية والعقلية؛ المرأة مخلوق عاطفي (يشعر) أكثر مما يفكر، وهذا القول لا يعني أبدا أنه ليس هناك نساء لا يفكرن أفضل من الرجل، ولكن المقصود هنا هو حالة الانفعال التي تنتج عن الفعل وردة الفعل.

طبيعة العصر خلقت حالة أخرى من العلاقة بين الرجل والمرأة هي ما نود تناولها في هذه الحلقة، وهي علاقة العمل بين الرجل والمرأة.

أما الرجل لا يخفي أنه في الغالب (جاف) ذلك لأن المواقف التي تواجهه تخضع لسلطة عقله وليس إلى عاطفته. والحياة تحتاج إلى عقل وعاطفة، وإن اختل توزيعهما بين الرجل والمرأة لا نعتقد أن تكون حياتهما سعيدة إلاّ إن كان هناك خلل عند الطرفين. بل إن خللا عند طرف واحد لا يجعل الحالة هانئة بينهما. ولعلكم انتبهتم إلى أنني قلت (حالة) العلاقة ولم أقل (الزواج) فطبيعة العصر خلقت حالة أخرى من العلاقة بين الرجل والمرأة هي ما نود تناولها في هذه الحلقة، وهي علاقة العمل بين الرجل والمرأة.

الهدف من تناول هذا الموضوع، هو تقليل حالة الإحساس بالضغط والتوتر عندما يجمع الرجل بالمرأة مجالا كالمكتب. لقد أثبتت الأبحاث أن المرأة تميل إلى العمل تحت حماية الرجل ويرتحن للخضوع له. هذه الراحة لا تتوفر عندما تعمل امرأة تحت إمرة امرأة أخرى. وتكون المرأة العاملة أكثر فاعلية وفائدة عندما تشعر أنها مطلوبة ومرغوبة كإمكانية عاملة. وبالطبع سبب ذلك أن النساء (يشعرن) والرجال (يفكرون). مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة قد تتفوق في ذكائها وفي قدراتها على الرجل، ولكنها تعيش بحمل ثقيل من العوائق العاطفية. قد تغضب المرأة من شيء تافه، وتحاول أن تفعل شيئا والرئيس المحنك هو من يعمل على تحويل غضبها إلى شيء مثمر وفعال.

المرأة يصل غضبها ذروته، إن عقب رئيسها في العمل ساخرا او منتقدا كأن يقول: "وما الذي يجعلك تعتقدين أنك قادرة على تنفيذ هذا؟" عندها قد تغضب وتثور وقد تبكي وتؤكد في سرها أنها ستفعله بإتقان حتى ولو تأذت منه. إن عرف الرجل كيف يساعدها ويضعها على نقطة بداية صحيحه سوف تقدم عملا متكاملا، ولكن إن تجاهلها فتلك تكون مصيبة للعمل ولها.

حاجة المرأة إلى الأمان تجعلها شديدة الحساسية للخطر وهو أكثر ما يجعلها في حاجة إلى عون حتى تشعر بالأمان. فعلى الرجل ألا يفكر أبدا في التخلي عن امرأة خائفة

حاجة المرأة إلى الأمان تجعلها شديدة الحساسية للخطر وهو أكثر ما يجعلها في حاجة إلى عون حتى تشعر بالأمان. فعلى الرجل ألا يفكر أبدا في التخلي عن امرأة خائفة. وقد يكون خوفها غير منطقي على الإطلاق، ولكن لا توجد المرأة التي تميل إلى المنطق وعاطفتها متقدة.

إبعاد الخوف عنها لا يحتاج إلى أكثر من مناقشة أسباب خوفها والإمساك بيدها، وتأكد أنها تمنحك في مقابل ذلك الوفاء والتفاني. إن شعورها بأنها آمنة ومرغوبة، كأن تكون هناك حاجة إليها يجعلها تتفانى في إخلاصها ووفائها بدرجة لا يمكن شراؤه بالمال.

المرأة في حاجة دائمة للمطالب العاطفية، بعيدا عن المنطق. تحركها عواطفها وأحلامها وخيالها، وعلى الرجل النبيه أن ينتبه إلى ومضات هذه الأحلام التي هي إلى حد كبير شكل من أشكال الإلهام، والتي عليه أن يوجهها ويستثمرها. ولا شيء يقتل المرأة سوى عمل جاف يحتاج إلى تفكير متصل واقعي، ومباشر تستطيع أن تقوم به، ولكن الثمن يستقطع من أعصابها وبنسبة عالية.

الخلاصة أن المرأة تتوقع الكثير من أحاسيس الرجل وحنوه، فيما يتوقع الرجل أن تكون المرأة منطقية. إن انتبه كلاهما لهذا الأمر وعالجاه وتعودا على الثقة فالنتائج تكون عظيمة في العمل وفي الحياة الزوجية.