ثمَّنت قبيلة المسامير جهود الأجهزة الأمنية والضبطية وعلى رأسها جهاز البحث الجنائي ببنغازي في القبض على المتهمين في جريمة اغتيال المحامي عبدالسلام المسماري في 26 يوليو العام 2013، بعد خروجه مباشرة من مسجد بوغولة بمنطقة البركة.

جاء ذلك في اجتماع مشايخ القبيلة وأعيانها في قاعة اجتماعات شركة الخليج العربي للنفط أمس السبت.

وحضر اللقاء ضباط وضباط صف من قسم البحث الجنائي ببنغازي، ورئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للنفط محمد بن شتوان، وأعضاء من نقابة محامي بنغازي، وناشطون في مؤسسات المجتمع المدني وحقوقيون.

وفي كلمة ألقاها إبراهيم محمد المسماري شقيق الراحل المحامي والناشط السياسي عبدالسلام محمد المسماري، أكد فيها أن اغتيال المسماري لا يعتبر جريمة جنائية عادية بل اغتيال سياسي بمعنى الكلمة، وشكر المسماري قسم البحث الجنائي، الذي أعلن القبض على الجناة المتهمين باغتيال المسماري وجهودهم في الكشف عن ملابسات وغموض الجريمة، وخصّ المسماري بالشكر المجموعة الرابعة التابعة لقسم البحث الجنائي ببنغازي.

وقال المسماري إن هذا النزيف والقتل الممنهج والمدبر الذي لا طائل منه إلا تدمير البلاد وتشريد العباد، لم ولن ينتهي باغتيال المناضل عبد السلام المسماري، بل ما زال مستمرًا ما دام هناك مزيد من الأطماع والمصالح الشخصية الضيقة التي تضر بالمصلحة الوطنية العليا لليبيا وشعبها، التي طالما وقف ضدها الشهيد وهذا ما وضح جليًا في تغريدته الشهيرة «لابد من ليبيا وإن طال النضال».

وأضاف المسماري: «إننا كعائلة الشهيد المناضل تأذينا كثيرًا من عملية الاغتيال الآثمة، وما زال الأذى والمعاناة تطالنا لعدم معرفة الجناة الحقيقيين ومن يقف وراءهم، وحتى هذه اللحظة التي نقف فيها أمامكم حيث مرت هذه القضية بعدة مراحل من التهاون والإهمال، بل وصلت إلى حد العبث بعقولنا وخرجت علينا جهات وشخصيات رسمية ومؤسسات إعلامية، أعلنوا من خلالها بأنه تمت معرفة الجناة والقبض عليهم في أكثر من مناسبة».

وطالب المسماري في كلمته بإظهار الحق والحقيقة كما هي دونما تزييف أو توظيف، وذلك بمعرفة الجناة والجهات المتورطة في اغتيال عبد السلام المسماري.

وحذر شقيق المسماري الجهات والتوجهات والتكتلات والأحزاب السياسية كافة ووسائل إعلامها المأجورة، بعدم استغلال وتوظيف قضية اغتيال المسماري والمتاجرة بدمه لصالح أجنداتهم الخاصة والتأثير في مجريات القضية.

وأكد المسماري: «أمام الجميع وعلى الملأ أننا جزء من النسيج الاجتماعي الليبي، ونحافظ على صلابته وتماسكه فإننا ننأى بأنفسنا ونبرأ أمام الله ونستنكر بشدة أي ردود أفعال وسلوكيات غير مسؤولة، باستيفاء الحق بالقوة تتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف قد تحدث بالاعتداء على أهالي وممتلكات المتهمين في صور ثأرية، كالتخريب أو القتل أو النهب أو الحرق أو مصادرة الأموال والممتلكات».

وطالب المسماري من كل العائلات والقبائل أن تحذو حذو قبيلة المسماري، وصولاً للتطبيق الصحيح والسليم لروح القانون وسيادته والمحافظة على تماسك النسيج الاجتماعي الليبي، ونطالب بشكل سريع جهات الاختصاص ممثلة في وزارة العدل بتفعيل القضاء، حتى لاتطول فترة إيداع المتهمين في السجون دون محاكمة، وما يترتب عليها مثلما يحدث الآن في السجون كافة، مع التأكيد بالمحافظة على سلامة المتهمين وتقديمهم لمحاكمة عادلة وفقًا للقانون حتى يتخذ مساره الطبيعي في الحكم عليهم.