تختلف العادات والتقاليد في شهر رمضان من مدينة لمدينة، وكثيرا ما تختلف حتى من بيت لبيت... فليبيا بلد غني بالتنوع والتميز في العديد من طقوسه المتوارثة في كل المناسبات خصوصا في الشهر الكريم.
ويستقبل الليبيون كغيرهم من العالم الإسلامي الشهر الفضيل بفرحة تغمر الكبير والصغير الغني والفقير وتسبق الشهر الفضيل تجهيزات لهذا الضيف المحبوب الذي يسعى الجميع بأن يستقبله كل حسب قدرته.
وتتنوع التجهيزات قديماً ولا تختلف كثيراً عن الحاضر ولكن كلها تتفق على ضرورة التحضير لهذه المناسبة كعرس سنوي يزور القلوب قبل البيوت.
ومع اختلاف العادات المتبعة يتفق الليبيون على مشروب الروينة كونه مهما لدى الأغلبية، فقديماً كانت تجهز ربة البيت ما تحتاجه في رمضان داخل بيتها، والروينة من ضمن أهم ما يتم تجهيزه، حيث يتم إعدادها من مكونات طبيعية 100%، وهي عبارة عن (حمص قصب كمامين وقمح وحلبة) وتجتهد ربة البيت على أن يكون بنكهة مميزة.
بعد إعداد مكونات الروينة تقوم ربة المنزل بطحنها على الرحى الحجرية الدائرية وهي عبارة عن حجارتين على شكل دائرة، ولكون عملية طحن المادة تحتاج إلى صبر ووقت طويل تقوم ربة البيت بالإنشاد، وهو ما يعرف في الموروث الليبي بغناوي الرحى، وعلى سبيل المثال تقول (القَمْح والشّعِيْر اَرْدَاع.. تَلْقَيْه يا رحَىَ في شهادْتِك). (قلِيل يا شعِيْر نجاك.. احْصلْت بَيْن لِيْدَيْن والرّحَى)، أما حديثاً فقد استغنت ربة البيت عن الرحى واحتفظت بالروينة فبعد تجهيز مكوناتها تقوم بإرسالها إلى المطحن لطحنها، ومن أهم ما توصي به من سيحمل المادة للمطحن هي ألا يقوم بطحنها (في جرت طحين آخر) من أجل ضمان جودة المشروب والحفاظ على نكهته.
وللروينة فوائد كثيرة للصائم، فهي تمنع العطش وتشعرك بالشبع بسبب وجود كمية من البروتين بمكوناتها، وتقوي الجسد لما فيها من مواد مفيدة ويشربها الصائم بعد وجبة السحور، وكذلك يلجأ إليها البعض حتى في غير شهر رمضان، فهي تحضر في العديد من المطاحن وتباع في المحال التجارية كمشروب شعبي محبب لدى الكثير من كبار السن ومن يعانون نقصا في الفيتامينات ومشاكل الدم.
تعليقات