زادت الزيارات الخارجية لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج و«نوابه» من منسوب الأزمات والاحتقان بين «الحكومة الوليدة» والبرلمان، ففي وقت يتمسك نواب بعدم منح الثقة لحكومة السراج، اعتبر مجلس النواب الزيارات الخارجية التي قام بها الأخير ونوابه لعدد من الدول العربية والأجنبية «مخالفة صريحة للاتفاق السياسي».

وفي الوقت الذي فشل البرلمان في منح الثقة للحكومة إما بالاعتراض عليها وإما لعدم اكتمال نصابه، أصدر بيانًا، الثلاثاء، استنكر فيه زيارات المجلس الرئاسي الخارجية، وقال إن «الدولة الليبية ما زالت ممثلة في مجلس النواب والحكومة الموقتة، إلى حين تعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق، وعليه فإن مجلس النواب ينبه الدول الشقيقة والصديقة كافة، إلى أن كل ما ترتبت على هذه الزيارات غير ملزم للدولة الليبية».

وأضاف المجلس «يجب لفت انتباه رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى ضرورة الالتزام بما نص عليه الاتفاق السياسي، وسرعة العمل على إنجاز الترتيبات الأمنية المنصوص عليها، ليتسنى لهم ممارسة أعمالهم من داخل التراب الليبي، ومن المكان المنصوص عليه في الاتفاق السياسي».

سجال بين «النواب» والمجلس الرئاسي
هذه الاعتراضات رد عليها المستشار الصحفي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فتحي بن عيسى، قائلاً إن تمثيل رئيس المجلس فائز السراج دولة ليبيا في المحافل الدولية «اختصاص أصيل له، ولا خطأ بروتوكوليًا أو تحد لأحد في قبوله دعوة رسمية» من رئيس جمهورية إندونيسيا جوكو ويدودو للمشاركة في القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي انتهت الأسبوع الماضي.

وأضاف بن عيسى في تصريحات تلفزيونية أن «مجلس النواب اعترف بالاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي جزء لا يتجزأ من الاتفاق السياسي، كما اعترف مجلس النواب عمليًا برئاسة السراج فقبل منه التشكيل المقترح الأول للحكومة وأبدى ملاحظات عليها، ومنحه مهلة ثانية لإعادة تشكيل الحكومة ثم استدعاه بصفته رئيسًا للمجلس الرئاسي ليقدم برنامج الحكومة في جلسة علنية، فامتثل وقدم حكومة الوفاق وبرنامجها بصفته رئيسًا للمجلس الرئاسي، وإذا رجعنا للاتفاق السياسي نجد أن تمثيل ليبيا في المحافل الدولية اختصاص أصيل للسراج» ومثّل السراج ليبيا أمام القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وأعلن ثلاثة مطالب لدعم ليبيا من قبل الدول العربية والإسلامية.

مطالبات بحظر تسليح «أي مجموعة خارج إطار الشرعية»

وطالب السراج، خلال كلمته، التي نشرتها صفحة المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة التوافق الوطني على موقع «فيسبوك»، بدعم ليبيا والمساعدة في منع تدفق الإرهابيين إلى أراضيها، وحظر تسليح «أي مجموعة خارج إطار الشرعية»، ودعم حكومة الوفاق الوطني في بناء مؤسسات الدولة الليبية، العسكرية والأمنية والمدنية، ومدها بالخبرات وتسهيل الحصول على كل الأدوات اللازمة في جميع المجالات، لتتمكن من مكافحة الإرهاب ومنع تحويل ليبيا إلى مستودع لهم، وبناء دولة فاعلة إيجابًا في محيطها الإقليمي والدولي.

وأجرى السراج في جاكرتا لقاءات ثنائية مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويديو، والرئيس السوداني عمر حسن البشير، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بالإضافة إلى لقاءات جمعته بكل من نائب رئيس وزراء قطر أحمد بن عبدالله آل المحمود، ووزير الخارجية المصري سامح شكري.

تعدد الزيارت الخارجية للسراج
وتعددت زيارة السراج الخارجية أخيرًا في وقت يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية، بعد تلقيه دعوة رسمية من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لزيارة المملكة خلال الفترة المقبلة.

في السياق ذاته نفى مصدر مقرب من عضو بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الأخبار المتداولة حول زيارة نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فتحي المجبري إلى مدينة نيويورك، وما جاء في تلك الأخبار من أن الأخير سعى من خلال زيارته إلى حشد المساعي لفرض العقوبات على عدد من أعضاء المجلس الرافضين للاتفاق وقال المصدر لـ«بوابة الوسط» إن المجبري كان في زيارة لحضور منتدى «الهشاشة والصراع والعنف» السنوي للبنك الدولي في واشنطن، الذي شارك فيه أكثر من 100 شريك من شركاء البنك الدولي، فضلاً عن 600 مشارك آخرين، واستمرت فعاليات المنتدى لمدة 3 أيام على التوالي.

وطالب المصدر وسائل الإعلام بتحري المصداقية في نقل المعلومات قبل نشرها وبثها للرأي العام.

وللمزيد «اضغط هنا» لتحميل العدد السادس عشر من جريدة الوسط (ملف بصيغة PDF).