من الطبيعي جدا أن ينتبه الزوجان، أو أحدهما، إلى أن فتورا أخذ يتنامى بينهما ويخشيا أنه سيؤثر على زواجهما السعيد. لا ينبغي أن يقلقا. فالسبب حسبما توصلت إليه دراسات ميدانية عديدة لا يتعدى، في الغالب حالة ملل من رتابة الروتين المعتاد. ولكن علينا أن ننتبه إلى طبيعة مجتمعنا الشرقي، التي تعد ذكورية إلى حد كبير. وبسبب ذلك يصبح الاعتراف بهذه الرتابة والملل صعبا خصوصا من الجانب الأنثوي، بل وفي بعض الأمور من الجانب الذكوري أيضا.

كثيرون يعالجون هذه الحالة بإجازة سنوية، غالبا ما تقضى خارج البلاد، ولكنهم يواظبون على عادتهم، لا شيء يتغير تقريبا سوى المكان، قد يسعدن ليوم أو اثنين، ولكن الحالة تعود من جديد، فالزوجة تريد أن ترضي زوجها بإعداد الوجبات التي يفضلها، والزوج يشجعها على ذلك لأنه يجد وقتا يقضيه مع معارفه الذكور، ويخيم شبح الملل من جديد؟ وغالبا لا يتعدى هذا التغيير جلسة حول ( كبوتشينو) وقطعة حلويات بمقهى من مقاهي (الستى ستار)، على سبيل المثال.

غير أن علاج حالة الملل والرتابة هذه ليست صعبة، فهناك أمور توصل إليها مجموعة من المتخصصين في الشئون الزوجية والأسرية وعلماء النفس من بعد دراسة مستفيضة شملت عددا كبيرا ممن أصابتهم هذه الحالة وكادت أن تنهي حياتهما السعيدة، لولا أخذهم بنصائح هذه المجموعة. وحتى نبعد ملل تفسيرها المطول سوف نلخص أبرز نقاطها:

- قدم لها بين حين وآخر هدية بسيطة فلا تتصور أبدا أنها لا تريد أقل من خاتم ذهب. الوردة تكفي، قطعة حلوى. فالهدية رمز للمحبة.
- امتدح ما تعده من أطباق، ولا تمل من تكرار هذا المدح، وعلى الزوجة أن تعبر بأية وسيلة عن امتنانها بجهد الزوج لتوفير احتياجاتهم.
- أشركها في مشاغلك واطلب نصيحتها. وفي المقابل عليها أن تستشيره وتستعين به. فذلك شكل من أشكال المشاركة الوجدانية.
- تذكر ما كانت تحبه من أغان وحاول أن تسمعها لها. والأمر ينسحب عليها أيضا، فما الضرر عندما تفاجئينه بأغنية تذكره بماض يحبه.
- الفكاهة والنكت الظريفة تبهجها مثلما تبهجك. فإن أعجبتك نكتة أو أعجبتها فلا تترددا في قولها.
- لا تثيرا مشاكل أو شكاوى قبل تناول وجباتكما، ثم حاولا تبسيطها قدر المستطاع.
- استبدلا بين حين وآخر ملابس النوم.
- تذكرا ما يرضيكما من أقوال أو أفعال وافعلاها.
- لا تتذمري من زوجك إذا ما دندن أو تحدث أو هرج أمام أصدقائكما وتطلبي منه الصمت. ولا تقولي له إنه أكبر سنا من أن يفعلها.
- كوني في البيت عندما يعود إليه.
- إن كان زوجك محبا للشغب أو الفوضى المنزلية وفريها له بين حين وآخر.
-لا تشتري له يا سيدتي هدية وتطالبيه بثمنها.
-لا تسأليه باستمرار إن كان ما زال يحبك أم لا؟ وعليك أن تصدقيه عندما يقول لك أنه يحبك.
- لا تورطيه في حفلات ودعوات مفاجئة.
- عليكما أن تتعاملا، أحيانا، كما لو أنكما التقيتما أول مرة.
- لا تناما من دون إيجاد مخرج لمشكلة تطرأ عليكما.
- اقرآ معا أو ناقشا أمورا دينية. والتجآ إلى القرآن كلما ضاقت نفسية أحدكما.
- الرياضة المشتركة، كالمشي معا مفيدة.
- تفاديا الغضب في وقت واحد.
- ليحترم كل منكما خصوصيات الآخر.
-لا تضحيا براحتكما اليوم في سبيل أمان اليوم القادم.
- تحدثا معا ولا تجعلا التلفزيون يسيطر عليكما.
- ليكن لكما دائما مشروع للمستقبل.
- لا تحاولا أن تتنافسا. وليكن كل منكما سندا للآخر.
- لا تذهبا إلى مآدب أو تلبيا دعوات لا تحبان معا، أو أحدكما، الذهاب إليها.
- لا يقل أحدكما للآخر إنني فعلت ذلك من أجلك.
وما رأيكما لو قال أحدكما للآخر من بعد قراءة هذا المقال: "إنني سعيد بزواجي منك، وأنك لو عشت من جديد ستتزوجه!".