يحرص سكان مدينة بني وليد خلال أيام العيد على إحياء تقاليد وعادات توارثوها من زمن الأجداد، لكن تظل تلك الخاصة بالمأكولات والمشروبات هي الأبرز.
ويعد تحضير خبز التنور أو (خبزة الفرن) واحدًا من أبرز العادات، التي لازالت تحافظ عليها مدينة بني وليد في المناسبات الاجتماعية والدينية، وعلى رأسها ايام العيد سواء عيد الفطر أو الأضحى.
الحاجة ناجية مغراف، والتي تعرف بأم علي، تشرح طريقة تجهيز خبز التنور، فتقول إنه يخبز من دقيق القمح بعد مزجه بالخميرة والقليل من الملح، مع إضافة الماء إليه وتكوين عجينة وفركها وعجنها جيدًأ، من ثم تترك قليل لكي تتخمر، ثم تترك لمدة 4 ساعت لاكتمال عملية التخمير.
وبعد ذلك تقوم النساء بتحمية وتسخين التنور أو الفرن، والذي يصنع من الطين أو الفخار، الذي يتحمل درجات الحرارة العالية، ويسخن الفرن بوضع قطع من الحطب وأغصان الأشجار اليابسة، مثل أشجار الزيتون، وتقوم النساء بمسح الفرن جيدًا بقطعة من القماش المبللة بالماء لمسح الأتربة أو بقايا الخبز الموجودة في الفرن من قبل.
وذكرت الحاجة ناجية أنه بعد تخمير العجينة وتسخين الفرن، تقسم العجينة إلى قطع دائرية أو كرات كبيرة نسبيًا، والحمية الواحدة بها 5 كرات أو 5 فرادت من خبز التنور، من ثم تأخذ تلك الكرات وتفرد أو كما تقول الحاجة ناجية «تفطيحها باليد»، وبعدها توضع في الفرن، مع ضرورة أن تكون النار هادئة جدًا أي «على جمر فقط».
وأوضحت أن المدة التي نحتاجها حتى تطيب تلك الأرغفة من 10 الى 15 دقيقة بحسب هدوء النار، وبعد ذلك نحرج فردات خبزة التنور وتلف في قطعة كبيرة من القماش حتى تبقى ساخنة ورطبة.
واختتمت الحاجة ناجية بقولها إن الفرن أو التنور كان في السابق موجود في كل حي ومن الضرورات، أما في وقتنا هذا اتجهت الأسر إلى شراء الخبز الجاهز من المخابز، لأن بعض النساء ترى طريقة تحضير خبز التنور متعب ومرهقة صحيًا.
تعليقات