Atwasat

علي الصلابي .. يتبدل ولا يتغير

القاهرة - بوابة الوسط السبت 14 مايو 2016, 12:28 مساء
WTV_Frequency

يسعى عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي الصلابي، إلى الخروج من الأزمة الليبية على طريقته، عندما دعا مئة شخصية ليبية وقبلية إلى الدوحة، حيث يقيم المدة الماضية. ومن بين الشخصيات التي وجهت لها الدعوة شخصيات محسوبة على النظام السابق؛ حيث طرح ملف المصالحة الوطنية وعودة النازحين والمهجرين، كما طرحت ملفات أخرى لها علاقة بالأزمة الليبية.

الصلابي دعا شخصيات محسوبة على النظام السابق لبحث ملف المصالحة وعودة النازحين

ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها الصلابي بمبادرة ولن تكون الأخيرة، فقد سبق له عندما كان يراهن على برنامج الغد الذي كان يرعاه سيف الإسلام القذافي، أن توسط بين النظام والجماعة الإسلامية المقاتلة، الذين أقنعهم بمراجعة أفكارهم، وهكذا صدر كتاب "دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس"، وهو الكتاب الذي مهّد لإطلاق سراح سجناء الجماعة قبيل تفجر ثورة 17 فبراير.

ولكن اليوم لم يعد الصلابي وسيطًا محايدًا فهو لا يزال يشيد بجماعة أنصار الشريعة ومقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، ويعتبرهم غير إرهابيين، خاصة أن شقيقه إسماعيل الصلابي يقود كتيبة 17 فبراير، وهو الذي أمده بالسلاح والأموال من قطر.

الصلابي لا يزال يشيد بجماعة أنصار الشريعة ومقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي

يحاول علي الصلابي الادعاء بأنه ليس عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، ولد علي الصلاّبي في مدينة بنغازي العام 1963، تحصل على الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة العام 1993، ثم نال شهادة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية 1996، عندما كان الحسن الترابي في السلطة، ثم شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها العام 1999، ويؤكد هذا المسار التعليمي عمق العلاقة بين الصلابي وتيار الإخوان المسلمين، كما أن كتبه مليئة بإحالات إلى سيد قطب وغيره من المتطرفين.

وروى الصلابي نفسه كيف كان ينسق مع القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عبدالرزاق العرادي في طرابلس في الأيام الأولى من ثورة فبراير، ولكن عدم انتماء الصلابي تنظيمياً للجماعة يترك له هامشاً للتحرك، إلا أنه يتحرك ليحقق أهداف الجماعة، كما أن عضويته في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه يوسف القرضاوي يؤكد هذه العلاقة، وكان الصلابي قد قابل الرئيس التركي أردوغان العام 2011 عندما كان الأخير متردداً في التدخل في ليبيا، لكن الصلابي نجح في تغيير رأي أردوغان.

الصلابي كان ينسق مع القيادي في جماعة الإخوان عبدالرزاق العرادي في طرابلس خلال الأيام الأولى لثورة فبراير

يبدو الصلابي وهو يرتدي الشنة بسيطاً ولين العريكة، ولكنه يتمتع بدهاء كبير، على الرغم من إمكانية استفزازه بسرعة، وهذا ما حدث قبيل انتخابات المؤتمر الوطني العام عندما شن هجوماً على محمود جبريل، ثم تراجع عندما لم يهتم به معظم الناس، وهو مما يؤكد أنه لم يتغير وإنما يهادن للوصول إلى أهدافه، ولعله باجتماعات الدوحة يسعى لكسب رجال النظام السابق الذين كانوا مقربين لسيف الإسلام، بعدما اختار معظم العسكريين الانحياز إلى عملية الكرامة.
للاطلاع على العدد الخامس والعشرين من الجريدة «الوسط» اضغط هنا (ملف بصيغة PDF)

علي الصلابي .. يتبدل ولا يتغير

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
«وسط الخبر» يبحث عن إجابة: من المتسبب في الغلاء ونقص السيولة؟
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
توصية من «داخلية الدبيبة» لرفع عقوبات دولية عن «الشرطة»
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
«هذا المساء» يناقش: هل تأتي حلول الاقتصاد الليبي من واشنطن؟
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
أول لقاء «معلن» بين ستيفاني خوري ومسؤول ليبي
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
غانيون تبحث مع الباعور التوزيع الشفاف والعادل للموارد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم