Atwasat

هوب نموذج عن أقلية سلكن «طريق الخروج» من الدعارة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 13 أبريل 2021, 10:11 صباحا
WTV_Frequency

باتت الدعارة من الماضي بالنسبة إلى هوب (25 عاما)، فهذه الشابة الكونغولية التي أرسلتها شبكة إلى فرنسا العام 2012، هي واحدة من أولى عاملات الجنس اللواتي سلكن طريق الخروج من هذا العالم، بفضل إجراء أتاحه قانون أبريل 2016 الهادف إلى مكافحة «نظام الدعارة».

وتفتخر هوب التي ساعدتها إحدى الجمعيات على ترك الدعارة، بأن لديها وظيفة مستقرة الآن، فهي تعد وجبات الطعام للمسنين. تلقت ابنتها تعليمها في مدرسة ابتدائية، في ضاحية باريسية صغيرة حيث عاشتا عامين في شقة نظيفة. وبات لدى هوب التي تفضل عدم ذكر اسمها تصريح إقامة، وهي الآن تحظى بما تصفه بـ«الاستقرار»، وفق «فرانس برس».

مراحل صعبة
وتقول الشابة «سأكون كاذبة لو قلت إنني لست سعيدة. لقد أصبحت الآن حيث أريد أن أكون». مرّت هذه الشابة اليتيمة بمراحل صعبة. اضطرت لممارسة الدعارة في سن الرابعة عشرة في جمهورية الكونغو الديموقراطية. في السابعة عشرة، أُرسِلت إلى فرنسا. وتروي «وصلت إلى مطار رواسي بأوراق ثبوتية مزورة، ثم نُقِلت إلى منزل سيدة في أورليان (وسط فرنسا). كنا مجموعة فتيات من جنسيات مختلفة».

وتضيف «كانوا يأخذوننا بالسيارة. لم أكن أعرف إلى أين، تارة إلى منازل وطورا إلى غرف فنادق». وكان الزبائن يدفعون مباشرة للشبكة ولم تكن هوب تحصل على شيء من هذه الأموال. ثم حملت بعد ممارسة الجنس من دون وقاية مع أحد الزبائن. ونصحتها «السيدة» بأن تطلب مساعدة جمعيات تعنى بحالات مماثلة. وهنا انتهى عملها في الشبكة.

إلا أن هوب عاودت ممارسة الدعارة بعد مدة وجيزة من الولادة. وتتذكر قائلة «لم أكن أريد ذلك، ولكن لم يكن لدي أي شيء. لم تكن في حوزتي أي أوراق ثبوتية، لذلك لم يكن ممكنا أن أحصل على وظيفة. كان عليّ شراء الحليب لابنتي». ومن دون سكن، كانت هوب تتنقل مع صغيرتها من فندق إلى آخر بفضل نظام الإقامة الطارئة للمشرّدين.

المرشحة المثالية
وتمكنت هوب من التواصل مع جمعية «لو موفمان دو ني» التي تنشط في محاربة الدعارة. وتتذكر رئيسة فرع الجمعية في إيسون (ضمن المنطقة الباريسية) إيفلين بار أن «حال هوب النفسية والبدنية كانت سيئة جدا»، مشيرة إلى الأضرار التي تتسبب بها الدعارة، فقررت الجمعية تأمين حاجاتها الأساسية في ما يتعلق بالغذاء والنقل.

وفي العام 2016، صدر قانون «تعزيز مكافحة نظام الدعارة» الذي أكدت فرنسا من خلاله اعتزامها القضاء على البغاء.

وينص القانون على تسطير مخالفات في حق الزبائن، ويتيح لعاملات الجنس سلوك «طريق الخروج» لمدة عامين. وإذا تعهدن التوقف عن ممارسة الدعارة، يحصلن على تصريح إقامة موقت، وعلى تدريب مهني ومساعدة مالية تبلغ 330 يورو للفرد الواحد.

وحصلت هوب بالفعل على تصريح الإقامة الذي يعطيها الحق في العمل. وتابعت دورة تدريبية. وتمكنت من إبقاء ابنتها في المدرسة رغم التغييرات الدائمة في سكن الطوارئ. وبعد عامين، في سبتمبر 2019، نجحت في إنجاز «طريق الخروج».

وتعلّق الشابة الكونغولية، قائلة «نصيحتي للواتي ينخرطن في هذا الطريق أن يصبرن، فهو ليس سهلا». وأخبرت هوب بعض صديقاتهن اللواتي لا يزلن يمارسن الدعارة، لكنهن لم يبدين أي اهتمام. وتقول «بعضهن يكسبن جيدا» من عملهن في هذا المجال. لكلّ واحدة خياراتها. بالنسبة إلي، لم تكن الدعارة حياة.

وهوب هي واحدة من الحالات الاستثنائية. فبعد خمس سنوات من إقرار قانون مكافحة الدعارة، شرعت 564 عاملة جنس فقط في طريق الخروج، وهو أقل بكثير من الأهداف المحددة (ألف لسنة 2017 وحدها). ومن بينهن، لم تكمل الدورة التدريبية سوى 161 فتاة. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن في فرنسا اليوم ما بين 30 و40 ألف عاملة جنس.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الكوارث الطبيعية تحوّل سكانًا في طاجيكستان إلى «نازحين مناخيين»
الكوارث الطبيعية تحوّل سكانًا في طاجيكستان إلى «نازحين مناخيين»
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في باريس (فيديو)
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في ...
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم