حذر مركز تونسي من اعتماد الحل العسكري في ليبيا الذي سيؤدي إلى فرار جيوب الإرهاب إلى الجزائر وتونس ومصر؛ مما قد يزعزع استقرار المنطقة.

وحسب المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية التونسي، في بيان تلقت «بوابة الوسط» نسخة منه، فإن ملف بناء تحالف إقليمي على المستوى الأمني من أشد الضرورات التي تستوجبها الفترة الراهنة وذلك للتصدي لتدفق المجموعات الإرهابية في المنطقة وعزم بلدان أجنبية على الحل العسكري في ليبيا الذي يمكن أن يطيح باستقرار المنطقة ككل وفرار جيوب التطرف من ليبيا إلى البلدان المجاورة، ومنها تكون الفوضى العارمة.

ويرى المركز أنه منذ بدء الحديث عن التسوية السورية أصبحت إشكالية رجوع الإرهابيين إلى بلدانهم الأم موضوعًا يطرح على بلدان شمال أفريقيا وخاصة رجوعهم إلى ليبيا وتكوين «إمارة داعشية بسرت» يشكل خطرًا على المنطقة بأكملهما، كذلك تعتبر ليبيا بؤرة للتنظيمات الإرهابية ومعقلاً من المعاقل الخطيرة لـ«داعش» والمافيا العالمية، على حد تعبير المصدر.

ويشير المركز إلى التداعيات الكبرى على المستوى الأمني لشمال أفريقيا وجنوب المتوسط، فحلبة الصراع انتقلت من الشرق الأوسط لتصبح شمال أفريقيا حلبة صراع خاصة بعد أن أعطي الإذن لهذه التنظيمات الإرهابية لزعزعة منطقة شمال أفريقيا قصد تموقع القوى الكبرى في المنطقة.

ويهدف المركز الذي سيعقد ندوة إقليمية بعنوان «التحديات الأمنية والعسكرية بمنطقة شمال أفريقيا وجنوب المتوسط»، يوم 25 فبراير المقبل بمشاركة جهات رسمية من مصر وضباط ليبيون في الميدان إلى جانب ممثلي حكومات الجزائر وتونس، إلى بناء هيكل إقليمي أمني مشترك تكون أهم أشغاله إيجاد آليات وتقنيات التنسيق الإقليمي بين بلدان شمال أفريقيا في مكافحة الإرهاب والتطرف وتحديد تقنيات إقليمية للتعاون في مجال الاستعلامات، ودوريات مشتركة، وتبادل معلومات.

وتابع المصدر أن المؤتمر يندرج ضمن استكمال ما توصل إليه الملتقى الإقليمي ليوم 25 ديسمبر 2015 من مقترحات دقيقة يمكن تنفيذها وتفعيلها على أرض الواقع بتحالف إقليمي بين بلدان المنطقة؛ وذلك لإيجاد آليات جماعية على المستوى الأمني والعسكري والاستخباراتي بين دول المنطقة لمواجهة الخطر الذي يمكن أن يهزّ المنطقة ككل.