قال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، إن الحكومة ربما ترسل قوات برية بريطانية إلى ليبيا لمحاربة تنظيم «داعش»، في الوقت الذي تبحث فيه القوى الغربية سبل مواجهة التنظيم.

وأضاف في مقابلة مع جريدة «ذا تلغراف» البريطانية أمس السبت: «يسعى تنظيم (داعش) لتحويل ليبيا إلى منصة لتنفيذ هجمات داخل أوروبا أو ضد السفن في البحر، ولهذا لا نستبعد إرسال قوات برية إلى ليبيا في المستقبل لمحاربة التنظيم الذي نجح في السيطرة على مساحات واسعة من الساحل الليبي».

وقال: «من غير المنطقي استبعاد أي خيار في الوقت الحالي سواء كان إرسال قوات برية أو بحرية أو جوية لأنه من غير الممكن التنبؤ بما سيحدث». وتأتي تصريحات هاموند قبل أيام من مشاركته في اجتماع قمة مع رؤساء أميركا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، غدًا في ألمانيا لمناقشة الأوضاع في ليبيا وتهديد «داعش» وأزمة الهجرة.

تحذير السفن البريطانية وخطوط الرحلات السياحية من الاقتراب من سواحل ليبيا خاصة عند مدينة سرت.

وأوضح هاموند أنه تم تحذير السفن البريطانية وخطوط الرحلات البحرية السياحية من الاقتراب من السواحل الليبية خاصة عند مدينة سرت، وهناك احتمال كبير أن يتمكن تنظيم «داعش» من إرسال مقاتلين إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط.

وأصر هاموند على أهمية وجود طلب رسمي من حكومة الوفاق الوطني قبل نشر أي قوات لمساعدتها في محاربة التنظيم أو تدريب التشكيلات المحلية. وأكد استعداد بريطانيا للاستجابة لأي طلب من ليبيا لتنفيذ ضربات جوية أو عمليات بحرية ودعم أي هجوم بري ليبي ضد التنظيم في سرت.

وتبحث الحكومة البريطانية إرسال ألف جندي إلى ليبيا لتدريب القوات الليبية ضد تنظيم «داعش». وأجرى وزير الخارجية فيليب هاموند زيارة إلى طرابلس الأسبوع الماضي للقاء رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، لتأكيد دعم بلاده حكومة الوفاق.
وكان وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، أعلن أمس السبت توسيع إطار عمل سفينة «إتش إم إس» البحرية قبالة سواحل ليبيا لجمع معلومات عن أنشطة التهريب.

وتقوم السفينة بدوريات بحرية في المياه الإقليمية ضمن جهود أوروبا لاعتراض وإيقاف قوارب وسفن تهريب المهاجرين.

وقال فالون: «الهجمات المروعة التي شهدتها باريس وبروكسل تؤكد الحاجة لرد قوي للقضاء على العلاقة بين الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتهريب الأسلحة والذي يهدد أمننا القومي».

وحول إمكانية استغلال تنظيم «داعش» أزمة الهجرة لنقل مقاتليه إلى إيطاليا، قال هاموند: إن «هناك تهديدًا حقيقيًا، فإذا استطاع التنظيم تأكيد مراكزه في ليبيا سيكون على بعد 100 ميل فقط من إيطاليا».

إقرأ أيضا:«ذا تلغراف»: فرق بحرية بريطانية تصل جنوب «المتوسط» لصد شبكات المهربين في ليبيا

وأوضح أنه من غير المرجح أن تطلب حكومة الوفاق تدخلاً عسكريًا أجنبيًا، في الوقت الذي تسعى فيه لبناء هوية وطنية قوية، فالحكومة الليبية ستكون حذرة للغاية حيال طلب مساعدة قوات أجنبية. لكن بريطانيا وحلفاءها لديهم الحق في حماية مواطنيهم حتى دون وجود طلب رسمي من الحكومة الليبية، في حالة تطور تهديد «داعش» إلى كارثة أمنية كبرى.

واعتبرت الجريدة تصريحات هاموند تغيرات ملحوظة في الموقف البريطاني، إذ «أوضح هاموند أنه لم يعد هناك وقت للمجاملات الدبلوماسية، إذ يشكل (داعش) تهديدًا صريحًا لبريطانيا ولابد من التصرف حيال ذلك»، وفقًا للجريدة.