Atwasat

باسم يوسف من لبنان: «الثورة مستمرة»

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 04 أغسطس 2016, 03:33 مساء
WTV_Frequency

قدم الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف عرضًا مساء الأربعاء استعرض فيه خمس سنوات من التعامل الإعلامي الرسمي مع الاحتجاجات الشعبية والتطورات السياسية والاجتماعية، في عرض من الكوميديا السوداء أشعل حماسة جمهور كبير غصت به باحة قصر بيت الدين، حيث يقام منذ ثلاثة عقود واحد من أعرق المهرجانات اللبنانية وأهمها.

فبعد مقطع مصور استعرض مسيرة باسم يوسف منذ انطلاقها في حلقات كانت تبث على موقع «يوتيوب» وحققت ملايين المشاهدات في بضعة أشهر، قبل أن يصبح برنامجه التلفزيوني «البرنامج» الأكثر مشاهدة في مصر، اعتلى الطبيب الجراح الذي دفعته التطورات السياسية في بلده والمنطقة إلى خوض غمار السخرية السياسية، مسرح الباحة الداخلية لقصر بيت الدين الأثري، أمام جمهور من اللبنانيين والعرب بدا متابعًا للمشهد السياسي والاجتماعي المصري بتفاصيله الدقيقة، وفق «وكالة الأنباء الفرنسية».

واستهل باسم يوسف عرضه بحديث مقتضب عن الوضع اللبناني، سخر فيه من الطائفية والفساد والفراغ في سدة رئاسة الجمهورية بسبب الانقسام السياسي الحاد في البلد.

وقال: «في كل البلاد العربية ثار الناس على رؤسائهم، أما أنتم هنا في لبنان فقد اختصرتم الطريق ولم يعد لديكم رئيس أصلاً».

استهل باسم يوسف عرضه بحديث مقتضب عن الوضع اللبناني، سخر فيه من الطائفية والفساد والفراغ في سدة رئاسة الجمهورية بسبب الانقسام السياسي الحاد في البلد

ولم ينج من سهام السخرية الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط الذي ترأس زوجته نورا مهرجانات بيت الدين، وكان يحضر العرض، فانفجر ضاحكًا على تعليقات باسم يوسف عنه وحياه واقفًا.

أنظمة مختلفة وتهم متشابهة
على مسرح القصر الأثري في بيت الدين جنوب شرق بيروت، كانت تعليقات باسم يوسف تتقاطع مع مشاهد مصورة من محطات تلفزة مصرية بثت عبر شاشة كبيرة.

وتوالت تعليقات من إعلاميين مصريين في القنوات الرسمية على الاحتجاجات الشعبية والمعارضين، من عهد الرئيس السابق حسني مبارك، مرورًا بحكم الإخوان المسلمين القصير، وانتهاء بوصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة.

في صيف العام 2013، أي في العام التالي لوصول محمد مرسي إلى سدة الحكم بعد إطاحة مبارك، عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الشارع، ولم يتوان الخطاب الرسمي عن استعادة الاتهامات نفسها التي كانت تكال للمتظاهرين أيام النظام السابق

فلدى انطلاق الاحتجاجات في يناير من العام 2011، أجمع الإعلاميون والسياسيون الموالون للنظام آنذاك على اتهام المتظاهرين بأنهم عملاء للولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية ومنظمات ماسونية، وبأنهم يتقاضون أموالاً ويتعاطون المخدرات، ويغرون بالعلاقات الجنسية «لتنفيذ مؤامرة تدمير الدولة».

في صيف العام 2013، أي في العام التالي لوصول محمد مرسي إلى سدة الحكم بعد إطاحة مبارك، عادت الاحتجاجات الشعبية إلى الشارع، ولم يتوان الخطاب الرسمي عن استعادة الاتهامات نفسها التي كانت تكال للمتظاهرين أيام النظام السابق.

