في وسط قرية سترميتس ستوبيتشكي الكرواتية، تستلقي طائرة قديمة كحوت جانح على الشاطئ، لكن بعد 23 عامًا من الخدمة ستكون لهذه المركبة الجوية من طراز «فوكر 100» حياة جديدة على البر، إذ سيتم تحويلها لمعلم سياحي وقاعة للحفلات.
على الطريق الصغير قرب منزل روبرت سيدلار الكرواتي المولع بالطيران البالغ 50 عامًا، يبطئ سائقون السير بمركباتهم لمراقبة هذا الجسم الضخم المنزوع الجناحين والإطارات، الذي يوحي بأنه تعرض لحادثة، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
ويعمل روبرت وأصدقاؤه على إعادة تشكيل هذه الطائرة المخصصة للرحلات المتوسطة التي سُحبت من الخدمة العام 2014 بعدما حلقت في الأجواء ضمن أسطول أربع شركات طيران في إندونيسيا والمكسيك والبرازيل، ثم في كرواتيا محطتها الأخيرة قبل التقاعد.
ويتحفظ روبرت عن كشف سعر استحواذه على الطائرة، ويسعى لجعلها مقصدًا سياحيًّا وموقعًا لاستضافة الحفلات وأعياد الميلاد وحفلات الزفاف، ويروي هذا المهندس المعماري أن ركن طائرة إلى جانب منزله في هذه القرية ذات المناظر الخلابة في شمال غرب كرواتيا كان «فكرة من الطفولة نشأت من الشغف بالطائرات».
ولا تضم هذه الطائرة أي مقاعد أو محركات أو تجهيزات في مقصورة القيادة باستثناء المقابض الخاصة بتعديل مستوى الغاز، وكان استقدام الطائرة المعدة لنقل مئة راكب، من مطار أوسييك على بعد 340 كيلومترًا من القرية، مهمة شاقة.
ويوضح روبرت سيدلار: «بسبب مقاساتها الاستثنائية مع باع جناحين يبلغ 28 مترًا وطول 34.5 متر، اضطررنا إلى تفكيك الطائرة إلى قطع عدة لنقلها»، وأُجريت هذه الأعمال خلال نهاية الأسبوع على مدى ستة أسابيع، قبل عملية نقل استمرت خمسة أيام.
ويضيف روبرت: «نعيد تشكيلها حاليًا وسنصلح الأجزاء المتضررة من الهيكل قبل طلائها، سنضع جهازي محاكاة للطيران»، ومن المقرر تدشين الطائرة بحلتها الجديدة في الثامن من أبريل في يوم ذكرى مولد روبرت الـ51.
تعليقات