Atwasat

18- صداقة الزوجين

حنان عبدالرحيم الثلاثاء 28 نوفمبر 2017, 08:32 صباحا
حنان عبدالرحيم

تقول مستشارة في الشئون الزوجية: "تكون للمرأة في الغالب صديقة مقربة، أما الرجل فزوجته، عادة، هي أقرب أصدقائه. وهكذا، إذن، تكون الصداقة في الزواج مهمة عند الرجل". هذا يعني، على نحو ما، أنك كلما اقتربتِ منه كصديقة، كلما زاد ارتباطكما.

في هذه الحلقة لا أود أن أناقش، أو أحاول، التأكيد على أن الزوجة أيضا صديقها الحقيقي هو زوجها، خصوصا إن كانت المودة هي سمة علاقتهما؛ وذلك لأن للزوجة أسبابها في أن تكون للأنثى صديقة مقربة وأثيرة، بسبب أن الكثير من الأمور، خصوصا في مجتمعنا الشرقي لا تجرؤ الزوجة على مناقشتها إلاّ مع أنثى مقربة لها. ولذلك أريد أن أركز في هذه الحلقة على أهمية موضوع الصداقة في الزواج وكيف تصبحين صديقة زوجك المفضلة.

1- الإنسان بطبعه يحب الناس الذين يجعلونه يشعر بالرضى عن ذاته، وهذا أمر ينتج من التهذيب واللياقة في المهارات الاجتماعية الحميدة، كفن الإصغاء، الذي لا تتخلله مقاطعة، مع نظرة باسمة ودودة مع إيماءة تبرز اهتمامك بما يقوله لك. وهذا الأمر هو ما يتعارف عليه بفن الإنصات.

2- انتبهي جيدا لعواطفك وحالتك النفسية جراء يوم منهك، هو لا يعرفه. إنه سيكون أكثر تضامنا وتفاعلا معك، بل سيفيض منه بالتأكيد قدر من الحنان، عندما يكتشف، بنفسه أن يومك كان عصيبا من دون شكواك، فينتبه إلى كم أنت حريصة على راحته، وعندها ستجدين قدرا من اهتمامه يواسيك، فتصبح الشكوى مجرد حكاية بين صديقين.

3- تدربي على منح الاهتمام عندما لا تكونين راغبة في منحه، وتمرني على صون لسانك وابتعدي عن النزق. وهي أمور ليست سهلة على الإطلاق ولكن ما إن تقفي على نتائجها حتى تمتلئي ثقة وسعادة بما يصلك من ود وحنان وصداقة من زوج يزيد حبه لك يوما بعد يوم. عليك أن تدعمي بكل قدراتك سلوكك بنعمة التسامح وتأكدي أن الصداقة التي تتخلق من هذا السلوك هي التي تدعم الحب الحقيقي.

4- اعلمي أن الزوج يتحدث عن مشاعره وحاجاته من خلال الحديث عن أشغاله. إنها وسيلته للتعبير عن الرضا الذاتي فهو يتباهى أمامها لينال رضا الشريكة الصديقة. إنه لا يعلم، حينها، أنك تتطلعين إلى أن يكون الحديث عنك؛ عن جمالك. عن حسن إدارتك لمؤسسة بيته، عن أناقتك. نعم هذا حقيقي وهذا ما تتطلع إليه أي زوجة. إن هذا (الإطراء) سوف يصلك بالتأكيد، بمجرد أن تصبحي صديقته الأثيرة، فاعلمي أن ما تريدين أن تسمعيه منه، لا يختلف كثيرا عما يريد أن يسمعه منك. ليس مطلوبا منك أن تقاطعيه في محاولة لتبرير قرار رئيسه في العمل بشأن لوم أو استياء من عمل قام به ولم ينل رضاه. كل ما هو مطلوب منك هو فن الإصغاء؛ دعيه يفضفض، دعيه يبوح بمشاعره، حتى وإن كنت لا تتفقين معها، ومن بعد أن تشعري أنه هدأ فبمقدورك أن تقترحي ما ترينه مناسبا بحيث تقتربين من وجهة نظره وتتواصلا إلى أن يقتنع بما تقولين وسوف ينفذه وسيعود لك في اليوم التالي، مبهورا بك وبما اقترحت عليه من حلول.

5- لا تهولي من مشاكله، فإن حدثك عن مشكلة صادفته في عمله لا تصري على معرفة: ماذا، ولماذا وكيف حدث؟. دعيه يتحدث واسمعي منه مثلما تسمعي من إنسان آخر، فأنت بالتأكيد لا تستخدمين أدوات الاستفهام التي ذكرناها مع آخر يشكو إليك، الذي على الأرجح أنك تتعاطفين معه، من بعد معرفة مسببات المشكلة.

وهكذا ليس هناك أفضل من حسن الإنصات في كسب الأصدقاء. وأخيرا علينا أن نعرف أن الصداقة تعني الاحترام: احترام الفوارق بينكم. واحترام الأحلام ، والتطلعات. بل احترام نقاط ضعف الزوج والزوجة، فهي، في الواقع، غاية في الأهمية. إنك قد تحبين زوجك حبا عظيما، ومع ذلك تفشلين في أن تكوني له أفضل صديقة. لأن الحب وحده لا يكفى!. إنه ضروري، ولكن الصداقة تنقيه وتحوله إلى شركة مفعمة بالحيوية، بل يجعل الحب جيدا وعظيما ومتواصلا.