عند أسفل مبنى مهجور في برلين، يجلس ناشطون في «إكستينكشن ريبيليين» على الأرض في تمرين على إعاقة الحركة في المكان، في سياق حراكهم الرامي إلى إلزام الحكومات بـ«قول الحقيقة على صعيد الأزمة البيئية».
وتقول الشابة توري البالغة 20 عاما بحماسة إن الشرطة أطلقت ثلاث طلقات تحذيرية وهي «ستجلينا الآن. حان الوقت لتتجمعوا على الأرض ضمن صفوف متراصة».
هذه الناشطة المتحدرة من برلين والتي لم تكشف اسمها الكامل على غرار نشطاء آخرين في «إكستينكشن ريبيليين»، تحيي في هذا الصباح الخريفي البارد جلسة تدريب على العصيان المدني اللاعنفي، وهو أسلوب تحرك اعتمدته الحركة منذ انطلاقها العام الماضي في بريطانيا.
وقد تجمّع حوالي 150 ناشطا من مؤيدي الحركة وأيضا من المنضمين حديثا إلى الحراك من أجل المناخ، خلف ساحة ألكسندربلاتس عند سفح «دار الإحصائيات» وهو مبنى عام في ألمانيا الشرقية السابقة، للمشاركة في تدريب سريع لمدة ثلاث ساعات.
ويندرج اللقاء في إطار التعبئة البيئية التي أطلقتها «إكستينكشن ريبيليين» الإثنين في العالم أجمع، ويتألف الحضور من شباب عشرينيين بيض في أكثريتهم موزعين بالتساوي بين الجنسين.
ويشجع أحد المنشطين وهو شاب بضفائر شعر على الطراز الأفريقي، الحاضرين على تشكيل «مجموعات تعاون» يتألف كل منها من عشرة أشخاص لتبادل الدعم والمساعدة خلال الاعتصامات، بعدها يبدأ مشاركون آخرون يتلبسون دور شرطيين، في إرغام المعتصمين على النهوض لإخلاء الموقع.
ويسأل أحد الحاضرين «إذا ما أوقفتني الشرطة، هل يجب أن أقبل بتصويري وسحب بصماتي؟ هل يمكنني وضع قناع؟»، وهل لي «الحق في المطالبة بتناول أطعمة نباتية صرفة خلال فترة توقيفي؟»، أما توري فتوجه نصائحها قائلة «فليكن وجهكم ظاهرا في أقصى قدر ممكن خلال أي تحرك احملوا دائما أوراقا ثبوتية معكم اتركوا هاتفكم المحمول في المنزل».
وتضيف توري «قبل إغلاق جسر أو إعاقة حركة المرور، من المهم التساؤل عن هامش التحرك»، مشددة أمام الناشطين البالغ عددهم 150 على أن كل شخص في استطاعته الانسحاب من حركة التعطيل لدى وصول الشرطة إذ لا أحد مرغما على البقاء إلى حين توقيفه.
ويؤكد الأسد، وهو طالب ألماني من برلين في الثامنة والعشرين من العمر، لوكالة فرانس برس أنه يريد المضي بالتحرك حتى النهاية لأن «العصيان المدني هو السبيل الوحيد لإسماع صوتي».
ويضيف هذا الشاب الذي التقته وكالة فرانس برس خلال تجمع أمام بوابة براندنبرغ «أنا مسالم ولم أشارك يوما في أي حركة نضالية».
وبجانبه، تسجل شابتان على ذراعيهما رقم هاتف منظمة للمساعدة القضائية يمكن الاتصال بها في حال التوقيف. وهما تطبقان تاليا إحدى نصائح حركة «إكستينكشن ريبيليين»، وتشدد توري أمام المشاركين على أن هذه الحركة «لا ترتكب أي مخالفة قانونية».
وتضيف: «من المهم للغاية ألا تهاجموا أحدا لأن الأولوية القصوى للحركة هو مبدأ اللاعنف».
وبعيد انتهاء التدريب عند الساعة الثانية بعد الظهر، يبدأ حوالي مئة شخص بالتوافد للمشاركة في حصة التدريب الثانية خلال النهار.
وتقول توري لوكالة فرانس برس «عندما بدأنا تحركنا في فبراير، كنا نقدم حصة تدريب واحدة أو اثنتين شهريا. أما الآن فبتنا ننظم ثلاث حصص أسبوعيا وارتفع العدد إلى خمس حصص يوميا خلال الأيام الأخيرة».
تعليقات