Atwasat

أيالة طرابلس الغرب

أحمد الفيتوري الأربعاء 31 يناير 2018, 02:47 مساء
أحمد الفيتوري

1-

أسبوعان تقريبا بين جريمة معيتيقة والجريمة الكبرى في السلماني، لكنهما معاً يبينان تفاقم الأوضاع في القارة الليبية، القارة التي تبدو وكأنها مكب العالم للإرهاب والهجرة وبقية الجرائم المصاحبة.
دول الجوار تُصرح أنها اتخذت كل الإجراءات اللازمة على حدودها، ودول التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية الداعشية العظمى تصرح: إن الإمبراطورية تعيد ترتيب جيوشها على الأراضي الليبية بعد أن ركبت صحونها الطائرة نحوها.

أما أيالة طرابلس الغرب فإن الجنود الإيطاليين اتخذوها متراساً لحماية القارة الأوروبية من المد الداعشي، بعد أن نزلوها برداً وسلاماً كسد في وجه سيول الهجرة السوداء. وهكذا الإرهاب يضرب القارة الليبية ويوحدها والهجرة تقسمها. ومن على الأرائك يستندون في غيهم يعمهون، فسبحانه من يُميت القلوب ويُطير العقول.

وفي هكذا حال يعقد رئيس مجلس رئاسة أيالة طرابلس الغرب لقاء مع مجلسها التشريعي لتدارس أوضاع الحكومة، وإمكانية إعلان حكومة جديدة برئاسة الرئيس الحالي. فيما يغرد قائد قواتها (باش آغا) أن العاصمة دونها الموت، وأن لا يذكر بنك الكبير فإنه المسكوت عنه.

هكذا حال القارة الليبية دولة في الغرب تذود عن حياضها بالإيطالي النفيس والمحلي الرخيص، وفي الشرق غارقة في دمائها، دماء ترخص ودينار يغلو، وأن كان الدم يُغطي العيب ففي الشرق الدم يُغطي الدم، هكذا شتاء غزيرة دمائه، فسبحانه مُقسم الأقدار بين الناس وخاصة بين الأخوة الأعداء.
هكذا حال البلاد المُبشرة بالجنة جنة الانتخابات القادمة مرأى العين، ولا عين تستحي ولا دمعة نازلة، الانتخابات ستجب ما قبلها وما بعدها وما أثناءها الذي يعنى أن قنطرة الانتخابات سيذرف لأجلها دماء ودماء، العين تُدمى ولا تدمع لأجل المُبشرين بالجنة.

2-

صباح الفجائع يا ليبيا، ما دام المراد جنة، المراد ليلة حالكة سعيدة، يا ليبيا زغردي! لسان حال السراج المُتقد وسالم سلامة معاً، أبشري بالجنة يا ليبيا التي تحت أقدام الأمهات الغائصة في الدم، الجنة التي تُدق بكل يد مضرجة:
بشائر يا ليبي والشعب وراء الانتخابات سائر: هذا ما يجب أن يتغنى به الليبيون وهم يدفنون موتاهم في معيتيقة والسلماني وما شابه. أي عليكم أن تعيشوا تحت جناح الليل الطويل من إرهاب وإرهاب مضاد، فالقارة الليبية مرتع لهذا منذ عقود خمس، وعليكم دفع الضريبة عن المنطقة، وأن تكون بلادكم إمبراطورية الرمل كما مصيدة الفئران أنتم وإرهابيي العالمين الفارين من ساحات معارك التحالف الدولي إلى صحرائكم.

هذه الأيام بشرتكم الشقيقة تونس أن هناك 3000 إرهابي فروا من المعركة، أو على رأي برنامج صناعة الموت 3000 داعشي تبخروا، وعلى بلادكم أمطروا هذا الشتاء، شتاءكم صابة هكذا يبشركم مسؤلو الشقيقة تونس ما أقامت بينكم وبينها سور، ما أعلنته هذه الشقيقة يفعله بقية الأشقاء دون أعلان.

ومجلس رئاستكم أيضاً المتحصن في "بوسته" يستعين عليكم بالأشقاء الطليان، فلا تخافوا ولا تحزنوا الانتخابات قادمة وما الضحايا الذين يتساقطون منكم إلا ضحايا على مذبح الانتخابات، والشاهد من لم يشاهد شيئاً غسان سلامة سيرثي ضحاياكم لسان حاله : من كتبت عليه خطى مشاها. فلا تحزنوا ولا تخافوا مآلكم الجنة وها هي تباشيرها من رخص الدم وغلو الدينار.

3-

سيقول القائل: خرف يا شعيب
ما تقول قول شعراء من هم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، ما تقول بكاء وعويل ردده قبل الكثير من الليبيين وما حصدوا غير الكوابيس في النهار والليل...
لكن رغم ذلك ونحن نجني الخيبات تلو الخيبات، والسفن التركية تلو السفن، نحن من يقدم الضحايا، نحن الضالين من سدت في وجههم الطريق وخارطة الطريق، ليس لنا بد مما ليس منه بد: أن نستيقظ من هذا العته والخبل، وأن نعرف أننا نسير إلى التهلكة، وإنه كما أن الكل يبحث عن مصالحه فعلينا أيضاً ًًأن نمارس حقنا في الدفاع عن حياتنا، حياتنا التي باتت رخيصة، ومن أجل هذا لا يهمنا تخرصات الدوليين والاقليميين قبل المحليين، لابد مما ليس منه بدء الخروج من سوق النخاسة المعقود منذ سنين للمسألة الليبية التي يتلاعب بها من هم في حكم سدنة الحل، من جعلوا حل المسألة الليبية - كما اليمنية والسورية وقبل العراقية والأفغانية- اللا حل.