Atwasat

ضحايا العنف من النساء منسيات في غزة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 24 يوليو 2022, 05:00 مساء
WTV_Frequency

بعد أكثر من عام، ما زال والدا استبرق بركة يعيشان على أمل إحقاق العدل لابنتهما. فقد ضربها زوجها حتى الموت بعد أشهر على زواجهما وهي حامل في شهرها الثالث في حادثة بقطاع، غزة الذي يشهد ارتفاعًا في حوادث العنف ضد النساء.

انهال الزوج (25 عامًا) على استبرق التي كانت تستعد لتقديم امتحان الثانوية العامة، بأكثر من خمسين لكمة على جسمها الذي تضررت سبعون بالمئة من أعضائه، بحسب والديها، وفق «فرانس برس».

وتشرح والدتها نظمية بركة (52 عامًا) كيف فقدت واحدة من ابنتيها الوحيدتين. وتقول إن «الطب الشرعي أثبت أنها ماتت من شدة الضرب الذي أدى لحدوث نزيف في الدماغ والرئتين وتهتك في أضلاع القفص الصدري».

وتروي الأم الثكلى، وهي تنظر إلى زوجها سليمان بركة (70 عامًا) الذي يحاول عبثًا حبس دموعه أو إخفاءها بطرف كوفيته الحمراء والبيضاء، قصتها بينما يجلسان في أرض زراعية على الحدود الشرقية لمدينتهما اشتراها الأب نزولًا عند رغبة ابنته استبرق التي كانت تحب الزراعة والورود قبل أسبوعين من وفاتها، كما يرويان.

ويعكس مصير استبرق وضع عدد كبير من نساء غزة، إذ يفيد تقرير صادر عن مكتب الإحصاء الفلسطيني في 2019 بأن أكثر من 38 بالمئة من النساء في القطاع، الذي تسيطر عليه حركة «حماس» وتحاصره إسرائيل منذ 2007، تعرضن لعنف نفسي أو جسدي.

وتفيد أرقام مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي في مدينة غزة بأنه سجل ست حالات قتل أو انتحار بسبب عنف زوجي مفترض في 2019. لكن في 2020 ارتفع عدد هذه الحالات إلى 19 في هذه المنطقة التي لا يمكن الفرار منها.

ويزور والدا استبرق قبر ابنتهما يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع منذ وفاتها. لكنهما يصران على البقاء في حداد حتى إصدار حكم القتل بحق صهرهما الذي قام بتسليم نفسه للشرطة.

وقال والدها:«إن الجاني اعترف بجريمته منذ سنة وشهر، لكن حتى الآن لم يحصل شيء». وأضاف: «أطالب الحكومة بالإسراع»، بينما أكدت زوجته «لن نفتح بيت عزاء حتى نحصل على حقها».

وصمة عار
ويجمع مراقبون على أن جرائم العنف المنزلي ارتفعت خصوصًا بسبب وباء فيروس «كورونا» الذي أدى إلى «حبس الناجين من العنف مع مهاجميهم في المنزل»، بحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة. لكن الأرقام بعيدة عن الواقع. وتقول المحامية في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان آية الوكيل إن «كثيرًا من النساء يتعرضن للضرب والإهانة من الزوج ويعتبرن أن هذا حق من حقوقه وليس عنفًا ضدها».

- نائلة أبوجبة أول سائقة سيارة أجرة مخصصة للنساء في غزة

وتصطدم النساء خصوصًا بقانون الأحوال الشخصية الذي يختص بقضايا الطلاق والحضانة والميراث، وينتقد خبراء استمرار تطبيقه منذ خمسينات القرن الماضي. ويهدد هذا القانون الأمهات المعنفات بخسارة حضانة أطفالهن في حال لجوئهن لطلب الطلاق، كما توضح منى الشوا مديرة قسم دائرة المرأة في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

وتضيف الشوا أن القانون يمنح الأب الحق في حضانة الأطفال في سن التاسعة للابن، والحادية عشرة للابنة، مشددة على أن المرأة «تفضل أن تكون ضحية ولا تطلب الطلاق لأنها تعلم أنها ستفقد حضانة أطفالها».

وتقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن القوانين «البالية والتمييزية تمنع الناجيات من العنف (..) من الحصول على العدالة»، وغالبًا ما تواجه الناجيات من العنف وصمة العار الاجتماعية وإلقاء اللوم عليهن كمسؤولات عن العنف الذي تعرضن له.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفيات في حادث حافلة على طريق عام بألمانيا
وفيات في حادث حافلة على طريق عام بألمانيا
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في الأمازون
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في ...
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم