كشف تقرير نشرته جريدة «ذي إندبندنت» البريطانية عن وصول صواريخ مضادة للطائرات من ترسانة معمر القذافي إلى التشكيلات المسلحة في ليبيا، في ظل الفوضى التي تعصف بالدولة منذ العام 2011.

ويستند التقرير نشر أمس الجمعة إلى تحقيق أجراه خبير الأسلحة، تيموثي ميشيتي، لصالح وكالة تعمل في المجال نفسه مقرها لندن، لتعقب مصادر الأسلحة المستخدمة في مناطق الصراعات حول العالم، إذ تمكن ميشيتي من الوصول إلى مقر أحد التشكيلات المسلحة في مدينة سبها وتفقد أسلحتهم، ووجد 4 صواريخ من منظومة الدفاع الجوي الروسية المحمولة على الكتف «إس إيه 7» وصاروخين من الطراز الأحدث للمنظومة ذاتها «إس إيه 16».

قادة تشكيلات مسلحة في سبها أكدوا أنهم حصلوا على أسلحة من ترسانة القذافي من مهربين بدو

وأكد قادة تلك الجماعة أنهم حصلوا على الصواريخ من مهربين بدو كانوا بصدد تهريبها إلى تشاد. وقارن ميشيتي أرقام الصواريخ المسلسلة بقاعدة بيانات الشركة واكتشف أن هذه الصواريخ جميعها من ترسانة القذافي السابقة.

ووفقًا للجريدة تعزز تلك الحقائق مخاوف من احتمال وصول بعض هذه الصواريخ إلى عناصر تنظيم «داعش» في ليبيا، خاصة وأن المئات بل الآلاف منها اختفت دون أثر من مخازن أسلحة القذافي. وأكد مسؤولون أميركيون وصول تلك الصواريخ إلى «داعش»، وتوقعوا أن يستخدمها التنظيم في مهاجمة المناطق النفطية.

ونقلت الجريدة عن مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، لم تذكر اسمه، إنه «رغم الخطورة التي تمثلها الصواريخ الليبية، إلا أن الإدارة الأميركية أوقفت أي محاولات لتحديد مواقع تلك الصواريخ وتعقبها، بدعوى أن الأوضاع داخل ليبيا أخطر من إرسال فرق للبحث».

واشنطن أرسلت عقب سقوط القذافي فرقًا متخصصة إلى ليبيا تمكنت من تعقب وتدمير قرابة 5 آلاف صاروخ

وكانت الإدارة الأميركية أرسلت عقب سقوط القذافي فرقًا متخصصة إلى ليبيا، والتي تمكنت من تعقب وتدمير حوالي خمسة آلاف صاروخ. لكن قائد الفريق أقر بعدم معرفة العدد الحقيقي للصواريخ المختفية والمفقودة، وقال لـ«إندبندنت»: إنه «لا تزال هناك أعداد كبيرة من الصواريخ داخل ليبيا تحت سيطرة التشكيلات المسلحة الرئيسة منذ العام 2011، وتم تهريب بعضها خارج ليبيا إلى سورية وسيناء ونيجيريا ومالي، لكن لا نعلم بالتحديد إلى أين ذهبت».

وذكرت الجريدة البريطانية أن الهجوم ضد المجمع الدبلوماسي الأميركي في بنغازي العام 2011 أفقد الإدارة الأميركية المصادر والمعلومات الاستخباراتية التي جمعتها حول ترسانة القذافي والصواريخ المفقودة.

وكان القذافي حصل على نحو 20 ألف وحدة من صواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، لكن غارات حلف شمال الأطلسي «ناتو» وسوء الصيانة قلصت هذه الكمية. ويصل سعر الصاروخ إلى 12 ألف دولار في السوق السوداء.