حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا مارتن كوبلر الأوروبيين من مغبة زيادة تدفق المهاجرين من ليبيا إلى «القارة البيضاء»، مشيرًا في حوار مع مجلة «دي فيلت» الألمانية إلى أن عدد المهاجرين من هذا البلد وصل إلى 24 ألف مهاجر خلال الربع الأول من العام الجاري 2016.
لهذه الأسباب عملية «صوفيا» الأوروبية ليست حلًا لمواجهة أزمة المهاجرين من ليبيا.
وأضاف: «ما قلل العدد هو تزامن هذا التوقيت مع أشهر الشتاء الباردة»، لكن كوبلر أعرب عن توقعاته بارتفاع العدد، ليصل إلى 100 ألف مهاجر خلال الأشهر المقبلة، طالما أن الحكومة الليبية متعثرة حتى الآن في ممارسة مهام عملها، وعجزت كافة الدوائر داخل ليبيا وخارجها عن التعامل مع تلك المشكلة.
واعتبر كوبلر أن عملية الاتحاد الأوروبي «صوفيا» لمكافحة مهربي البشر أمام الساحل الليبي ليست حلاً، وقال: «إن عملية صوفيا تعد عاملا يجذب المهاجرين». موضحًا ذلك بقوله: «إن المهربين يقودون القوارب إلى عرض البحر، دون أن تكون هناك قطرة وقود في المحرك أحيانا، ثم يتصلون بعد ذلك بأرقام الاستغاثة؛ لأنهم يعرفون أن سفن الاتحاد الأوروبي سوف تنقذ المهاجرين».
من دون رفع حظر استيراد السلاح لن يتمكن الليبيون من الحفاظ على أمن بلادهم.
وفي حديثه إلى المجلة الألمانية، قال المبعوث الأممي إن حل أزمة المهاجرين وغيرها من الأزمات التي تهيمن على ليبيا يكمن في الوصول إلى إدارة ليبية موحدة. وأضاف: «كنت أستقل سيارتي في شوارع ليبيا، والتقيت عددًا كبيرًا من المواطنين، الكل تعب بشكل لا يُصدق، والجميع يريد حكومة تلتف حولها كافة الأطياف السياسية في ليبيا».
وألمح كوبلر إلى أن استقرار ليبيا يتطلب «قوات مسلحة مؤهلة تمارس عملها في إطار الحكومة لحماية البلاد، وعندئذ سيتم اندماج الميليشيات في مؤسسات الدولة، لتصبح الحكومة قادرة على استخدام المساعدات العسكرية الخارجية بشكل جيد، كما أنه يجب في هذا الصدد رفع حظر استيراد السلاح المفروض على ليبيا، فمن دون ذلك لن يتمكن الليبيون من الحفاظ على أمن بلادهم القومي».
تعليقات