ومما جاء في المقاطع المصورة المعروضة من تلك المدة، سياسيون وإعلاميون ورجال دين يتهمون المتظاهرين المعارضين لحكم الإخوان المسلمين بالكفر والخروج عن الدين.

وعلق باسم يوسف: «الإسلاميون يشيطنون الخصوم بالتكفير، وغيرهم يشيطنون خصومهم بالتخوين».

بعد إطاحة مرسي في يوليو 2013 ووصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة، عاد الإعلام الرسمي الذي أصبح مواليًّا للجيش ليكيل الاتهامات نفسها من العمالة والإغراء بالمال والجنس إلى المحتجين والمعارضين.

وقال يوسف: «لتسويغ اتهام الإسلاميين بالجنس كان لا بد من ابتكار فكرة جديدة توفق بين أن يكون المعارضون إسلاميين وأن يكون الجنس هو المحرك لهم، وهنا ابتكرت فكرة جهاد النكاح»، مستعرضًا عددًا كبيرًا من المقاطع لإعلاميين وسياسيين، وهم يمطرون مستمعيهم بعبارة «جهاد النكاح».

وأوضح: «أكثر ما نشهِّر به على خصومنا هو الجنس، علمًا أننا أكثر الشعوب إقبالاً على مشاهدة الأفلام الإباحية في العالم».

السخرية تخيف الاستبداد
وقال على المسرح الأربعاء: «الاستبداد يخاف من السخرية، لأن الناس لا يمكن أن يخافوا من شيء يسخرون منه».

وخلال عرضه، انتقل من مصر إلى العالم العربي الأوسع. فنعى الديمقراطية في منطقة: «لا حاجة فيها إلى الانتخابات». ثم تابع: «في الولايات المتحدة، ينفقون مليارات الدولارات سدى على الحملات الانتخابية الرئاسية. نحن تجاوزنا هذا الأمر، يكفينا ثمن وقود الدبابات من الثكنات إلى القصر الرئاسي».

لا يبدو باسم يوسف متفائلاً في المدى المنظور، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في ما يقوله الإعلاميون الموالون للأنظمة، بل «المشكلة أن هناك مَن يصدق»

في الغرب، «يضيعون وقتهم في انتخابات كل بضع سنوات، نحن في بلدنا نعيش مطمئنين إلى أن الرئيس باقٍ ثلاثين سنة أو أربعين».

ولا يبدو باسم يوسف متفائلاً في المدى المنظور، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست في ما يقوله الإعلاميون الموالون للأنظمة، بل «المشكلة أن هناك مَن يصدق».

وقال إن الجيل الذي نشأ «على بروباجندا الخمسينات والستينات لا أمل فيه»، قبل أن يستطرد مستثنيًا مَن أفلتوا من تأثير تلك المرحلة، لا سيما «الباباوات والماماوات اللي حاضرين معانا».

وخلص إلى أن التغيير في المنطقة، وإن كان يبدو بعيدًا، سيكون على يد الجيل الجديد الذي «لم يعد يصدق ما يقال له، جيل أفلت من تأثير الدعاية السياسية». وختم عرضه صارخًا «لذلك أقول: الثورة مستمرة!».

وحيا الجمهور باسم يوسف وقوفًا، وضجت باحة القصر بالتصفيق المتواصل لدقائق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في باريس (فيديو)
لمناسبة عامها الدولي.. مسيرة الإبل تجوب شوارع شاتو دو فينسان في ...
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
سلطات سيراليون أتلفت كمية بقيمة 200 ألف دولار من مخدر كوش
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
فن تصليح المظلات في ليوبليانا صامد في وجه رياح الزمن
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
إقبال متزايد في أيرلندا على حمامات ساونا عند شاطئ البحر
ذوبان أنهار جليدية.. تقارير دولية تدق ناقوس خطر في أوروبا
ذوبان أنهار جليدية.. تقارير دولية تدق ناقوس خطر في أوروبا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم