اهتمت الصحافة العربية الصادرة صباح اليوم الأحد بجلسة مجلس النواب التي عقدت في طبرق أمس للنظر في منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، وسلطت الضوء على أصداء الغارة الأميركية على موقع لتنظيم «داعش» في مدينة صبراتة أول من أمس، والإشارات التي تحملها بشأن تدخل عسكري دولي محتمل في ليبيا.
وركزت جريدة «الشرق الأوسط» في تقرير شامل على الجلسة الاستثنائية للمجلس، والتي عرض أمامها السراج التشكيلة الحكومية والسير الذاتية، وتوقعت الجريدة رفض المجلس لها بسبب الخلافات حول حقيبة «الدفاع».
أما جريدة «الخليج الإماراتية» فقد أبرزت في تقريرها الإخباري الليبي تعليق المجلس الجلسة مع احتدام النقاش بين النواب، وذلك في أعقاب مشادة كلامية بين النائبين علي القطراني وفتح الله السعيد وتعالت الأصوات داخل القاعة.
وعلى صعيد الغارة الأميركية على مدينة صبراتة، رصدت جريدة «العرب» اللندنية تزامن هذه الغارة مع الحديث عن استعدادات حثيثة للقيام بعملية عسكرية موسعة في ليبيا لاستئصال التنظيم الذي يقدّر عدد عناصره بخمسة آلاف جهادي، وفق تقارير استخبارية.
لكن جريدة «الرياض» السعودية نشرت تحليلاً لوكالة «فرانس برس» يؤكد تصميم واشنطن على مطاردة المتطرفين حتى خارج معاقلهم في سورية والعراق، غير ان التقرير اعتبر أن تلك الغارة لا تعبر بالضرورة عن رغبة أميركية في التدخل في بلد غارق بالفوضى.
وأبرزت جريدة «الحياة» اللندنية إدانة الحكومة الموقتة برئاسة عبدالله الثني للغارة، وما تمثله من انتهاك صريح وصارخ لسيادة الدولة الليبية. ونقلت «الحياة» عن مصادر في المجلس المحلي لصبراتة بأن «السلطات التونسية تسلمت (السبت) جثامين 30 من رعاياها، من أصل 42 شخصًا كانوا متواجدين في المبنى الذي قصفته الطائرات الأميركية».
في السياق نفسه، نقلت جريدة «الأهرام» عن طبيب من صبراتة تأكيده على تباين ردود فعل سكان المنطقة وأهالي صبراتة تجاه الغارة، إذ عبَّر بعضهم عن فرحته الشديدة بها وتخلصهم من هؤلاء الإرهابيين الذين حاولوا تنفيذ عمليات إرهابية في بلادهم، بينما عبَّر آخرون من سكان المنطقة عن اسيتائهم من الضربات، وأن سيادة بلدهم مستباحة.
أما جريدة «القدس العربي»، فقد ألقت الضوء على تسارع خطى الدبلوماسية الجزائرية على خط الأزمة الليبية، التي ما زالت لم تصل إلى نهاية النفق المظلم. مشيرة إلى أنه رغم من الجهود الدولية التي بذلت من أجل التوصل إلى حكومة وحدة وطنية، إلا أن شبح التدخل العسكري في ليبيا ما زال قائمًا، وهو ما يؤرق السلطات الجزائرية.
وركزت جريدة «الوطن» العمانية على الشأن الليبي من وجهة نظر تونسية، ففي مقال تحت عنوان «ليبيا والمنعرج التونسي الأخطر في لعبة الأمم»، يؤكد الكاتب التونسي احمد القديدي على غموض «الغرف السرية المقفلة لقيادة حلف شمال الأطلسي»، ويتساءلك «كيف سيكون التدخل العسكري في ليبيا، ومن سيشارك فيه ومن سيقوده وما غاياته»، مشيرًا أن «التونسيين معنيون بالدرجة الأولى بمشروع من هذا العيار ربما أكثر من الشقيقتين مصر والجزائر لأسباب تاريخية وجغرافية وإنسانية».
وعدَّد الكاتب القوى الإقليمية التي تتقاسم رسم خارطة ما بعد الأزمات وهي مصر وإيران والمملكة العربية السعودية وتركيا وإلى حد بعيد الجزائر والمغرب، لافتًا أن تونس هي الحلقة الأساسية في لعبة التحالفات، لأن الجغرافيا تحكم بأن لا مستقبل لأي عمل عسكري في ليبيا دون استعداد تونس للتعاون مع منفذيه.
وأعرب القديدي عن اعتقاده بحاجة تونس الشديدة إلى خط دبلوماسي موحد وواضح ودقيق، محذرًا من «الوقوع مجددًا في التخبط الذي عاشته الدبلوماسية التونسية بعد 14 يناير 2011 إزاء الأوضاع في ليبيا».
تعليقات