تاه سعودي في أودية العقيق ثلاث ليالٍ وليس معه طعامٌ أو شرابٌ، فقرَّر حفر قبر له ليحتمي فيه من السباع والبرد، ويكون أيضًا المثوى الأخير حال فشل جهوده للعودة مرة أخرى للأسرة.
تفاصيل القصة المثيرة حكاها الرجل نفسه لجريدة «المدينة» السعودية، الأحد، فماذا قال..
يقول الشاب أحمد صالح آل مديس: «قرَّرت أنا ووالدي والعائلة الخروج في رحلة للتنزه في أحد الأودية المعروفة بمحافظة العقيق، وبدأت في الاحتطاب وتعطَّلت سيارتي في وادي ثراد قرب سد العقيق واتصلت على إخوتي واتجهوا لمساعدتي وطلبت منهم البقاء مع والدي وعائلتي واستقللت سيارة شقيقي باتجاه سيارتي المتعطلة، لكنها الأخرى تعطَّلت فأخبرتهم بأنني سوف أذهب مشيًّا إلى الوالد والعائلة وتُهت ولم أعد أعرف الطريق، فمشيت واقتربت من إسكان بني كبير، ومن ثم قرَّرت العودة».
في الليلة الثانية عطشت وكدت أموت فوجدت علبة مياه وزجاجة مياه غازية على الأرض فشربتهما
ويضيف: «أقبل الليل فقمت بحفر قبر لي لأحتمي من السباع والبرد وأيضًا حتى يكون قبرًا لي حال وفاتي، وكنت أسمع أصوات السباع والرياح الباردة وانتظرت حتى الصباح لعلي أجد مَن يدلني دون فائدة. كنت أرفع صوتي بالأذان لعل أحدًا يسمع صوتي. وفي الليلة الثانية عطشت وكدت أموت فوجدت علبة مياه وزجاجة مياه غازية على الأرض فشربتهما، كما أنني تعثرت من سفح الجبل وأُصيب قدمي، وفى الليلة الثالثة أيقنت أنَّ الموت اقترب وكنت أعود إلى قبري إذا جنَّ الليل لأحتمي فيه وكان جل تفكيري في والدي ووالدتي لأني تركتهما عند السيارة ولا أعرف مصيرهما وعند بزوغ الفجر وتقريبًا عند الساعة السادسة صباحًا عثر عليَّ أحد المواطنين من محافظة العقيق وفورًا اتجه بي إلى المستشفى ووقتها سجدت لله تعالى شكرًا».
مكالمة سارة
وقال غرم الله آل مديس، فيروي معاناة أسرته في البحث عن شقيقه أحمد ويقول: «حين فقدنا شقيقي عند الساعة الواحدة صباحًا، واتصلنا بالشرطة والدفاع المدني، وتَنَاقَلَ الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ الجميع رحلة البحث وقد أيقنا جميعًا أنَّ شقيقي قد فُقِد ولن يعود ثانية. بعد ثلاث ليالٍ تلقيت اتصالاً يخبرنا بالعثور على أخي وهو بصحة جيدة وتبدَّلت أحزاننا إلى أفراح بعد أنْ يئسنا من العثور عليه وكانت والدتي كل يوم تدعي الله تعالى بأنْ يمنَّ علينا بعودة أخي أو على الأقل العثور على مكانه».
تعليقات