تقاطر عدد كبير من الرجال والنساء وانتظروا في صفين طويلين امتدا خارج مسجد في إسطنبول، لمشاهدة ما يُعتقد أنها بردة النبي محمد أي العباءة التي كانت يرتديها قبل أن يهديها لأحد تابعيه.
ويطلق على هذه العباءة أيضًا اسم الخرقة الشريفة، ونقلت إلى إسطنبول في القرن السابع عشر في عهد السلطنة العثمانية التي كانت تسيطر آنذاك على معظم الأقطار الإسلامية، بما فيها ما يشكل اليوم المملكة السعودية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي شهر رمضان من كل عام تجهز العباءة في صندوق زجاجي في مسجد الخرقة الشريفة في إسطنبول استعدادًا لاستقبال مئات الآلاف من الزوار.
أثناء حياة النبي انتقلت البردة إلى أويس القرني، وهو من التابعين، أي الذين التقوا أصحاب النبي ولم يلتقوه. فقد أراد أويس لقاء النبي لكن مرض والدته حرمه من ذلك وأجبره على العودة إليها في اليمن.
ولما علم النبي بذلك تأثر ببرّ أويس لوالدته وأرسل البردة هدية له، كما تقول الروايات.
ولم يكن لأويس القرني أولاد يحفظون هذا الإرث فانتقلت البردة إلى أقاربه كما يروي مفتي إسطنبول حسن كامل يلماظ.
في العام 1611 نقل السلطان أحمد الأول الخرقة الشريفة من كوشاداسي في الغرب التركي، حيث كان أقارب أويس قد حفظوها، إلى إسطنبول.
ويضيف المفتي «منذ ذلك الحين ظلت الخرقة في إسطنبول». في العام 1851 بنى السلطان عبدالمجيد مسجدًا باسم مسجد الخرقة الشريفة، لتُحفظ فيه البردة.
واليوم توجد نسختان لمفتاح الصندوق الذي تحفظ فيه البردة، أحدهما مع المؤسسة المكلفة الحفاظ عليها، والثاني مع باريش سمير وهو الحفيد التاسع والخمسون لأحد أقارب أويس القرني.
انتقلت عهدة البردة من جيل إلى جيل وصولاً إلى باريش الذي يقول «إنها مهمة مشرّفة، نحن سعداء لعرضها ونشعر أنها مسؤولية علينا».
تعليقات