Atwasat

أصعب الاختيارات (2/2)

حنان عبدالرحيم الأربعاء 22 نوفمبر 2017, 12:15 مساء
حنان عبدالرحيم

دعاة الفضيلة، في الغرب، ما انفكوا عبر العصور يؤكدون على أهمية أن يكون الزواج من دون علاقات جنسية سابقة بين الطرفين. ومازال علماء الدين الإسلامي يؤكدون على هذا الرأي ويرون أنه من الشرور، وعلى الرغم من قناعة الغرب بأن معظم زيجات المتدينين ناجحة، إلاّ أنهم أصبحوا بسبب الحرية غير المقيدة بالعقيدة الدينية لا يرون أن التجربة السابقة للزواج من العوامل الهامة في تقرير مصير نجاح الزواج من عدمه، ولكن نحن الشرقيين نروى عكس ذلك تماما، فمثل هذه التجارب سيئة بل ومرفوضة خصوصا على مستقبل الفتاة بل كثيرا ما تقضى عليه. الفضيلة، إذن، غاية في الأهمية لتأسيس شراكة حقيقية. والفضيلة بمقدور الإنسان الناضج أن يتوج حياته بها بمجرد أن تغمره السكينة والألفة.

النضوج العاطفي للطرفين أمر مهم للغاية، والنضوج هذا لا يتحقق إلاّ منذ النشأة، خصوصا عندما يكونان قد عاشا طفولة هانئة برعاية أبوين يكونان قد عاشا أيضا حياة مستقرة.

لقد أكدت الأبحاث أن النضوج العاطفي للطرفين أمر مهم للغاية، والنضوج هذا لا يتحقق إلاّ منذ النشأة، خصوصا عندما يكونان قد عاشا طفولة هانئة برعاية أبوين يكونان قد عاشا أيضا حياة مستقرة.

نحن نعلم أن طقوس الخطبة، سواء أكان العريس يعرف العروس، أو لا يعرفها تخضع بدرجة عالية لما يتمكنان من معرفته عن عائلة أي من الطرفين، بل غالبا لا تتحقق الخطبة إلا من بعد تقصٍ دقيق من الطرفين، وحسن الانتقاء عامل أساسي في نجاح الزواج، ولعل هذا ما يؤكده القران الكريم "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلاّ نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون" - الأعراف 58.

الشيء الآخر هو أن نعلم أنه ليس على الحب وحده يعمر الزواج، فللماديات، ونحن نقصد الأساسية، أهمية في معيشة الأسرة، لأن الزوجين لن يكونا بمفردهما، فغالبا ما تنضم إليهم (أطرافهم) من أطفال يحتاجون إلى رعاية وإنفاق، وأحيانا والداهما وفي كلا الحالتين تحتاج الأسرة بالتأكيد، إلى دخل ثابت. ولا ينبغي القول أن العيش في رغد الأسرة الغنية لا يغني عما يكسبه الزوج من كده، فالجانب العاطفي الذي يعزز أنه رجل الأسرة والقائم عليها له أهمية كبيرة عند الزوجة، وأيضا عند الأطفال.

ويكون لطبيعة عمل الزوج أهمية، فلقد بينت التجارب أن الزوج الذي يفرض عمله الغياب الكثير عن الأسرة، خصوصا أثناء الليل سبب في فشل الزواج. ويظل انتماء الزوجين إلى دينين، أو حتى مذهبين مختلفين نقطة ضعف كبيرة في قوة تماسك الأسرة. ولقد وجدت الأبحاث أن فرق السن ليس بالأهمية التي يتخيلها الكثيرون، وإن كانوا يحددون فرق السن ما بين 10 إلى 15 سنة. ولكنهم يؤكدون على ضرورة الابتعاد عن مصائب هذا العصر التي تقود إلى الإدمان، لأنها تؤدي بالتأكيد إلى فشل الزواج مهما كان أساسه متينا. وفي العموم الإدمان حالة يتعين اعتبارها حالة مرضية ، يصعب كثيرا علاجها، أما العقم وكذلك الضعف الجنسي حالات مرضية أيضا، ولكن يسهل علاجهما. الغيرة المفرطة أيضا من أسباب فشل الزواج.

وفي العموم، أثبتت الدراسات أن الأزواج الذين يواجهون حياتهم معا بعيون مفتوحة، وقلوب كبيرة، ونضج حقيقي هم أكثر من غيرهم القادرون على اجتياز الأزمات والمضي في حياتهم. ويرون أن طول فترة الخطوبة مهمة للغاية في ثبات الزواج ونجاحه فخطوبة تمتد إلى سنة كاملة تمكنهم من معرفة بعضهما البعض وبالتالي مواجهة الحياة بخبرة مشتركة، خصوصا إن توازن فيها العقل والعاطفة. إن الخطوبة التي تقوم على أسس صحيحة، تؤدي إلى زواج ناجح.