يخاطر كثير من مرضى السكّري في الجزائر بصحّتهم من أجل صيام رمضان رغم تحذيرات الأطباء ورجال الدين، لكن حملات التوعية الرسمية وتلك التي تقوم بها الجمعيات بدأت تعطي ثمارها، ما عدا مع فئة تفضل الموت على عدم الصوم.
وقبل رمضان بأسابيع، وحتى الأسبوع الأخير، لم تتوقف الجمعيات ووزارة الصحة عن تحذير مرضى السكري من الصوم، وفق «فرانس برس».
ويقدّر عدد مرضى السكّري في الجزائر بأربعة ملايين، ويبلغ إجماليّ عدد السكان 41 مليونا.
ورغم هذه التحذيرات، ما زال عدد من المرضى يصرّون على الصوم ولا يأبهون برأي المتخصصين.
ويقول الطبيب محمد العيفة إن غالبية المرضى الذين يخالفون التعليمات هم من كبار السن، وهم «يشعرون بثقل نفسي واجتماعي» يجعلهم يخاطرون بصحتهم حتى يكونوا مثل باقي المجتمع.
ويضيف «المرضى لا يتقبّلون فكرة الإفطار في رمضان بعد سنوات وسنوات من الصوم، يشعرون أنهم صاروا ضعفاء وغير قادرين على أداء شعيرة دينية».
وإضافة لكون الصوم عبادة فرديّة في الإسلام، تحوّل شهر رمضان مع مرور الأزمان إلى تقليد اجتماعي، وصار الإفطار في وقت الصوم محلّ تنديد في بعض البلدان الإسلامية، مثل الجزائر، حيث يعاقب القانون أيضا على الجهر بالإفطار في مكان عام.
حتى أن مرضى بالسكّري تعرضوا للمضايقات أو الإهانة لاضطرارهم لتناول مشروب محلّى أو قطعة حلوى بسبب هبوط السكّر في جسمهم.
ونقلت الصحف المحليّة قصة شيخ وجد نفسه أمام المحكمة لأنّه أكل في مكان عام أثناء وقت الصوم، لكن القاضي برأه لأنه مريض بالسكّري.
ويشارك في حملات التوعية أطباء مختصون في أمراض السكر والقلب والتغذية، إضافة إلى رجال دين.
ويقول فيصل أوحادة رئيس جمعة مرضى السكري «بعض المرضى مستعدون فعلا للتضحية بصحتهم وحتى حياتهم من أجل الصيام» مثلهم مثل باقي الجزائريين «بلغ الحد بمرضى أن قالوا لي: نصوم ونموت».
ويشرح رجال الدين في الحملة أن قرار الصوم ينبغي أن يكون بيد الطبيب المعالج، لأن الإسلام رخّص للمرضى والمسافرين ومن يتكبّدون المشقّة، أن يفطروا، بل حرّم الصوم المؤدي إلى ضرر، بحسب فتوى صادرة عن وزارة الشؤون الدينية.
تعليقات