Atwasat

تحليل نفسي لتهافت الناس لشراء ورق المرحاض

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 18 مارس 2020, 03:42 مساء
WTV_Frequency

 مشهد أصبح مألوفًا حول العالم، رفوف متاجر السوبر ماركت فارغة من ورق المرحاض نتيجة تهافت السكان المذعورين على هذه السلعة جراء تفشي فيروس «كورونا».

لكن ما السبب وراء الخوف من نقص إمدادات ورق المرحاض الذي سبب فوضى عابرة للثقافات ووصلت إلى حد التضارب بين المستهلكين؟ يقول الخبراء إن الجواب يكمن في نظرية الألعاب «غايم ثيري» إذا اشترى الجميع ما يحتاجون إليه فقط، فلن يحصل نقص، لكن لو بدأ بعض الأشخاص في شراء السلع بشكل جنوني فستكون الاستراتيجية المثالية هي أن يحذو الآخرون حذو هؤلاء للتأكد من أن لديهم ما يكفيهم، وفقا لوكالة «فرانس برس».

لكن هذا لا يفسر ما يحصل تماما، فلا يمكن لورق المرحاض أن يقي من العدوى، ولم يحصل حتى الآن تهافت مماثل على سلع رئيسية أخرى مثل الأطعمة المعلبة، لذلك لا بد أن يكون ثمة تفسير آخر، وقال ستيفن تايلور مؤلف كتاب «ذي سايكولوجي أوف بانديمكس»: «أعتقد أنها قد تكون نتيجة الصور اللافتة التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لهذه العلب المميزة وأصبحت مرتبطة في أذهان الناس كرمز للأمان».

وأضاف أستاذ الطب النفسي في جامعة بريتش كولومبيا: «يشعر الناس بالحاجة إلى القيام بشيء لحماية أنفسهم وعائلاتهم لأنه لا يمكنهم في سبيل ذلك غير غسل أيديهم وعزل أنفسهم»، وطرح تايلور نظرية أخرى تتمثل في كره البشر للأشياء المثيرة للاشمئزاز، الذي يتصاعد عندما يشعر الناس بالتهديد بالعدوى. وأوضح: «لذلك أظن أن هذا من الأسباب التي جعلتهم يتهافتون على ورق المرحاض، لأنها وسيلة لتجنب الاشمئزاز».

السيطرة على الموقف

اقترح علماء الاقتصاد أيضا أن الناس ربما يحاولون القضاء على خطر واحد يسهل التخلص منه نسبيا بدلا من القيام بشيء أكثر كلفة قد يقلل من الخطر بنسبة أكبر، وهذا الأمر يعرف بـ«الانحياز إلى انعدام الأخطار»، قال فراسات بخاري، خبير الاقتصاد الصحي في جامعة إيست أنغليا في بريطانيا: «أعتقد أننا نريد أن نشعر بأننا نمسك بزمام الأمور مع ميزانيات محدودة، لذلك نذهب لشراء شيء رخيص الثمن يمكننا تخزينه ونعلم أننا سنستخدمه على أي حال».

قد يكون الطعام غير القابل للتلف أكثر كلفة لكنه ضروري للتخزين، لكن إذا لم تكن الوجبات المجمدة والأطعمة المعلبة هي المفضلة بالنسبة إلى الأشخاص، فقد يكون ذلك هدرا لأموالهم في نهاية المطاف، إذ إنهم لن يستهلكوها. ووفقا لتايلور، فإن العديد من السلوكيات التي نراها حدثت أيضا خلال تفشي أوبئة سابقة، بما فيها الإنفلونزا الإسبانية في العام 1918 التي قتلت ما يقرب من 700 ألف أميركي ودفعت بالمواطنين المذعورين إلى الذهاب للمتاجر والصيدليات لتخزين البضائع.

حتى إن البعض في ذلك الوقت طرح نظرية المؤامرة، وهي أن يكون الألمان هم من طوروا الفيروس ونشروه، واعتبر البعض أن فيروس «كورونا» الحالي سلاح صيني، وآخرون زعموا أنه سلاح بيولوجي أميركي، وفقا لمن يوجه الاتهام.

لكن أحد الاختلافات الرئيسية بين الوباء الحالي والأوبئة السابقة هو وجود وسائل التواصل الاجتماعي المستخدمة على نطاق واسع في أنحاء العالم، إذ عندما حدث وباء إنفلونزا الخنازير في العام 2009 كانت هذه الشبكات ما زالت جديدة نسبيا، ويرى تايلور أن لهذا الأمر إيجابيات وسلبيات.

وقال: «لقد أسهم وجودها في انتشار الصور ومقاطع الفيديو اللافتة في كل أنحاء العالم، ما أدى إلى تضخم إحساس الناس بالتهديد وضرورة التهافت على شراء البضائع وتخزينها»، ومن ناحية أخرى «يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون ممتازة للتضامن الاجتماعي، خصوصا إذا كان الشخص في حجر ذاتي».

فهل نحن متجهون إلى انهيار الترابط الاجتماعي إذا استمر تفشي الوباء؟ يقول تايلور إن التاريخ يجيب بلا، موضحا: «كانت أعمال الشغب والسلوكيات السيئة خلال تفشي الأوبئة السابقة غير شائعة نسبيا، لقد حدثت في بعض الأماكن، لكن الاستجابة الرئيسية كانت اتباع النظام واجتماع الناس وتضامنهم ومساعدة بعضهم البعض».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
سام بانكمان فريد يواجه السجن لعقود لاحتياله على عملاء «FTX» بمليارات الدولارات
سام بانكمان فريد يواجه السجن لعقود لاحتياله على عملاء «FTX» ...
ملك الماوري يدعو نيوزيلندا لمنح الحيتان حقوق البشر
ملك الماوري يدعو نيوزيلندا لمنح الحيتان حقوق البشر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم