Atwasat

«فرانس برس»: فشل التصدي للظروف المناخية الطارئة خلال مؤتمر التغير المناخي

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 13 ديسمبر 2019, 11:08 مساء
WTV_Frequency

تتطلب الوقائع البيئية اتخاذ خطوات عاجلة وجذرية لتجنب كارثة مناخية، لكن مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي يُختتم، الجمعة، لن يرقى إلى المستوى المطلوب حتى لو تبنت الدول النص الأكثر طموحا المطروح على الطاولة.

وخلال المؤتمر الذي استمر نحو أسبوعين، لم تعلن الدول الكبيرة التي لديها أكبر نسب من انبعاثات الغازات الدفيئة (الولايات المتحدة والصين والهند واليابان) عن أي نية للقيام بمزيد من الخطوات وبشكل سريع للحد من ارتفاع حرارة الأرض، الذي يفاقم في جميع أنحاء العالم العواصف والفيضانات وموجات الحر.

وحدها المفوضية الأوروبية أعلنت من بروكسل «ميثاقا أخضر» يهدف إلى التحييد المناخي للاتحاد الأوروبي بحلول العام 2050، وفي «إشارة قوية» وفق قول رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أيدت دول الاتحاد الأوروبي باستثناء بولندا هذا الهدف الطموح، خلال قمة في بروكسل مساء الخميس.

ورفضت بولندا التي تعتمد كثيرا على الكربون، الالتزام في الوقت الحالي، من دون عرقلة الاستنتاجات، وفق ما أفادت عدة مصادر أوروبية، وكي لا يتبدد الأمل في حصر الاحترار بدرجة ونصف الدرجة مئوية، وهو الهدف المثالي لاتفاق باريس حول المناخ، يجب خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.6% سنويا، في كل عام بدءا من العام المقبل وحتى العام 2030، مما سيتطلب تحولا غير مسبوق في الاقتصاد العالمي، لكن على العكس، لا تزال الانبعاثات تزداد.

بالمعدل الحالي، قد ترتفع حرارة الأرض أربع أو خمس درجات مئوية بحلول نهاية القرن قياسا إلى مستوياتها ما قبل الحقبة الصناعية. وحتى لو احترمت الأطراف الموقعة على اتفاق باريس والبالغ عددها 200، التزاماتها بخفض الانبعاثات، إلا أن حرارة الأرض قد ترتفع ثلاث درجات مئوية.

وقد يكون أكثر المعرضين لخيبة أمل، ملايين الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع وساروا على خُطى المراهقة السويدية غريتا تونبرغ والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي دعا العالم إلى الكف عن خوض «حرب» ضد الكوكب.

وقال وزير البيئة في بيليز، عمر فيغيروا، الذي يترأس مجموعة مؤلفة من 44 دولة جميعها جزر معرضة للخطر بشكل خاص: «نحن معنيون بوضع تقدم المفاوضات»، واتهم مجموعة الدول خصوصا الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا بعدم احترام وعودهم في ما يخص المساعدات المالية لدول الجنوب، وفي وقت انعقد المؤتمر تحت شعار «حان وقت التصرف»، بدت واضحة الهوة في مسألة الطموح.

عالم خيالي
وصرحت وزيرة البيئة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، التي استقبلت بلادها المؤتمر بشكل عفوي بعد عدول تشيلي عن الأمر، بأن «الرؤيتين واضحتان، بين أولئك الذين يريدون الإسراع وأولئك الذين يريدون الاختباء خلف الأمور العالقة، بهدف عدم المضي قدما».

ويستهدف المدافعون عن البيئة الولايات المتحدة التي انسحبت رسميا من اتفاق باريس العام الماضي، إضافة إلى دول ناشئة على غرار الصين والهند والبرازيل التي قالت بوضوح هذا الأسبوع إنها لا تعتزم رفع مستوى الطموحات قريبا.

وقال المفاوض الهندي رافي شانكار براساد: «إذا كانت التزاماتي تتماشى أصلا مع اتفاق باريس، لماذا علي إعادة النظر فيها مجددا؟».

وتعتبر دول كثيرة أن مؤتمر المناخ السادس والعشرين الذي سينعقد في غلاسغو في نوفمبر 2020 هو من سيستجيب إلى طلب الطموح هذا.

وقالت مهندسة اتفاق باريس، لورانس توبيانا، إن حتى ذلك الحين «الجميع يلعب لعبة الانتظار». وأكدت لوكالة «فرانس برس» أن زيادة المساهمات لغلاسغو ستكون موضوع «مفاوضات سياسية على أعلى مستوى، إن شي جينبينغ هو من سيقرر بالنسبة إلى الصين ومودي هو من سيقرر بالنسبة إلى الهند».

إذًا النص النهائي الذي يُفترض أن يتم تبينه، الجمعة، أو في وقت لاحق -إذ إن الأطراف لديهم عادة التأخر- يمكنه أن يدعو فقط الدول إلى تقديم العام المقبل التزامات «جديدة» أو في أحسن الأحوال التزامات ترقى «إلى المستوى المطلوب»، حسب مراقبين.

وقال الخبير ألدن ميير من «يونيون أوف كونسورند ساينتيستس»، وهو مراقب منذ وقت طويل للمفاوضات المناخية: «كأن ما يحصل في العالم الحقيقي وفي الشوارع، المتظاهرون، ليس موجودا»، مضيفا: «نحن في عالم خيالي هنا».

وظهرت الهوة أكثر من أي وقت مضى جراء الحضور غير المسبوق في هذا المؤتمر لعشرات الشباب من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى نجمة المسائل المناخية غريتا توتنرغ التي اختارتها مجلة «تايم» شخصية العام 2019.

عبرت المديرة العامة لمنظمة «غرينبيس» جنيفر مورغان عن «غضبها» فقالت وسط تصفيق حار إن «الحلول موجودة أمام عيوننا، لكن أين الأبطال؟ أين القادة؟ أين الكبار في هذه القاعة؟»، مضيفة: «قلب اتفاق باريس لا يزال ينبض، لكن بالكاد».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في الأمازون
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في ...
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
زراعة الأشجار في الأماكن الخطأ قد تفاقم الاحترار المناخي
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
أزهار الخوخ الوردية تبشر اليونانيين بحلول الربيع (فيديو)
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
السلطات السلوفاكية أردت دباً تسبب بجروح لخمسة أشخاص
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
«كارثة» في أستراليا.. أرصدة ائتمان كربوني مشكوك في صحتها
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم