Atwasat

عراقيان من الإذاعة في بغداد إلى مطعم في فرنسا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 يونيو 2018, 01:24 مساء
WTV_Frequency

يحاول الصحفيان العراقيان جواد وزينب اللاجئان في فرنسا هربًا من الموت أن ينشرا ثقافة بلدهما في المهجر، ليس من خلال الكتابة أو التقارير أو وسائل الإعلام، بل من خلال المطبخ العراقي.

ويقول جواد الخاجي (50 عامًا): «أريد أن يتعرّف الناس في فرنسا على الثقافة العراقية، وليس فقط على المطبخ العراقي، لأن لا أحد هنا يعرف شيئًا عن العراق».

وشارك مع زوجته في مهرجان «ريفوجي فود فيستيفال» (مهرجان أطباق المهاجرين) بين يومي الخميس والإثنين، وهي مبادرة أطلقت في باريس في العام 2016 وانتشرت في أماكن كثيرة من العالم وصولاً إلى الولايات المتحدة.

يعمل جواد مع زوجته في مطعم «سناك داروين» التشاركي على ضفاف نهر غارون الذي يخترق مدينة بوردو. وقدّما فيه أطباق الكبّة والكعك المحشوّ باللحم.

وقبل أن يجتمع الزوجان حول نار الطبخ، التقيا معًا في محطة إذاعية في بغداد عملا فيها منذ العام 1996.

ويروي جواد بخليط من الكلمات الفرنسية والإنجليزية: «كانت زينب تعدّ نشرة الأخبار، ووصل النصّ إلى مكتبي وسألتها إن كان بإمكاني قراءته، وبدأت تصحيحه كلّه».

وتجلس إلى جانبه زينب (43 عامًا)، تستمع إلى القصّة بالخجل نفسه الذي اعتراها في ذلك الزمن، قبل أن تنفجر ضاحكة. وبعد سنوات من العمل معًا، افترقا في حياتهما المهنية، لكنهما تزوّجا في العام 2002.

مطعم ومحطة إذاعة
بعد ثلاثة عشر عامًا على الزواج، ضاقت أرض العراق بهذين الزوجين، حيث أن جواد كان يعدّ تقارير في شمال هذا البلد المضطرب حين شاهد مقاتلين يطلقون النار على المنازل ونشر هذه المقاطع في المحطة التلفزيونية التي يعمل فيها.

وانتقامًا على ذلك، تعرّض زميله المصوّر لاعتداء أسفر عن كسر في يده وفكّه، وتلقّى جواد تهديدًا بالموت، فآثر البقاء في الخفاء مع زوجته وطفليه.

ويقول: «من الخطر جدًا أن تكون صحفيًّا في العراق».

أما زينب، فقد أصبحت حياتها معقّدة، فهي «لا تحبّ أن ترتدي النقاب، فرفضت ذلك» كما يقول زوجها.

وتروي هي «لم يكن ممكنًا أن آخذ أطفالي إلى السوق مثلاً».

بعد ذلك استفاد الزوجان من تأشيرة دخول فرنسية حصلا عليها من سفارة باريس في بغداد، فسلكا طريق الهجرة من دون أن يخاطرا مع المهرّبين الذين قد ينتهي الوثوق بهم بمأساة.

ويقول جواد: «نعرف كلّ شيء عن فرنسا، لأننا في العراق ندرس الثقافة الفرنسية وتاريخ فرنسا في الجامعات».

في نوفمبر، حصل الزوجان على حقّ اللجوء السياسي في فرنسا، وهما يعيشان في مدينة بوردو منذ العام 2015. ويبدو أنهما اعتادا على المدينة وأصبحا يشعران أنها مدينتهما.

وتقول زينب: «إنها تشبه بغداد القديمة بعض الشيء، مع النهر والجسور فيها».

لا يبدو جواد راغبًا في أن يعيش حياة رتيبة في منفاه، بل هو يطمح في فتح مطعم شرقي، كما أن شغف الصحافة ما زال يدغدغه ويدفعه للعزم على فتح محطة إذاعية في المستقبل.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نظريات المؤامرة مستمرة بعد إعلان الأميرة كايت إصابتها بالسرطان
نظريات المؤامرة مستمرة بعد إعلان الأميرة كايت إصابتها بالسرطان
حملة لمنع بيع الألعاب النارية للأطفال في سبها
حملة لمنع بيع الألعاب النارية للأطفال في سبها
«نورمبرغ» الألمانية تستعين بطلاب الجامعات لسد النقص في سائقي الترامواي
«نورمبرغ» الألمانية تستعين بطلاب الجامعات لسد النقص في سائقي ...
وفيات في حادث حافلة على طريق عام بألمانيا
وفيات في حادث حافلة على طريق عام بألمانيا
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في الأمازون
ماكرون يقلّد الزعيم التقليدي راوني وساماً فرنسياً رفيعاً في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم