Atwasat

غضب في المكسيك لتزايد معدلات جرائم قتل النساء

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 02 مايو 2022, 03:45 مساء
WTV_Frequency

تشهد المكسيك موجة غضب واسعة تجاه السلطات؛ إذ يتهمها مواطنون وناشطون بالإهمال في ما يتعلق بالتحقيقات المرتبطة بجرائم قتل آلاف النساء واختفائهنّ.

يأتي ذلك بعد العثور على جثة الشابة ديبانيي إسكوبار (18 عامًا)، والتي لم يُقدَّم حتى اليوم أي تفسير في شأن مقتلها، حسب «فرانس برس».

أدى العثور على جثة الشابة ديبانيي إسكوبار (18 عامًا) التي لم يُقدَّم حتى اليوم أي تفسير في شأن مقتلها، إلى اندلاع موجة غضب واسعة تجاه السلطات المكسيكية المتهمة بالإهمال في ما يتعلق بالتحقيقات المرتبطة بجرائم قتل آلاف النساء واختفائهنّ سنويًا.

اختفاء طالبة
وتصب وسائل الإعلام منذ أسبوع اهتمامها بشكل متواصل على قضية الطالبة، التي اختفت ليل الجمعة السبت في 8 - 9 أبريل قرب عاصمة الشمال الصناعية مونتيري. ويشكل الاهتمام الإعلامي هذا حدثًا استثنائيًا في المكسيك التي تسجّل فيها نحو مئة ألف حالة اختفاء.

وبعد عمليات بحث استغرقت 12 يومًا، عُثر على جثة ديبانيي الجمعة 21 أبريل داخل صهريج قرب فندق صغير يقع على الطريق المؤدية إلى منطقة نويفو لاريدو الحدودية مع الولايات المتحدة.

وأصبحت الصورة الأخيرة الملتقطة للشابة شعارًا يُرفع في الاحتجاجات النسوية بعدما شهدت انتشارًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وتظهر الصورة ديبانيي النحيلة وصاحبة الشعر الطويل تقف وحدها ليلًا إلى جانب الطريق، مرتديةً قميصًا أبيض وتنورة طويلة باللون البيج وحذاءً رياضيًا، وتحمل بيدها حقيبة صغيرة.

احتجاجات مونتيري
وفيما تشهد مونتيري منذ، الجمعة، احتجاجات متواصلة، نُظمت الأحد وقفة احتجاجية في العاصمة مكسيكو رفعت النساء خلالها شعارات عدة من بينها «ديبانيي لكِ صوتي» و«نطالب بالعدالة».

وتجاوز الاهتمام بقضيتها الأراضي المكسيكية؛ إذ حظيت باهتمام في بلدان عدة من البيرو إلى الولايات المتحدة. وعنونت جريدة «نيويورك تايمز» الخميس «اختفاء امرأة في المكسيك. واحدة من بين عدة آلاف»، مشيرةً إلى أن «القضية أعادت إحياء الغضب تجاه تقاعس السلطات».

وقبل العثور على جثة ابنته، لجأ الوالد ماريو إسكوبار إلى الإعلام للتنديد بالفشل الذي سُجل في مرحلة البحث الأولى.

شكاوى عائلات الضحايا
وقالت الخبيرة في الشؤون النفسية والاجتماعية، فاليريا موسكوسو، إن «هذه القضية برزت أكثر من غيرها لأن وسائل الإعلام قررت التركيز عليها»، مشيرة إلى أن شكاوى عائلات الضحايا الأخرى لم تلق الصدى نفسه. وتضيف موسكوسو أن هذه القضية تلخص كل الخلل القضائي الحاصل في القضايا المرتبطة باختفاء نساء والذي يشمل «تقاعس السلطات والتواطؤ وتحميل الضحايا الذنب وتجريم الأسر وإفلات المعتدين من العقاب».

وفي مؤتمر صحفي حضره والد الضحية، أقر مدعي نويفو ليون العام الأربعاء بخطأ اقترفه، معلنًا إقالة اثنين من الموظفين في مكتبه لارتكابهما «أخطاء» و«تقصيرًا» في عملهما.

فعلى سبيل المثال، مرّت فرق البحث مرات عدة قرب الصهريج لكنّها لم تعثر على الجثة إلا بعد 12 يومًا.

المعدل اليومي
وعرض مكتب المدعي العام في المؤتمر الصحفي نفسه مقطع فيديو في محاولة لتوضيح الوقائع، حسب «فرانس برس».

وعند الساعة 4.29 فجر السبت 9 أبريل، كانت ديبانيي تسير بمفردها إلى جانب الطريق، قبل أن تدخل إلى الفندق الصغير وتنحني من نافذة مطعم مهجور، بحسب ما تظهر مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة.

ويقول شهود وتظهر مشاهد أخرى التقطتها الكاميرات عرضتها قنوات تلفزيونية أن الشابة اشترت قبل ذلك زجاجة كحول من متجر صغير برفقة صديقتيها ثم غادرت إحدى الحفلات بعد شجار مع صديقاتها وشابات أخريات.

وصعدت الشابة بعد ذلك إلى سيارة تابعة لـ«ديدي»، وهو تطبيق يوفر خدمة النقل عند الطلب، ثم نزلت منها بعد وقت لسبب غير معروف، بحسب ما توضح إفادات عدة.
وفي هذه القضية التي أوردت وسائل الإعلام تفاصيلها، نفى السائق عبر إحدى القنوات التلفزيونية ما اتهمه به الوالد من أنه أقدم على تصرف غير لائق تجاه الشابة.

وأكد السائق في المقابل أنه رغب في الاتصال بصديقاتها وأهلها عندما قررت النزول من سيارته البيضاء، ولهذا السبب التقط صورة ديبانيي الشهيرة ونشرها.

وأشار المدعي العام غوستافو أدولفو غيريرو إلى «وجود فرضيات كثيرة»، وقال «لا يمكن استبعاد أي أمر».

وقال الوالد الذي أشار بداية إلى عملية خطف وقتل «لا نستبعد أي معطى يساعد في التحقيق».

ومن المفارقات أن هذه الوفاة أكانت نتيجة لجريمة قتل أو حادثة سقوط، هي التي أثارت غضبًا نادرًا ما يندلع تجاه جرائم قتل النساء وحوادث اختفائهنّ.

وفي مونتيري كذلك، اختفت الأم الشابة يولاندا مارتينيز منذ 31 مارس، بحسب الصحافة المكسيكية.

وفي المجموع، اختفت 322 امرأة في نويفو ليون منذ بداية العام فقط. وأوضح المدعي العام أن «90% من هذه الحالات يمكن تحديد موقع حدوثها في غضون الساعات الـ72 التي تلي». وتشير الأرقام الرسمية إلى أن المكسيك سجلت 33308 جريمة قتل العام 2021، ومن بين الضحايا نحو 10% من النساء، فيما تشجب الجهات النسوية ما معدله عشر عمليات قتل نساء يوميًا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في باريس (فيديو)
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في ...
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
ذوبان أنهار جليدية.. تقارير دولية تدق ناقوس خطر في أوروبا
ذوبان أنهار جليدية.. تقارير دولية تدق ناقوس خطر في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم