Atwasat

مؤيدون ومعارضون في استطلاع «الوسط»: الحكومة رأس بلا جسد.. وتحتاج جيشا يحميها

القاهرة - بوابة الوسط: اسماء بن سعيد: الجمعة 22 يناير 2016, 04:33 مساء
WTV_Frequency

بين مؤيد ومعارض، تباينت ردود الأفعال الشعبية حول حكومة الوفاق، التي تم الإعلان عن تشكيلتها الثلاثاء. وفيما ترى الأكثرية أن الحكومة الجديدة منحت الليبيين أملًا جديدًا للخروج من النفق المظلم الذي آلت إليه الأوضاع، أعرب فريق آخر عن تقديراته بأن توزيع الحقائب الوزارية خدم فصيلًا على حساب آخر، وأبدى أنصار هذا الفريق تشاؤمًا حيال إمكانية ممارسة الحكومة الجديدة على الأرض في طرابلس.

كما تنوعت آراء المشاركين في استطلاع «الوسط» حول الحكومة، ومدى توافق تشكيلتها مع مصالح القوى السياسية والعسكرية في البلاد، ما يضع الحكومة الوليدة أمام تحد كبير للبقاء والسيطرة.

المحمودي: الرابح الأكبر من الاتفاق هم جماعة «الإخوان المسلمين» وأتباعهم

حالة السجال في الرؤى حول الحكومة الجديدة بدأها مهندس الديكور عبدالسلام المحمودي، الذي قال في إطار استطلاع رأى «الوسط»، إن «نجاح الحكومة المنبثقة من اتفاق الصخيرات، يبدو وكأنه أمر صعب في ظل معارضة أكثرية المؤتمر أو البرلمان على ما تم الاتفاق عليه، لأنه لا يتوافق ومصالح الطرفين، ولم يمنحهم حقائب وزارية كانوا يتطلعون إليها، كما أن الاتفاق ذاته لم يوفر لهم ضمانات تقيهم المحاسبة القانونية على خلفية الانتهاكات التي ارتكبها معظمهم».

وأعرب المحمودي، في حديثه إلى «الوسط»، عن اعتقاده أن الرابح الأكبر من الاتفاق هم جماعة «الإخوان المسلمين» وأتباعهم، مستشهدًا على ذلك بتعليق زعيم حزب «العدالة والبناء» على تشكيلة الحكومة، عندما قال: «إنه من الضروري أن يمنح الليبيون الفرصة لحكومة الوفاق، التي انبثقت عن اتفاق الصخيرات المغربية برعاية الأمم المتحدة»، واعتبرها «الأمل الوحيد لوحدة الليبيين وليبيا». يأتي ذلك في الوقت الذي عارض الاتفاق التيار المحسوب على السلفية ودار الإفتاء، وما تمثله من تيار يقترب من «التيارات المتطرفة»، التي قد تبدو متناغمة مع «داعش» في خطابها الديني المتطرف والمتشدد في طرابلس.

رغم ذلك، وفي محاولة لوصف الأجواء بحيادية، قال المحمودي: «هناك أيضًا من وافق على الاتفاق، وتعاطى معه على أنه أفضل الحلول، وأنه المخرج لليبيا من كل الفوضى وحالة اللادولة التي تعيشها. وأشار إلى أن تباين مواقف الكتل السياسية من مخرجات الصخيرات، وكذلك موقف الجماعات المسلحة التي تتحكم في طرابلس، يجعل من ولادة حكومة التوافق على الأرض في طرابلس تحديًا كبيرًا، لكنه ليس مستحيلاً، إذا تم التلويح بالعقوبات الدولية في وجه أية محاولة ترمي إلى عرقلة الاتفاق».

وعن موقف الشرق والبرلمان من الحكومة الجديدة، يرى المحمودي أن المجموعة المحسوبة على خليفة حفتر تميل إلى رفض الاتفاق تبعًا لقراره الذي يرفض أي مساس بوضعه كقائد عسكري، وكذلك المساس بالجيش الوطني، الذى يحارب المجموعات المتشددة في الشرق. إلا أن المحمودي يلمح بحسب تقديراته إلى أن موقف معسكر حفتر لا يعدو كونه مجرد موقف مبدئي، لاسيما أنه ينظر إلى الاتفاق باعتباره نقيضًا لمشروع مكافحة الإرهاب، الذي يقوم به في بنغازي.

خليفة: لو مارست الحكومة مهامها خارج طرابلس سيعود الليبيون لذات الانقسام

أما سامي خليفة، وهو صاحب محل للملابس، فقال في سياق استطلاع «الوسط» إنه مع حكومة الوفاق، وأضاف: «أتمنى أن تمارس الحكومة أعمالها من طرابلس، لأنها لو مارست مهامها من مدينة أخرى فسيعود الليبيون إلى ذات الانقسام، الذي حدث حينما تم نقل مقر المؤتمر لمدينة البيضاء، وأتاح ذلك- في حينه- فرصة إصرار المؤتمر على عدم تسليم وتسلم مهامه، فأصبحت النتيجة وجود حكومتين في البلاد، ولعل ذلك هو ما أثر إلى حد كبير على الوضع العام، خاصة لدى المواطن البسيط، الذي عانى تخبط القرارات ومزاجية الحكومتين».

مهند حواص، الباحث في كلية الآداب، لخص رأيه بالقول: فيما يخص الوضع الأمنيّ بالعاصمة طرابلس، فيعد متذبذبًا إلى حدِّ يثير القلق، وهذا الوضع ينسحب على جُلِّ المناطق والمدن الليبية قاطبةً، فالكل يُدرك ما تنوء بهِ ليبيا مِنْ غليان ينخفض تارةً ويتصاعد تارةً ثانية وفق ما يطرأ من ظروف، فأعمال الخطف والاحتجاز للمواطنين والسكّان المحليين مِنْ قبل المجموعات المُسلَّحة، يشيع في طرابلس تحديدًا حالة الذعر وعدم الاستقرار. وأشار إلى أنه لا يستطيع تقييم تشكيلة الحكومة الجديدة بشكل سياسي واضح، لأنها، بحسب رأيه، «لم تتشكّل بعد على الصورة الأكمل، فهي تبدو للمراقب حاليًا رأسٌ بلا جسد، أضف إلى ذلكَ أنّها تُمارس أعمالها المُفترضة خارج حدود الوطن، نتيجة التجاذبات والاختلافات السياسيّة بين أطرافٍ تتنازع فيما بينها تحول دون مزاولة أشغالها بالبلد حاليًا».

أما محمد قرفال، موظف، فقال: «بالنسبة للوضع الأمني فهو متأزم في جميع المدن الليبية، أما بخصوص حكومة الوفاق، والمكان الذي تمارس مهامها منه، فأنا مع أن تمارس أعمالها من قلب العاصمة». لكن إيناس محمد، معلمة، قالت إن الوضع الأمني غير مستقر، رغم أن المشهد العام هادئ والحياة تبدو كما لو كانت طبيعية، لكن جرائم الخطف زادت، وتصاعدت معها المناوشات، وأصوات الرصاص اليومية. وأضافت: «الوقت الحالي في ظل وجود ميليشيات المؤتمر من المقاتلة والإخوان، يبدو أن الأمر صعب إذا قررت الحكومة الجديدة ممارسة أعمالها من طرابلس»، وفي نهاية حديثها أكدت أنها مع حكومة الوفاق قلبًا وقالبًا.

إيناس: أنا مع «الوفاق» قلبًا وقالبًا.. والوضع الأمني غير مستقر

أما أبوبكر فحيم البوم، موجه مدرسي، فيقول: «بكل صراحة الوضع في طرابلس غير آمن، والقتل والخطف والسجون السرية منتشرة في كل مكان»، أما فيما يتعلق بممارسة حكومة الوفاق لأعمالها من طرابلس، فيرى أن ذلك صعب جد، وتساءل: «كيف سيجري تأمين الحكومة في ظل سيطرة الميليشيات على كل شبر في طرابلس، فالحكومة تحتاج إلى جيش موحد يحميها، لتستطيع ممارسه أعمالها، وتوفير الأمن والأمان. وترى وردة محمد، موظفة، أن أهم ما سيعطي المصداقية لهذه الحكومة تواجدها بطرابلس؛ لأنها إذا اتخذت من أي مدينة أخرى مقرًا لها، فسوف تفقد ما اتحد عليه الليبيون، مشيرة في نهاية حديثها إلى أن ذلك هو التحدي الأكبر، الذي يقف أمامها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
جريدة «الوسط»: قطاع النفط الليبي على صفيح ساخن
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
مصادرة كمية كبيرة من الوقود مخزنة في أرض فضاء ببنغازي
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم