ترافق انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، الاثنين، بعد عامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي، مع صدور عدد كبير من الأغاني من فنانين يناصرون الخط السياسي للرئيس ميشال عون، في ما يجعله صاحب رصيد فريد من هذه الأغاني منذ بروزه على الساحة السياسية.

في ساحة الشهداء في وسط بيروت وعدد آخر من الساحات في المناطق، وفيما كانت جلسة انتخاب الرئيس جارية وبعدها، كانت الأغنيات المؤلفة خصيصًا لعون، التي تصفه ب«البطل» و«بي الكل» (أب الجميع)، وتتحدث عن «عون من الله» تتردد في التجمعات التي نفذها مناصروه احتفالاً بانتخابه رئيسًا بعد طول انتظار، وتتسم كلها إجمالاً بموسيقى حماسية، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وترى الباحثة في العلوم السياسية، دانيال عبيد، أن «وصول عون لرئاسة الجمهورية على وقع الانفعال وهذا العدد الكبير من الأغاني ظاهرة مفهومة لأن فريقًا سياسيًّا يرى أنه حقق إنجازًا بعدما كان يخسر منذ وقت طويل».

إلا أن هذه الباحثة المتخصصة في موضوع «الأغنية الوطنية كأداة للتعبئة العقائدية خلال الحرب اللبنانية» ترى أن ذلك يندرج ضمن ثقافة «تمجيد الشخص»، إذ أن «الأنظمة العاطفية» في الشرق عمومًا وفي لبنان خصوصًا «وإن ادعت الديمقراطية فهي ما زالت تحتفظ بحب الزعيم والقائد». وتشير إلى أغاني مماثلة تتغنى بزعماء سياسيين آخرين.

يرى الشاعر حبيب يونس، كاتب كلمات أغنية «بي الكل»، أن الأغنية «تختصر نضال الجنرال عون»

لكن من الواضح أن الظاهرة ترتدي بعدًا استثنائيًّا مع عون، إلى حد أن شريحة واسعة من الفنانين اللبنانيين لم يترددوا في المجاهرة بتأييدهم له، بينما المعروف عن الفنانين اللبنانيين عادة انهم متحفظون في مواقفهم السياسية في بلد ذي تركيبة سياسية وطائفية هشة.

ولم يتردد الفنان معين شريف في التصريح أخيرًا بالقول: «أنا فنان الجنرال عون لمدى الحياة». وملحم بركات الذي توفي قبل يومين من انتخاب عون جاهر مرارًا بحلمه أن يرى عون رئيسًا للجمهورية.

ويرى الشاعر حبيب يونس، كاتب كلمات أغنية «بي الكل»، أن الأغنية «تختصر نضال الجنرال عون».

ومن كلمات الأغنية التي يؤديها الفنان زين العمر، أحد أكثر الفنانين المتحمسين لعون، «تحقق حلم الناس اللي ظلوا موعودين، يبقى مرفوع الراس عالي ويعلا الجبين، يا بي الكل يا قايدنا، حدك نحنا ع طول، يا بي الكل يا معودنا تحقق شو بتقول».

ويرى مناصرو عون فيه رمزًا للنضال العسكري والسياسي، ويتحدثون عن «قائد شجاع نظيف الكف»، وزعيم برز من خارج العائلات السياسية التقليدية ونجح في تحقيق تطلعات المسيحيين في بلد ذي تركيبة طائفية معقدة.

أما خصومه فيرون فيه شخصًا عصبيًّا ومتقلبًا في مواقفه و«متجاوزًا المبادئ» من أجل الوصول إلى الرئاسة، مشيرين إلى أنه سلك هو أيضًا طريق العائلات التقليدية عبر إعطاء أدوار سياسية لأفراد من عائلته، وعلى رأسهم صهره النائب جبران باسيل.